الفصل السادس والعشرون (ماذا لو وقعت في الحب الآن؟)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم"فعلتها من أجلك"
هذا أكثر كنز حقيقي يمكن أن يقال لك ويعطيك الحياة، ذلك الشعور بأن أحدهم فعل شيء من أجلك... أجلك أنت الذي خذلك العالم بأسره وظننت أنك ستبقى بائسا ما حييت.
كان "عيسى" على يقين من أنها لن تتركه وترحل وبالفعل عارضت هي حديث والد زوجها الذي أمرها بالرحيل وأخبرته بحزن:
أنا مش همشي يا عمو.
تستطيع رؤية الذهول البادي على وجه "سهام" والابتسامة الحانية التي ارتسمت على شفتي "رفيدة" وقبلهما النظرات الدافئة في مقلتي زوجها والتي يشملها بها.
سعال أتى من الخلف جعلهم ينتبهون للضيف الذي لم يرحل بعد، و لأنه وقف في الخلف يحضر كل ما حدث، أشار "نصران" لابنته ووالدتها قائلا:
خدي ماما واطلعي يا "رفيدة" دلوقتي.وكالعادة نفذت "سهام" أمره على غير رضاها، رحلت برفقة ابنتها وما إن خلت الأجواء منهما، نطق المعالج بابتسامة:
أظن تقعد معايا بقى.
كان حديثه موجها لعيسى الذي أغمض عينيه بشدة محاولا بكل جهده ألا يفتك به، هذا الذي نجح ببراعة في إتلاف أعصابه.
استدار يطالع والده، وشمل الطبيب بنظرات غاضبة ثم أشاح بذراعه قائلا:
أنا مش هقعد مع حد... و روح علشان أنت معصبني.احتفظ متلقي الحديث بكامل هدوئه واقترب من "عيسى" معرفا عن نفسه:
أنا دكتور "نور"، و أظن إنك ممكن تغير رأيك لما تعرف إن المدام عايزاك تقعد معايا.تفحصه " عيسى" بضيق، شاب ربما أكبر منه بأعوام قليلة، ذات هيئة شبابية منمقة، وعيون واسعة يغرق تخبر الواقف أمامها بأنها كاشفة لكل ما يدور في خلده، و نظارة طبية ود "عيسى" لو دمرها له وخاصة بعد قوله الأخير الذي رد عليه "عيسى":
وأنا مش عايز أقعد معاك.حث " نصران" زوجة ابنه بنظراته لتتحدث، فأزاحت دموعها بأناملها و اتخذت موقعها أمام "عيسى" تهتف:
مش لازم كل اللي احنا عايزينه نعمله، في مرات أكيد هتبقى مطالب تيجي على نفسك فيها، أنا جيت على نفسي من دقايق بس علشانك، وأظن إنه من حقي إنك تعمل نفس الحاجة و تقعد مع الدكتور.رفع حاجبيه وهو يسألها بهدوء عكس العاصفة التي احتلت داخله:
ولو مقعدتش؟... هتمشي؟
انتظر ردها وبقت هي صامتة فقط تطالعه حتى نطق هو بحسم وقد أبعد عينيه عنها:
عموما لو الموضوع بقى كده، وأنتِ شايفة إنه راحتك في إنك تمشي، امشي... علشان أنا ميتلويش دراعي.مط "نور" شفتيه بضيق وقد وصل الأمر لنقطة لم يرد أن يصل إليها أبدا، مما تم سرده له، شخصية كعيسى لن تقبل بأساليب كالمساومة.... ظن أن الأمر انتهى ولكنه انتبه حين سمع "ملك" تقول ما جعل "عيسى" يطالعها:
أنا مش بساومك يا "عيسى"، ولا بلوي دراعك... وعلى فكرة أنت لو مدخلتش دلوقتي أنا مش همشي.
ابتسم ولكن اختفت ابتسامته حين تابعت:
لكن هتبقى رفضت طلب علشاني، أنا بطلب منك...
أنا مش عايزة كل حاجة تبوظ، لو دخلت مع الدكتور اعرف إنك هتبقى عملتلي خدمة كبيرة أوي، وفي الآخر القرار ليك.
أنت تقرأ
وريث آل نصران
Actionحينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصبح لا يردد سوى: تائه، حائر، سئمت... بأي ذنب أنا قُتِلت؟ أما هي فكانت ترضى بالقليل، أمنيتها الوحيدة أ...