الفصل الثامن (لحظة...!)

120K 5.9K 672
                                    

الفصل الثامن (لحظة...! )
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيم
الصمت ليس علامة على رضاك، ربما علامة على خوفك، علامة على قلقك واحتياجاك للأمان... يمكن أن يكون علامة للرضا ولكن الأكيد أنه في موقف كموقفه كان علامة للتحدي.

كانت "رزان" في وضح لا تُحسد عليه، "باسم عراقي" ذلك الشخص الذي وجد متعته في مطاردتها، وفي النهاية بحكم عملها رضت بفرصة ذهبية كهذه، فالتقرب لمثله يضمن لها الكثير والكثير.

ابتعدت عن "عيسى" بحرج في حين شملها "باسم" بنظرة مشمئزة أمام نظرات عيسى المنتصرة، وقال:
اطلعي برا.

خرجت من الغرفة مسرعة كغريق لمح طوق نجاة بعد يأسه من نجاته، أما هما فقطع صمتهما المريب صوت "عيسى" وقد أقدم على الحديث:
قولت أجيلك بنفسي أشوفك عايز إيه
تابع "عيسى" ضاحكا:
بس خلي بالك مجيتي مبتحصلش غير للغاليين بس.

نطق "باسم" بعدوانية نجحت عيناه في بثها ببراعة:
جيت هنا علشان أشوفك معاها؟... تبقى عبيط لو مفكر إني يوم ما هرتبط هيكون بواحدة زي دي.

عاد "عيسى" إلى الأريكة وجلس عليها متحدثا بارتياح:
أنا جيت هنا علشان عارف إنك هنا مش علشان أي حاجة تانية... بالنسبة بقى للوضع اللي شوفته من شوية...
انتظر "باسم" تبرير، تبرير يخفف تلك الملحمة المشتعلة في صدره ولكنها لم تُخمد بل زادت اشتعالًا حين سمع "عيسى" يتابع مبتسما بمكر:
معنديش أي تبرير ليه، افهمه زي ما تفهمه.

_عايز إيه يا "عيسى"؟
قالها " باسم" بنبرة حادة وهو يعلم أن غريمه يفهم معناها جيدا ولكن تصنع "عيسى" عدم الفهم وهو يقول:
والله لو حد فينا المفروض يسأل السؤال ده هيبقى أنا... جاي المعرض عندي وعامل مشاكل ليه؟

ضحك "باسم" محركا رأسه يمينا ويسارا باستنكار وتبع ذلك قوله:
بجد مش عارف أنا جاي ليه؟
واجهه بعينيه متابعا:
جاي علشان مش عايز تخليك في شغلك وتبطل شغل تحت الترابيزة ده.

استقام "عيسى" واقفا ومط شفتيه متصنعا الرضا عن الحديث ثم قال:
هو في حاجة أنا حابب أنبهك ليها علشان شكلك مش واخد بالك منها، وهي إن التجارة شطارة شغل تحت ترابيزة بقى، شغل فوقها المهم مين اللي هيكون winner في الآخر...
ابتسم لخصمه متابعا:
وبغض النظر عن ده، أنا مليش في شغل تحت الترابيزة، أنا لما بعمل حاجة بيبقى على عينك يا تاجر.

تلفت أعصاب "باسم" وتحرك ناحيته يصيح بغضب:
أنت اللي أقنعت الزبونة تبيعلك العربية، وأنت عارف إن أنا كنت اتفقت معاها خلاص وهتبيعلي.

رفع "عيسى" حاجبيه سائلا بتصنع الدهشة:
بجد!... أنت عامل كل الحوار التقيل ده علشان كده؟
و هز رأسه متابعا الحديث:
اه يا سيدي أنا اللي كلمتها، أنت عارف إني بعشق العربيات القديمة... واحدة عندها عربية كلاسيك من أيام جدودها الباشوات وعايزة تبيع... مش لازم تبيع حتة الأنتيكة دي لأول واحد يقابلها على فكرة

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن