الفصل السادس والأربعون (شلل)

107K 5.8K 1K
                                    

الفصل السادس والأربعون (شلل)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثاني)
بسم الله الرحمن الرحيم

لما الخوف... ها أنا هنا
وإن تأخرت.. فأنا قادم
حين يطلب فؤادك مغيث... أنا قادم.
دائما وأبدا تأسرني برائتك... ودائما وأبدا أنا قادم.

كانت الليلة دافئة، لقد انتهت بكوب الشاي الساخن  ، ومزاح شقيقتيها، وانضمام والدتها للجلسة بعد تذمرها من أفعالهن، لكنها لم تكتمل هكذا أبدا... فلقد شعرت بأحدهم في الخارج أثناء نومها، خطوات تسحب الأنفاس، رائحة مقيتة تذكرها بأسوء لياليها، ظنت أنه كابوس، ولكن لا إنها تشعر أن أحد يفتح باب الغرفة.... فتحت عينيها بذعر، وقبل الدخول جذبت الهاتف مسرعة وقامت بالاتصال به دون تفكير.... وما إن هاتفته حتى فُتِح الباب وتجسد أسوء كوابيسها أمامها نعم إنه "شاكر".... خرجت منها صرخة قابلها هو بجذب خصلاتها ويده تكتم فمها.... ثم ضحك ومال ليهمس جوار أذنها:
في حد يقابل ابن عمه كده برضو يا " ملوكة"؟

تحولت نظرات الذعر إلى اخرى شرسة، تريد الفتك به، نظرات بها من البغض ما يكفي لأهل الأرض جميعا... نظرات تخصه هو وحده فقط بها .
يكتم صوتها، يمنع صرخاتها من الانطلاق، لكن مقاومتها شرسة وهي تحاول دفعه بعيدا عنها وهو يتابع متلذذا بما تفعل، وعيناه لا تفارقها:
اوعي تكوني فاكرة انها خلصت كده... هي خلصت صحيح بس بالنسبة لولاد "نصران" اللي مش هيقدروا يمسوا شعرة مني والبلد كلها فاكرة إنهم خدوا حق ابنهم بقتل أبويا.... احمرت عيناه وهو يتابع سائلا:
هما اللي قتلوه مش كده؟... سيبتيهم يقتلوا عمك يا جاحدة.

فاقت "شهد" على صوت أنين، أحدهم يحاول الصراخ ولا يستطيع... كان هناك إضاءة خافتة تأتي من الخارج تطمأنها، ولكن حين وقعت عيناها على "شاكر" فرت الطمأنينة بعيدا.
قبل أن تصرخ كان قد أخرج سلاحه بيده الأخرى وصوبه نحوها قائلا:
صوتك ميطلعش يا شوشو... علشان كده هنزعل من بعض كلنا.

استطاعت "ملك" أخيرا الإفلات، أول ما فعلته هو البصق في وجهه تبعته بقولها الشرس وكل إنش في جسدها ينتفض من الخوف:
أنا اللي جاحدة، أبوك مات بسببك وبسبب عمايلك.. أبوك مات علشان جاب للأرض عيل زيك ماشي طايح في خلق الله كلهم... وفاكر انهم تحت رحمته.

دفعها بيده فسقطت على الفراش، ضغط هو على عنقها بعنف، هنا استجمعت "شهد" شجاعتها وهرولت ناحيته وهي تسمعه يقول:
وبكرا هتشوفيني وأنا طايح أكتر وبموتلك التاني، بحلف باللي خلقك أخرك معايا أنا، ومش هتبقي لحد غيري... على موتي يا بنت عمي.

أبعدته "شهد" عن شقيقتها بعنف، وجلست جوارها تحتضنها وتساعدها على أخذ أنفاسها، طالعته وهي تقول بغضب:
أنت مش هتخوفني بحتة البتاع اللي في ايدك ده... شكلك نسيت أيام الأزايز اللي كانت بتتكسر على دماغك يابن كوثر.

ابتسامة مقيتة علت وجهه وهو يذكرها:
انتِ اللي نسيتي الأوض الضلمة، اللي بتنيمك لحد دلوقتي في النور من الخوف...نسيتي "شاكر" واللي يقدر يعمله، و فاكرة نفسك بقيتي هانم ونسيتي لما كنتِ عايشة في بيت عمك بتخدمي قصاد اللقمة اللي بتطفحيها.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن