الفصل التاسع عشر "يمهد طريقه"

107K 5.3K 459
                                    

الفصل التاسع عشر (يمهد طريقه)
#رواية_وريث_آل_نصران

بسم الله الرحمن الرحيم

هل من جديد؟
أي شيء ينتظرني اليوم الحزن أم القهر أم الشقاء؟
لا تقلق بشأنهم فإن دموعي تروي أراضيهم جميعا
وإن كان قلقك بشأني أنا فلا تخف... أنا رغم كل شيء
لم أمت و لكن أُُقتل ألف مرة.... وما زالت أحيا.

لا مجال للتشتت هنا، أحدهم يصيح مولولا على دكانه الذي تدمر وقد تجمع المارة من حوله ينتظرون ردة فعل من ابن كبيرهم، وهي تبلغه بكل هدوء برفضها الذي راهن والده على استحالة حدوثه.
ترك أمرها، ونظر للواقف أمامه ناطقا بحزم:
في إيه؟

كانت زوجة الرجل تبكي بصمت محتضنة ابنتها في خوف، دخل "عيسى" من بين الواقفين، وتبعته "ملك" فسمعت الرجل يبث شكواه:
امبارح سيبت المحل بتاعي ودخلت البيت، مفيش شوية ورجعت لقيته متدغدغ كده، احنا عايشين بالدكان ده وحتة الأرض، وأنا عايز حقي.
وأشار على دكانه الخاص الذي تهشمت محتوياته

_سيبت المحل بتاعك ده بقى مفتوح قد إيه؟
سألها "عيسى" مصوبا نظراته ناحية الرجل وسط العيون المترقبة من حولهم فقال الرجل بنبرة مضطربة:
بتاع ساعة إلا ربع.
أكمل مبررا:
بس الدكان جنب البيت، وأنا متعود على كده.

ابتسامة ودودة صدرت من "ملك" للصغيرة التي تتشبث بوالدتها وكأن أحدهم سينتزعها منها وهي تسمع سؤال "عيسى" الثاني:
وكنت بتعمل إيه بقى في الساعة إلا ربع اللي سايب فيهم المحل بتاعك مفتوح للرايح والجاي دول؟

اعترض الرجل صائحا بغيظ:
هو ايه التحقيق ده، أنا قدمت شكوتي وعايز حقي.

ضحك "عيسى" وهو يحرك حذائه على الأرضية ناظرا لحركته وتبع ذلك باتهامه:
ما يمكن كداب وعايز تفتري على حد... جاوب على السؤال واتعلم تتكلم مع ابن كبيرك كويس، علشان متترباش قصاد الناس دي كلها.

علا صوت الهمس السائد بين الواقفين ووجه "عيسى" سؤاله لزوجة الرجل:
كان بيعمل ايه و سايب المحل بتاعه؟

ما زالت على حالة البكاء، رمقها زوجها بنظرات تحذيرية جعلتها تقول ما لديها بقهر:
كان بيضربني، أنا كمان عايزة أقول شكوتي زيه... يعرف عليا واحده وأنا عرفت، كان ممكن اسامحه على الست اللي عرفها عليا علشان ده حقي أنا، لكن مش هقدر اسامحه على فلوسه اللي صارفها كلها عليها، وحارمني أنا والعيلة الصغيرة دي ومخليها أقل واحدة في وسط العيال، لما واجهته بعملته امبارح ضربني لحد ما شبع ضرب.

صرخ الرجل معترضا:
كدابة، محدش يصدقها دي كدابة.

تابعت وهي تنظر ل "عيسى" مقدمة دليل صدقها:
الست اللي يعرفها هي اللي قالتلي علشان تكيدني، وبعتتلي صوره معاها لو عايز تشوفها التليفون موجود.

التفت "عيسى" للواقفين سائلا بنبرة عالية وصلت للجميع:
شايفين ليه حق؟

تبادل الجميع النظرات ولم يجب أحد فاستدار ل "ملك" الواقفة على مقربة سائلا بعينين مصوبة ناحيتها:
ليه حق؟

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن