الفصل السابع (صفعته؛ فنوى قتلها)

110K 7K 868
                                    

الفصل السابع (صفعته؛ فنوى قتلها)
#رواية_وريث_آل_نصران(الجزء الثالث)

اعملوا ڤوت للفصل يا جماعة بلاش اقرأ واجري 😂
و follow لللأكونت لو مش عاملين 😍

بسم الله الرحمن الرحيم
أحمق من ظن أنه يعرف البشر حقا، إن ردود أفعالهم مذهلة دائما، مذهلة لدرجة أن تجعلك عاجزا، تجعلك تتأمل في صنع الخالق، وتتيقن من أنك حين قلت فلان لا يفعلها أبدا لم تكن إلا أحمق كبير.

لأول مرة تعرف شعور القطط أثناء الترقب، كان هو شعورها تماما وهي تجلس في سيارة "عيسى" في الخلف تراقبه هو ووالده وقد جلسا في الأمام.
لم تتوقع أبدا أن يستطيع الإفلات هكذا من سؤال والده حين التقا به أثناء رحيله من منزل عمها بعد ما سمعاه، توقف فؤادها حين نادى "عيسى":
بابا.
ولكنه عاد للدق من جديد وهو يتابع محاولا بصعوبة التحكم في ذاته:
هو أنت هنا بتعمل ايه؟

لم يكن " نصران" في حالة تسمح له بالحديث أبدا، وعلم "عيسى" هذا فتابع حديثه مبديا لوالده وكأنه لم يسمع ما دار بينه وبين "كوثر":
أنا كنت جاي علشان " علا" اللي كل شوية تنطلي،
كنا معديين وقولت اجي أشوفها عايزة ايه ...

كان وجهه مكفهر، محاولة أن يبدو طبيعيا صعبة للغاية، لكن حالة "نصران" لم تسمح له أن يلاحظ، لم تسمح له إلا أن يقول:
روحني يا "عيسى".

أتى إلى هنا سيرا، ولكنه لا يستطيع العودة هكذا، لذلك أخذ ابنه يده و" ملك" خلفهم في اتجاههم إلى السيارة، فاقت من شرودها حين لاحظت أنه اقترب من محل والدتها، هي في مأزق الآن، تريد النزول من أجل الاطمئنان على شقيقتها، ولا تريد أيضا خوفا من حدوث أي شيء بينه وبين والده... لم يبعدها عن هذا التفكير إلا أنه أوقف السيارة بالقرب من محل والدتها ووجه سؤاله وهو يطالعها من المرآة الأمامية:
هتنزلي ولا هتيجي معانا يا "ملك".

نظرت إلى وجهه في المرآة فلمحت رغبته الملحة في أن ترفض النزول، لمحت غضبه الذي يحاول بكل قوته ألا يظهر، كانت تفكر ماذا تفعل هل تنزل أم لا، هو أخفى على والده أنه سمع أي شيء وقطع تفكيرها صوته وقد بدا انفعاله جليا في نبرته العالية:
ما تخلصي هتغوري ولا هتيجي معانا.

كررت خلفه باستنكار:
أغور؟
كذلك استدار له والده يطالعه بنظرات حادة وتحدث بغضب:
اسمع أنا مش فايقلك أنت التاني... ما تتكلم عدل.

لم ترد أن يحدث أكثر من ذلك فتحدث بحرج مما قاله " عيسى" وارتباك:
محصلش حاجة يا عمو... عن إذنك.
تبعت قولها بنزولها من السيارة وأغلقت الباب خلفها، تنهد "عيسى" بانزعاج، هو يبذل طاقة جبارة حتى يحافظ على هدوءه قبل أن ينتصر اضطرابه ويتحكم به... لم يرد أن تنزل أبدا ولم يرد أن يقول هذا.
ما إن ابتعدت هي عن السيارة حتى تجمعت الدموع في مقلتيها، كانت على وشك الذهاب معه لكن بعد طريقته لم تفعلها.
كانت في طريقها للصعود إلى منزل لكنها وجدت والدتها و"مريم" على الدرج، انكمش حاجبيها وخاصة أن الوقت متأخر وسألتهما:
في ايه؟

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن