الفصل الأربعون (من يقتل الثاني أولا؟)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيممن يراك يحسبك قرأت حقا، ولكن منذ متى والرؤية دون حديث تفيد، ما إن تحدثت حتى أظهرت لنا إلى أي مدى تصل سطحيتك...كنت أظنك مثقفا و اكتشفت أنك لست سوى أحمق وأنني حمار كبير.
★***★***★***★***★***★***★
صلاة الفجر، أجوائها الهادئة، وهذه النسمات المنعشة التي تعم الأجواء في توقيت الفجر خصيصا وكأنها تربت مطمئنة كل ذي هم.
انتهى "نصران" من قضاء الصلاة في المسجد، و جلس بهدوء في إحدى الزوايا يقرأ القرآن حتى انتهى مما أراد قرائته فأسند رأسه على الحائط وأغمض عينيه بهدوء حتى شعر بأحدهم يجلس جواره.
فتح عينيه يطالعه وجده "طاهر"، لم يبادر بالحديث، ظل على صمته، لم يتحدث معه طاهر فيما عرفه أبدا، ولم يرضخ لطلبه بالعودة إلى المنزل بدلا من المكوث في منزل " سهام" القديم، حتى حين ذهبوا إلى النيابة للإدلاء بما لديهم، أنهى طاهر المطلوب منه ورحل بصمت إلى معزله من جديد.تنهد بهدوء وبادر بالحديث بدلا من "نصران" سائلا:
مبتتكلمش معايا ليه؟... أنت مقاطعني؟، كنت بتصلي وتجيلي نقعد سوا، النهارده صليت وقعدت لوحدك._ وهتكلم معاك في إيه؟
سأله "نصران" بنبرة معاتبة رد عليها "طاهر" بتعب:
في أي حاجة، في اللي عرفته مثلا.
وأمام الجواب احتدت نظرات الجالس أمامه قبل أن يوجه سؤاله:
وهو أنت لما عرفته رجعتلي وجيت اتكلمت معايا فيه ولا مشيت وسيبت البيت من غير ما ترجعلي، حتى لما كلمتك و قولتلك تعالى وهنتكلم مجيتش.برر "طاهر" موقفه وقد أرهقه الوضع بأكمله وبان هذا في كلماته:
بابا أرجوك افمهني، مكنتش هقدر اتكلم في أي حاجة، اللي أنا عرفته مكانش سهل... أنا حتى لحد دلوقتي مش قادر أجمعه في دماغي.
وأضاف بألم نبع من فؤاده المعذب:
فجأة لقيت نفسي واقف ما بين أمي وعيسى، وبشوف بكل وضوح للمرة الأولى في حياتي حقيقة إن عيسى اتظلم، وأمي أغلى إنسانة في حياتي سبب في جزء من الظلم ده، كنت المفروض أعمل إيه.... بالله عليك قولي أنت.اعتدل نصران في جلسته قبل أن يرد على حديث "طاهر" محاولا استدعاء كامل الهدوء في حواره معه:
وقعت في نفس موقفك ده من فترة قليلة، كان رد فعلي إيه؟... سيبتلكم البيت ومشيت؟، أنت مش عايش لوحدك علشان تختار متواجهش، أنت متعلق في رقبتك ابنك، وده يخلي واجب عليك تفكر مية مره قبل أي قرار_ كنت محتاج وقت أقدر استوعب اللي عرفته، وقت لوحدي تماما، حتى لو حضرتك شايف إن عزلتي غلط بس أنا شايفها حقي وحتى لو هي غلط فهو غلط منع غلط أكبر علشان لو مكنتش قعدت مع نفسي أكيد كان هيحصل كارثة.
صرح بأسبابه أمام أبيه المترقب لسماعها ثم استكمل بحزن:
أنا مش عايزك تبقى زعلان مني، بس أنا كنت تعبان أوي يا بابا من اللي عرفته
نظر في عينيه وسأله بوجع:
فاهمني صح؟
لم يستطع "نصران" أن يقسو عليه أكثر، احتضنه وربت على ظهره ناطقا بسخرية:
مش هبقى فاهم أكتر واحد في عيالي شبهي.
ابتسم "طاهر" ومال على كفه مقبلا واعتدل وهو يسمع والده يقول برفق:
ارجع بقى البيت علشان خاطر أبوك.
أنت تقرأ
وريث آل نصران
Actionحينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصبح لا يردد سوى: تائه، حائر، سئمت... بأي ذنب أنا قُتِلت؟ أما هي فكانت ترضى بالقليل، أمنيتها الوحيدة أ...