الفصل الرابع عشر (يثور على والده)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيملا تجبر الإنسان ولا تخيّره
يكفيه ما فيه من عقل بيحيّره
اللي النهارده بيطلبه ويشتهيه
هو اللي بكره ح يشتهي يغيّره
(رباعيات صلاح چاهين)من قال أنها نظرات؟... إنها سهام قاتلة وجهتها "ملك" ناحية "عيسى" وتلك التي فتحت باب المكان وكأنها صاحبته بلا وتعبر بتبجح كم تشتاق إلى "عيسى" بقولها أنه أسعد أيامها لأنها رأته... لم تنتبه "رزان" لوجودها إلا بعد أن أنهت جملتها، تأملت "ملك" هيئتها، خصلاتها المموجة التي تركتها حرة، وعيناها التي طغى عليها اللون البني، ترتدي رداء أسود يصل إلى ما بعد ركبتيها بقليل، لائم الحمرة القانية التي وضعتها ولاق مع هيئتها ككل... كانت النظرات في عيون "رزان" بعد ما قالته مترقبة لردة فعل من تدري جيدا أنها زوجته، توقعت صمتها وخاصة أنها رأتها قبل ذلك.. رقيقة، هادئة وقطع هذا التوقع صوت "ملك" التي سألتها متصنعة الاستغراب:
إيه مستنية إيه؟
حثتها بانفعال امتزج باشتعالها:
قوليله يلا وحشتني أوي.ارتسم على شفتي "رزان" ابتسامة والتفتت لعيسى تخبره:
وحشتني أوي.تركت "ملك" الفراش ونزلت لتقف في المنتصف بينها وبين "عيسى" قائلة بغضب:
مين دي يا "عيسى"، و معاها مفتاح هنا ليه؟_ كان عنده حق باسم لما قال عليكِ بسكويتة مش لايق عليكِ العصبية خالص...متخافيش يا بسكويتة مش مراته التانية.
ضحكت " ملك" باستهزاء وهي ترد عليها:
لا يا حبيبتي أنا مش بسكويتة، وبالنسبة لموضوع مراته التانية ده أنا مش قلقانة، أصله أكيد مش هيسيب مراته تيجي لحد هنا في نص الليل لوحدها.جذب "عيسى" رزان من ذراعها قبل أن ترد واتجه بها نحو الخارج وأغلق الباب على "ملك"، ما إن وقفا في الخارج حتى سألت " رزان" بضجر:
في إيه؟... واخد وضع الصامت ليه؟احتدت نظراته وهو يرد عليها:
علشان ما امسحش بكرامتك الأرض... أنتِ جاية هنا ليه؟أدركت أنه لا يمزح فتحدثت تبدي له مدى ضيقها:
زهقت من الحبسة اللي أنا فيها، أنا من يوم...أوقفها بإشارة من يده قائلا:
أنا مليش دعوة بكل ده، أنا قولتلك عايز ورق من عند باسم هتجيبيه ولا لا؟... قولتي هجيبه، وبعد ما جبتيه خدتي فلوسك ومشيتي، و إكراما مني خليت بشير يديكي مفتاح الأوضة هنا تقعدي فيها يومين لحد ما تدبري نفسك وتشوفي مكان، وشوفتي المكان وعرفت إنك مأجرة شقة جاية ليه بقى؟ردت عليه بإنزعاج:
جاية علشان مش هفضل طول عمري مستخبية من باسم، أنا زهقت والفلوس اللي ادتهالي خلصت... وعايزة أنزل اشتغل بس اتصرف في موضوع باسم ده بقى وابعده عني.
أنت تقرأ
وريث آل نصران
Actionحينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصبح لا يردد سوى: تائه، حائر، سئمت... بأي ذنب أنا قُتِلت؟ أما هي فكانت ترضى بالقليل، أمنيتها الوحيدة أ...