الفصل الرابع والخمسون (الكل يخسر)
#وريث_آل_نصران {الجزء الثالث}بسم الله الرحمن الرحيم
{ياليتنا سمعنا من قائل قال : إن الهوى ذنب والحب لا يجدي}
كانت البداية بسماع "عيسى" دقات على الباب فانكمش حاجبيه باستغراب، فتح ليجد أمامه أخر شخص توقعه، وأول شخص تمنى أن يراه، وجد "ملك" أمامه
لم يعرف ماذا يقول، تراجع ليعطيها فرصة للدخول، ولم تنتظر هي، دخلت بالفعل، وقبل أن تتفوه بأي شيء سأل:
في حاجة حصلت؟
اقتربت منه تسأله بنبرة تهكمية حزينة:
انتوا بقى كنتوا متفقين وجيتوا مع بعض، ولا أنت جيت وبعتلها تجيلك.
رد على اتهاماتها قائلا:
قسمت هنا صدفة، وكانت فاكراكي...
بترت عبارته حين صرخت به:
أنا مش عايزة اسمع منك ولا كلمة
استشاط غضبا واستدار يركل المقعد المجاور له وهو يهتف:
وجاية ليه؟لم تهتز هذه المرة إثر حركته الانفعالية بل سألته:
هو أنا مكنتش أستاهل لما أقولك تقعد علشاني إنك تقعد ؟
رد على سؤالها بجواب صادق:
أنا بعدت علشان أقدر ألاقي نفسي تاني، أنا ضايع مني ومكنش هينفع تفضلي قاعدة مع واحدة حتى نفسه مش لاقيها، قرارك انك تطلقي كان أكتر قرار صح من يوم ما عرفنا بعضهزت رأسها نافية وهي تخبره بخيبة:
لا يا "عيسى"، دي كرامتك اللي مسمحتش ليك إنك يتقالك لا مرة واحدة بس، وكإنك بتعاقبني، تحب أعدلك كام مره كان المفروض أخد حق كرامتي منك ومعملتهاش.
لم يستطع الرد فألقت هي بالمحتويات المتواجدة على الطاولة بغضب وهي تصرخ:
ما ترد
ثم أخبرته:
مش أنت لوحدك اللي بتعرف تكسر على فكرة
كانت عيناها دامعتين وهي تسأله:
نفسك اللي ملقتهاش معايا هتلاقيها مع قسمت؟تأفف متضجرا:
يادي قسمت.
وكأنها تضرب في الأرضية، تخرج فيها طاقة غضبها وهي تتحرك بهياج مرردة:
متنفخش، ومتقوليش يادي قسمت، أبوك بقاله يومين بيتحايل عليك علشان يعرف أنت فين هنا، وهي عارفة
لا وكمان خارج معاها وبتتصور، أنت ازاي وقح كده؟أثارت جملتها الأخيرة انفعاله فهتف يبثها غضبه هو الاخر:
وأنتِ مالك، مالك أنا فين ولا مع مين، أنتِ جاية هنا يعني علشان عايزة تسمعي حاجة تثبتي لنفسك بيها إني خاين ومستاهلش تضحياتك العظيمة
هز رأسه موافقا وأكمل:
حاضر يا " ملك" ... أنا بحبها وشوية وهتجوزها.
طالعها بعينين كساهما كل سخطه الذي تجمع به الآن وهو يسألها:
ارتاحتي كده؟
فصرخت في وجهه تقول:
أنا بكرهك، أنا لو كنت عايزاك من يومين بس تفضل ومتمشيش النهاردة أنا مش عايزة أشوف وشك تاني في أي مكان حتى لو صدفة.
ورد لها هذا بقوله:
نور اللي جبرتيني أقعد معاه، كان بينقل كل حرف عني لثروت.
ورغم ذهولها وصدمتها مما قاله ولكنها قالت بحدة:
قعدت معاه علشان نفسك مش علشاني، علشان تبقى كويس ومتخسرش اللي حواليك، بس أنت تستاهل تخسرهم... هما مش ذنبهم يستحملوا عقدك وقرفك واضطرابك اللي أنا استحملته، مش ذنبهم يستحملوا واحد أناني مبيشوفش غير نفسه وبس، أنت تستحق الخسارة.
أنت تقرأ
وريث آل نصران
Actionحينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصبح لا يردد سوى: تائه، حائر، سئمت... بأي ذنب أنا قُتِلت؟ أما هي فكانت ترضى بالقليل، أمنيتها الوحيدة أ...