الفصل السابع والثلاثون (اضطراب انفجاري ولكن!)

116K 5.7K 1.1K
                                    

الفصل السابع والثلاثون (اضطراب انفجاري ولكن!)
#رواية_وريث_آل_نصران

بسم الله الرحمن الرحيم

القوة لا تعني أبدا أن من أمامك شخص خارق،
ربما نبعت قوته من ألمه، ربما هذه القوة ليست إلا خيبات متكررة، وعثرات مؤلمة صنعت جانب وحشي أنت لا تراه إلا في لحظات الغضب فقط... اللحظات التي تستدعي القوة، القسوة،... تستدعي اضطرابه.

هذه الأنفاس التسجيل تشعر وكأنها تُسلب منك، ولكن الأصعب من السلب نفسه أنه أتى مباغتة... شعرت بذلك حين لثم وجنتها واعتدل يخبرها أنه أصبح بخير، حمرة غزت وجنتيها وشعرت أنها هي من ليست بخير أبدا فطالبت بارتباك:
أنا... أنا هروح.

تصنع الاستغراب ورفع حاجبيه سائلا:
والكلية؟... مش أنتِ جاية علشان أوديكي؟

تخطته وهي تتابع محاولة جاهدة الهرب:
لا... طالما أنت مش كويس دلوقتي خليها بعدين.

حاول اللحاق بها وهو يقول:
هتروحي لوحدك؟... استني هروحك.

لم تستمع له بل تحركت بسرعة أكبر وهي تقول:
لا أنا هروح... البيت قريب والدنيا نهار.
قالت كلماتها وهرولت مسرعة، تأمل رحيلها المرتبك، الذي ما إن تأكد منه حتى هاتف صديقه لتأتيه الإجابة بعد لحظات فقال:
ألو يا "بشير"

_ ايه يا "عيسى"، أنت جاي القاهرة ولا إيه؟
أجابه " عيسى" بهدوء:
"بشير" اسمعني كويس... أنا هجيلك النهاردة بالليل، عايزك تعرف "كارم" جوز خالتي فين، لو برا البيت تعرف هو فين وتقولي، لو في البيت اتأكد إنه مينزلش إلا لما اجيلك.

سأله "بشير" باستفسار:
طب ايه اللي حصل طيب فهمني؟

_ حوار كده يا "بشير" لما اجي هحكيلك عليه، بس اعمل اللي قولتلك عليه.
طلب منه ذلك وأردف مسرعا:
بقولك ايه أنا هقفل، بالليل أول ما اركب هكلمك.

أغلق مع صديقه الهاتف وتحرك عائدا ناحية المنزل مجددا... بينما في نفس التوقيت كانت هي تسرع في خطواتها نحو المنزل حتى سمعت نداء والدتها المتواصل:
يا "ملك".

توقفت مكانها فلحقها والدتها تسأل بقلق:
أنتِ كنتي فين؟

بررت لوالدتها خروجها وقصت لها مكالمة " ميرڤت" ثم اللقاء مع "عيسى" فأبدت "هادية" انزعاجها وهي تقول:
هو أنتِ اتجننتي، أنا مش منبهة عليكِ من امبارح متخرجيش غير وحد معاكِ، وقايلة للزفتة اختك قبل ما انزل تقفل عليكي بالمفتاح وأنا لما ارجع هفتح.

حاولت تهدأت والدتها فهي تعلم جيدا أن أعصابها تالفة:
ماما مفيش حاجة لكل ده، عمي "نصران" قالي إن في رجالة برا على مدخل القرية وعارفين "شاكر"... لو حاول يدخل هيمنعوه، ده غير إن " شاكر" واكل ضرب ينيمه في بيتهم شهر.

وصلا إلى المنزل فدخلت "هادية" أولا ولحقت بها ابنتها تساعدها في حمل الأكياس وهي تسمع قولها:
"شاكر" ده شيطان، أنتِ ايه يضمنك إنه يعمل حاجة مؤذية ويبقى بعيد عن الصورة، هو ولا حد تبعه... فتحت الباب ثم وضعت الأكياس على أرضية المطبخ متابعة بحدة:
اسمعي يا "ملك" نزول تاني لا، وخدوا بالكم بقى اليومين دول، علشان "شاكر" طالما ظهر كده يبقى مستبيع ومستعد يعمل أي حاجة.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن