الفصل الثاني والأربعون (المركز يريدهما معا)

97.1K 5.2K 668
                                    

الفصل الثاني والأربعون (المركز يريدهما معا)
#رواية_وريث_آل_نصران
#الجزء_الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم

ليست فقط الليالي هي التي لا ننساها أبدا، هناك بشر أيضا لا ننساهم أبدا، هناك قلب لا يغفل عنا أبد ، وهناك هو لا يكف عن مفاجئتي أبدا...ولكن أشعر أنه الأمان أبدا.

استغاثت "ملك" به بعد ما سمعت عما يحدث مع شقيقتها...لم تجد سوى الاستغاثة والرجاء وهي تقول:
احنا لازم نروحلها.

توجه ناحية الخارج محذرا:
أنا هروح، خليكي أنتِ هنا.
كانت تلاحقه ولكن نبرته المحذرة أوقفتها حيث قال:
ملك، اسمعي الكلام.

تملك منها الخوف على والدتها وشقيقتها ولكن نظرته طمأنتها، هرول نحو الخارج فوجد اتصال من "طاهر"، أجابه وهو يركب سيارته فسمعه يقول:
" عيسى" تيسير اتصلت بيا بتقول سمعت إن في خناقة في بيت "مهدي"،
الست " هادية" و "شهد" هناك أنا رايحلهم.

دعم "عيسى" ذلك بقوله:
روح يا "طاهر" أنا جاي وراك .

زاد من سرعة سيارته، واحتدت نظراته، وكأن حريق نشب في عينيه.
في نفس التوقيت كان "طاهر" قد وصل إلى منزل "مهدي".... كان " شاكر" قبل وصول "طاهر" بمدة قد أصرف كل من في المنزل ممن أتوا لتقديم واجب العزاء بعد أن اشتبك مع ابنة عمه لفض عراكها مع شقيقته، طالعته "شهد" بتبجح وقد نجحت "كوثر" في الفصل بينها وبين ابنتها وتابعت مستغيثة:
ربيها يا "شاكر" الحق أمك، البت اللي متربتش دي مدت ايدها عليا كمان قبل ما تيجي.

حدثها بهدوء منافي تماما لما في داخله:
كده يا "شهد"؟... بقى مديتي ايدك على أمي؟

بصقت عليه ناطقة باشمئزاز:
وأمدها عليك كمان.
سحبتها والدتها من مرفقها عنوة ليخرجا من هنا، ولكن " شاكر" كان الأقوى حين انتشل ذراعها قائلا بشراسة:
طب تعالي بقى وريني هتعمليها ازاي.

صاحت والدتها ولحقته لتمنعه عن ابنتها، وحاولت "شهد" جاهدة الإفلات وهي تراه يخرج بها من المنزل، وهي تردف بغضب:
وسع ابعد عني.
هوى قلبها أرضا حين وقعت عيناها على وجهته، تلك الغرفة القديمة المجاورة للمنزل، الغرفة المظلمة التي شهدت فيها أسوء يوم حين سجنتها كوثر بها وحتى الآن تعاني.
صرخت عاليا وهي تحاول إبعاده، وحين وصلت لها والدتها كان قد أدخلها وجذب الباب بيديه فانغلق كليا ليمنع دخول أي ضوء، صرخات متواصلة، ودموع داهمتها وهي تدفع الباب من الداخل بكل قوتها صارخة:
لا افتح الباب لا.
وقف أمام الباب بنظرات متشفية بعد أن أغلقه بالمفتاح وهو يرى والدتها تتقدم ، صرخت "هادية" فيه بعنف:
افتح يا "شاكر" الباب ده.

أجابها بتبجح:
مشيني لو تقدري، وافتحيه.
تستمع إلى صراخ ابنتها المستغيث من الداخل، ابنتها التي لا تطيق دقيقة واحدة في الظلام، وهو يقف أمامها هكذا، وصل "طاهر" هنا، ودله على المكان صوت الصراخ، وكانت قد أتت "علا" ووالدتها من الداخل فأردفت "علا" برجاء:
افتحلها يا "شاكر" بلاش جنان.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن