كانت ليلى شاردة الذهن وهي تشعر بالخوف من مقابلة والدها، وحينما لاحظ لؤي ذلك قال "ليلى، أنت تذكرين تعليمات عماد صحيح؟ لقد قال بألّا يسمح القصر لوالدك بمقابلتك إن لم يكن هو هنا أو رامز، ولأنّني أعلم بأنّ رامز قد عاد فقد سمحتُ له بالدخول"
"أعلم" قالت ليلى ثمّ تنهّدت بعمق وأضافت "أنا فقط أتمنّى لو أنّني لا أراه مطلقا، أخشى ألّا أستطيع مخالفته"
"نحن معك، ولن نسمح له بالاقتراب منك مهما حدث، لذلك كوني شجاعة، كلّ ما عليك فعله هو إخباره بأنّك تريدين البقاء في الشرق والقيام بمهمّتك كسفيرة، وحينما يسألك عن موعد عودتك، فقط قولي بأنّك مرتبطة بعقد عمل لمدّة سنتين على الأقلّ"
كانت ليلى تعلم بأنّهم وضعوا هذه الخطّة لها كيلا تحصل مشاكل بين الشرق والغرب لأنّها كانت عنصرا مهمّا للغرب بسبب مهاراتها، ولهذا بعد مرور تلك المدّة، كانت الخطّة تقضي بأن تظهر ليلى رغبتها في البقاء في الشرق بإرادتها حتّى وإن توقّفت عن شغل منصب السفيرة. كان ذلك المنصب واجهة فقط، فليلى كانت مساعدة رامز بالفعل، لكنّها مع ذلك كانت تقوم بمهامها للتنسيق بين المنطقتين حسب عقد العمل وحسب ما اتفقت عليه لينا مع المنطقتين.
فاجأت لينا ليلى حينما أمسكت يدها وقالت "حينما تشعرين بالخوف، سأمسك يدك بهذا الشكل، حينها تذكّري بأنّ غضبي أسوأ من غضب والدك وبأنّه من الأفضل ألّا تفسدي الاتّفاق"
ابتسمت ليلى بينما قال لؤي ساخرا "أيّ نوع من المواساة هذا؟"
"شكرا لك" قالت ليلى وهي لا تصدّق بأنّ لينا لم تعاملها فقط بلطف، بل تحاول مساعدتها أيضا. كانت ليلى تعتقد بأنّ لينا ستكرهها بسبب ما حدث، لذلك كانت مندهشة ممّا كانت تراه أمامها.
'لازال عليّ الاعتذار وشكرها بطريقة لائقة' قالت ليلى لنفسها وهي عازمة على النجاح في مواجهة والدها لأنّها لم ترغب بأن تضيّع الفرصة الّتي منحتها لها لينا والشرق.
"أنا مستعدة" قالت ليلى بهدوء، حينها ابتسم رامز وقال "لنذهب إذن"
حينما دخل الأربعة إلى غرفة الاستقبال، كان هناك رجل في الخمسين من عمره يرتدي بدلة أنيقة ويبدو صارما حتما كما يشبه إسحاق، بينما كان بجانبه شاب قال لؤي بأنّه مساعده.
وقف الرجل من فوره بمجرّد أن رأى ليلى وهمّ بالتحدّث، لكنّ رامز قاطعه قائلا "لم أتوقّع زيارة ليلية كهذه"
"لقد وصلتُ متأخّرا وهذا ما حدث" قال الرجل بينما اقترب رامز منه وصافحه قائلا "أهلا بك في الشرق"
جلست ليلى بجانب لينا وجلس لؤي بجانبها أيضا، بينما جلس رامز على الأريكة المجاورة والأقرب من مكان جلوس الرجل ومساعده، وحينما لاحظ والدها بأنّها قد جلست دون أن تحيّيه، عاد للجلوس وقال "أريد التحدّث مع ابنتي على انفراد"

أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantasyلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...