حدّقت لينا برامز لبعض الوقت وهي تحاول استيعاب ما قاله ثمّ ابتسمت وقالت "لماذا لا أشعر بأنّني أملك الخيار؟"
لأنّك لا تملكين" قال رامز بهدوء، حينها تنهّدت لينا بعمق ثمّ قالت "ما الّذي تحاول فعله؟ لماذا تخبرني بهذا وأنت تعلم بأنّني لستُ بخير للدخول في نقاش كهذا؟"
ابتسم رامز حينما سمع ذلك وقال "لأنّني أعلم بأنّك ضعيفة الآن وستقبلين ما أقوله بسهولة"
تنهّدت لينا ثانية وهي تحاول أن تفهم ما يحدث، لكنّ رامز قطع دوّامة أفكارها حينما قال "الأمر فقط أنّني أخشى أن تفقدي السيطرة على قواك ثانية لأنّني أعلم بأنّك تكرهين ذلك الرجل، لذلك أريد انتظار الفرصة المناسبة لإخبارك، هل يمكنك أن تثقي بي؟"
"ماذا لو كان إخفاء أيّا كان ما تخفيه سيسبّب الأذى لشخص ما؟ تماما كما حدث مع طارق؟" سألت لينا بهدوء فقل رامز "لن يحدث ذلك، نحن نضع مراقبة قويّة على تحرّكات الرجل بالفعل، وما أخفيه ليس من شأنه أن يسبّب الأذى لأيّ أحد، هو فقط أمر لم نتأكّد منه بعد"
"افعل ما يحلو لك" قالت لينا وهي تشعر بأنّها لا تستطيع أن تفكّر بشكل صحيح ولا تملك الطاقة لذلك، وحينما رأى رامز ذلك قال "ستعودين معي إلى الشرق بعد حفل الزفاف، صحيح؟"
"أجل"
"جيّد، لقد اشتاق لك الجميع"
ابتسمت لينا حينما سمعت ذلك، وقبل أن تقول أيّ شيء قال رامز "بالمناسبة، ريان ونغم مخطوبان بالفعل"
"حقّا؟" قالت لينا متفاجئة ثمّ أضافت مبتسمة "كان ذلك سريعا"
"يبدو بأنّ الأمور سارت بسلاسة"
في مساء ذلك اليوم، وقبل غروب الشمس، قرّر إلياس مغادرة القصر نحو منزله. كان إلياس قد أمضى اليوم كلّه في القصر ينظّم العمل لأنّه سيغيب هو وغيداء لبعض الوقت بعد حفل الزفاف، لكن ورغم انشغاله، استطاع أن يقضي بعض الوقت مع رامز ولينا بعد أن عرف بأنّ الأمور بينهما قد سارت بشكل جيّد. كان إلياس قلقا على لينا، وكان قلقا عليها بشكل خاصّ منذ أن بدأ يشكّ بأنّها ابنة أخيه وبأنّها الشخص الّذي طلب منه والده الراحل أن يعتني بها إن ظهرت. كان يتمنّى أن يتأكّد وأن يقترب منها ويصبح عائلتها، لكنّه كان يعلم بأيضا بأنّ رامز محقّ فيما يفعله وبأنّه من الأفضل الانتظار. إلياس كان قد استطاع أن يحصل على لحظات منفردة مع رامز قبل مغادرته، وقد قال فيها ساخرا "إن لم تعتن بها جيّدا فلن أعطيك ابنة أخي الغالية"
إلياس لم يذهب إلى منزله مباشرة، بل اتّجه إلى منزل غيداء لأنّه لم يرها طوال اليوم. كان يعلم بأنّها كانت مشغولة بالتحضير، لذلك أراد رؤيتها قبل اليوم المنتظر.
دخل إلياس ووقف ينتظر عند الباب بعد أن طلب من شقيق غيداء مناداتها، وحينما جاءت إليه قالت مستغربة "لماذا لم تدخل؟"

أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantastikلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...