توقّفت لينا في مكانها وهي تحاول استيعاب ما قاله لؤي، حينها اقترب هو منها وقال مبتسما "أعتذر، كانت مزحة فقط"
"أهذا ما ينادونني به الآن في القصر؟" سألت لينا وعلامات الغضب بادية عليها فقال لؤي "الأمر ليس كذلك، لا أحد يعلم سوى المقرّبين من رامز، لقد كانت مزحة سيّئة فقط، لا تغضبي"
"حظّك سيّء حقا" قالت نغم مبتسمة للؤي ثمّ اقتربت من لينا وعانقتها قائلة "لا تلقي بالا لما قاله لؤي، أهلا بعودتك"
تنهّدت لينا ثمّ عانقت نغم بدورها وقالت "تهانينا على خطوبتك"
"شكرا لك" قالت نغم ثمّ تركت لينا وأضافت مبتسمة "اشتقت لك كثيرا"
لم تستطع لينا ألّا تبتسم حينما سمعت تلك العبارة ولم تستطع أن تنكر بأنّها اشتاقت لنغم وللجميع، حينها ردّت قائلة "اشتقت لك أيضا"
حينما لاحظ لؤي ابتسامة لينا، قال بارتباك "هل أنت غاضبة؟"
"وماذا تعتقد؟" قالت لينا بهدوء فقال لؤي "لن يتكرّر هذا، أعدك بذلك"
تنهّدت لينا واكتفت بالصمت فابتسم لؤي وقال "ماذا أفعل كي تسامحيني؟"
"فقط لا تقل كلاما كهذا ثانية" قالت لينا مبتسمة حينها قال لؤي "لن تخبري رامز صحيح؟"
"لن أفعل"
تنهّد لؤي وهو يشعر بالراحة بينما واصل الثلاثة التحدّث والسير معا نحو مكتب رامز.
التقت لينا في ذلك الصباح عماد وسيرين، كما تحدّثت مع ليلى الّتي كانت سعيدة لأنّها قبلت اعتذارها، واستطاعت أيضا أن تلتقي ريان وسامي. لم تحصل لينا على وقت مع رامز على انفراد، ولم يحاول هو أن يوقفها حينما قرّرت الذهاب لرؤية رؤى كعادتها. لم تكن لينا تفهم الكثير من تعقيد العلاقات، لكنّها كانت ترى بشكل واضح بأنّ رامز يحاول جاهدا ألّا يضع ضغطا عليها.
حينما وصلت لينا إلى مكتب رؤي في المقهى، وبمجرّد أن دخلت، ابتسمت رؤى وقالت "هل جلبك هو أم جئتِ وحدك؟"
"أغلقي فمك أيّتها المزعجة" قالت لينا مبتسمة بينما ضحكت رؤى واقتربت من لينا ثمّ عانقتها وقالت "أتساءل أيّ نوع من فساتين الزفاف يليق بك"
"توقّفي"
كانت رؤى مستمتعة بإزعاج لينا، ولينا لم تكن تمانع ذلك كثيرا، فعلى عكس لؤي الّذي جعلها تشعر بالضغط حينما سمعت منه عبارة "زوجة أخي"، كانت رؤى ستتقبّل أيّ قرار تقرّره لينا بصدر رحب دون أن تحكم عليها أو تحاول ثنيها عنه.
جلست الصديقتان معا وحكت لينا لرؤى كلّ ما حدث بينها وبين رامز، وحينما انتهت قالت رؤى متفاجئة "ذلك الرجل يملك إرادة قويّة حقّا"
كانت رؤى تعلم بأنّ اتخاذ قرار كالّذي اتّخذه رامز لم يكن سهلا، ولولا أنّها تعلم بأنّه رجل لا يرجع عن وعد قطعه، لكانت قد قالت للينا بأنّ الرجل يستحيل أن يقبل البقاء مع فتاة كصديقة فقط بعد أن أحبّها وطلبها للزواج. كانت رؤى تعلم بأنّ الأمر ليس سهلا على رامز، ولن يكون سهلا في المستقبل إن رفضته لينا، لذلك كانت متفاجئة ممّا يكنّه من مشاعر نحو لينا تجعله يقبل أيّ قرار طالما يرضيها.

أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantasíaلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...