الفصل 45: بدأ العملية 1

86 13 0
                                    


في غرفة التدريب نفسها, حدق الشكل المألوف لكاسيان في الهاتف بين يداه بذهول.

لقد مرت أربعة أشهر منذ بدأ أستخدامه كعبد قتالي, وقد فقد عدد الأشخاص الذين قاتلهم بالفعل.

تم إجباره على قتال أشخاص أقوى منه بأضعاف, تعرض لإصابات لا حصر لها والموارد العديده جعلت جسده قريبًا من الشلل.

لولا الفاكهة المقدسة التي كان لها تأثير شفاء خافت, لمات من جرعة زائده قبل شهر أو شهرين.

ومع كل الضغوط, لم يتوقف لمرة واحدة عن تأمل الفيزياء في الهاتف, كان رأسه يؤلمه كثيرًا كلما توقف, وتداهمه ذكريات بأن ديانا أمرته بهذا.

ونظرًا لقيود عقل الدمية, توجب عليه أن يطيع ذلك الأمر.

من العجيب حقًا أمتلاك ختم وصية الكسل قدرة على تغيير عقله..

في الشهر الأول, حصل على معدل ثابت قدرة 0.4 نقطة يوميًا, جامعًا 12 نقطة صانع في الشهر بأكمله.

في الشهر الثاني, بدأ في دراسة مواد أكثر تقدمًا, وزادت النقاط التي حصل عليها إلى 0.6 يوميًا, جامعًا 18 نقطة صانع في الشهر بأكملة.

وفي الشهرين الأخيرين.. زاد ذلك إلى 0.7 جامعًا 42 نقطة...

ومع النقاط ال78 سابقًا, جمع 150 نقطة أخيرًا..

نظر إلى الأبره في يده, الأبره التي أنفق 150 نقطة عليها, ولم تكن هناك أي أفكار في عقله, لا يزال دمية حاليًا.

وصل صداعه إلى القمة, وشعر بأن النيران أشتعلت في رأسه.

بعقل الدمية الضعيف, أتبع الأوامر وطعن نفسه بالإبرة, وأنتشر السائل الشفاف في جسده مهيمنًا عليه.

قبل أن يختفي الهاتف في الختم, كان من الممكن رؤية وصف قصير مكتوب.

<مقاومة أدمان الفاكهة المقدسة> والقليل من الشرح الأضافي.

توهجت عيناه بضوء غريب لبضع ثوان, ثم أنهار جسده على الارض, ولم يصرخ على الرغم من الألم الشديد.

لقد مر بالكثير في الأشهر الأربعة السابقة, وقد كون حصانه معينة من الألم.

لقد جُرح كل يوم تقريبًا, الموارد التي جعلته أقوى لم تكن خالية من الألم ايضًا.

في كل مرة أستهلك فيها موارده, كان يشعر بجسده يتفكك ويعاد تكوينه مجددًا, ومجددًا..

مقارنه بذلك, لا يزال ألمه الحالي في متناول اليد.

ولكن لا يزال... الألم ليس بالشيء الذي يمكن الاعتياد عليه.

تدفقت دموع الألم ببطء ساقطة على الارض, وضع كاسيان يداه على رأسه وشعر بوجود قوي يهاجمه من الداخل.

المعركة كانت حامية وأشتدت في كل ثانيه, ثم سرعان ما مر عبر عتبة الالم هذه.

ولا يزال صامتًا, دون أن يصرخ.

اكتفى بضرب رأسه ارضًا مرارًا وتكرارًا, تدحرج على الارض كما لو جسده اشتعل بالنيران, واخيرًا توقف بعد عدة دقائق.

لا يزال عقله مغطى بالضباب, ولكن ختم وصية الكسل بدأ يعمل في نفس الوقت.

القوة التي حفظها طوال الأشهر السابقة بدأت في التحرك, وأختفى الضباب بوتيره سريعه.

ولكنه لا يزال غير كافي, سوف يتطلب الأمر يومان تقريبًا حتى يختفي تمامًا, ربما اقل او اكثر.

في السابق قبل التفكير بتلك الخطة, كان يأكل الفواكه الست كلما أقتربت عملية الشفاء من الأنتهاء, مما جعل الوتيرة بطيئة للغاية.

ولكن الآن مع ذهاب تأثير الفاكهة الضار, لن تتوقف العمليه أبدًا, سوف يعود إلى طبيعته قريبًا..

لم تتوقف الدموع بعد, ولكن بعضها أصبح عبارة عن دموع الفرحة.

بالنسبة لكاسيان حاليًا, تصرف كما لو أن شيئًا لم يحدث, وأكمل تمرينه اليومي بعد أكل فاكهة أخرى.

------

نظر جين إلى الأشخاص حوله, تعرف عليهم جميعًا في الأشهر السابقة.

كانت هناك الصيادة ليرا التي سوف تحميهم من الخلف طوال العملية التالية, كان لها حس دعابه رائع وأحب مصاحبتها.

كان هناك آشير ذو البنية القوية, الشخص الذي سوف يتحمل وطأة أغلب الهجمات, شخص صريح ويريد الخروج لرؤية عائلته مرة أخرى.

كان هناك شاعر الروح أيلارا, شخص أعتاد على أن يكون مرحًا, ولكنه تغير بعد موت زميلته, تلك التي قطعت يدها للهروب.

واخيرًا جلبيرت, القوة الرئيسية للفريق, والشخص الذي تكفل بتزويد الفريق بالزيت الكافي طوال الوقت.

كان يعمل جزئيًا مع فندق الزيت الأسود, بمهمة أصطياد الناس خارج الشجرة.

وفي النهاية جين, الشخص ذو الأهمية الأكبر في مهمة اليوم.

لم يكن هناك خطاب تحفيزي... لا شيء على الأطلاق.

عرف الجميع أن نتيجة الهجوم اليوم تتراوح بين أحتمالين, مع الكفة تتأرجح نحو الأول.

الموت, أو الهرب..

بعد اليأس لسنوات عديدة, بدا الخيارين مقبولان لهم, سيكونون سعداء طالما غادر واحد فقط لإبلاغ باقي العالم بما يحدث هنا.

بالطبع, لن يتجاهل المجلس وجود مثل هذا المكان..

من المؤسف أنه فقط جين عرف عن الحقيقة...

وجهة نظر الصانعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن