الفصل 27: مجتمع الدمى 3

115 17 0
                                    


ضربة قوية على وجهي جعلتني أستيقظ فورًا, اللعنة تلك الضربة مؤلمة أكثر من ضربات جور حتى..

تذكرت أيام نعاسي المريرة, ولم استطع إلا أن اشعر بالحنين..

لقد كان المعبد كالجنه مقارنة بما امر به حاليًا... اتنمى أن تتضمن قائمة التعذيب الحرمان من النوم وتركي في غرفة لبضع ايام او شيء مشابه.

على أي حال..

لم يعد جسدي مشلولًا, فتحت عيناي ونظرت حولي لأول مرة منذ وقت طويل.

أرتديت ملابس بيضاء بالكامل, قدمي حافيه على الارض المعدنيه المثلجة, رأيت طرف الطوق المعدني على عنقي وتعرفت عليه تقريبًا.

أنه مشابه لسلسلة لعنة المانا, ولكنه قوي للغاية..

هذا الطوق يؤثر على الروح والعقل أيضًا, ليس المانا فقط.

لم يكن هذا سرًا, يستطيع أي مرتدي لهذه الأطواق أن يشعر بتأثيراتها على الفور, ليس كما لو أن ذلك قد يساعده.

خرجت سلسلة من الطوق وأرتبطت بشخص آخر أمامي حيث أمتد سطر طويل من السجناء مثلي بملابس مشابهة.

أردت النظر إلى الخلف ولكن صفعة قوية ضربتني مرة أخرى, لقد كان الأمر مزعجًا حقًا...

"أمشي بالفعل!"

شكى الجميع من حولي سواء كانوا سجناء او حراس, وأذهلني الأمر قليلًا.

'حتى السجناء؟ بحق الخالق...'

بلا أي حل آخر, قررت أن أتماشى مع الأمر وأمضي قدمًا.

جعلت الأمر يبدو كما لو أنه قراري, ولكن الأمر كان رغمًا عني بصراحة.

كما اني شممت رائحة معينة في المقدمة, رائحة جعلت جسدي يتوق إلى الأقتراب منها بمحض أرادته.

ربما كان الامر مقصودًا, وهذا هو سبب حماس بقية السجناء أيضًا.

أصبحت الرائحة الحلوة أكثر وأكثر عمقًا كلما أقتربت, ولم استطع إلا أن اشعر بالحماس لاكتشاف ما هي.

لاحظت أن شيء غريب يحدث في عقلي وجسدي, ولكني لم استطع إيقافه حتى لو حاولت.

في الواقع, الشيء الوحيد الذي يبقيني واعيًا ومدركًا لوضي الحالي هو ختم وصية الكسل, والا فقد أصبح مجرد بهيمة بلا عقل تشتاق إلى مركز كل هذا الإدمان.

حسنًا.. ربما أصبح هكذا لبضع أيام أو أسابيع, ولكن هذا حتى أجد طريقه لتزويد الختم بالوقود, ربما ليس في أي وقت قريب, ولكنه سيحدث بالتأكيد.

عندما أصبحت الرائحة في أوج مستوياتها, وكان عقلي يطفو في الهواء تقريبًا, توقف الطابور.

أمامنا كان طريق مستقيم بطول عشرين متر فقط, وفي النهاية استقرت فاكهة ذهبية صغيرة بحجم العنب, مجرد رؤيتها جعل عقلي يغلي وسال لعابتي تلقائيا.

بالكاد أستجمعت نفسي ونظرت بعيدًا بالقوة, كما حاولت بقدر أستطاعتي التركيز على رائحة أخرى.

ولكن يبدو أن الحراس حسبوا كل شيء, كان المكان مغلق وفقط رائحة واحده سيطرت على المكان.

لاحظت لعاب السجناء يتساقط على الارض وأعينهم تلمع كالكلاب, بدا انهم على وشك فقدان هوياتهم كمخلوقات ذكية وواعية.

شعرت بالأمتنان لأمتلاكي وصية الكسل, ربما سأكون في نفس الحاله بدونها..

في الواقع, كان طابور السجناء يتكون من عدة أجناس, كان هناك عفاريت وأقزام أيضًا حتى لو كانوا قله.

سقطت السلسلة التي ربطت السجين الأول من العدم وأندلع نحو الفاكهة على الفور بشكل همجي.

لم الاحظ ذلك قبلًا, ولكن أشواك معدنية لا تحصى غطت الأرضيه بيننا وبين الفاكهة, وكانت قمتها مصبوغة باللون الأحمر من شدة حرارتها.

يبدو أن الألم لا يمكن تصوره..

ركض السجين كما لو أنه لا يشعر بالألم, ولكنه كان يصرخ بصوت عالي في الواقع.

بدا أنه سيضحي بأي شيء من اجل تلك الفاكهة, و

هذا الالم ليس بالكثير في المقابل.

'هذا مرض..'

أقشعرت تعابير جسدي عند النظر إلى ذلك, ثم شعرت بالرعب, انا حقًا لا اريد أن ينتهي بي المطاف مثلهم..

أنتهت معاناه الرجل في النهاية عندما وصل إلى وجهته أخيرًا, أبتلع الفاكهة دون تردد وتوجه إلى الباب الذي فُتح بالقرب منه.

ظهرت فاكهة أخرى من العدم, وتوجه الثاني في الطابور بعدما اختفت السلسلة التي قيدته.

وبمشهد مماثل, عبر المسافة وهو يصرخ من شدة الألم. أنتهى الأمر بعد نصف دقيقه عندما وصل إلى وجهته أخيرًا.

واحد بعد الأخر, سواء كانوا عفاريت أو أقزام أو بشر, كلهم تصرفوا بنفس الطريقة فقط للحصول على فاكهة واحدة بحجم العنب.

أخيرًا, وبعد مشاهدة العرض بالكامل من الخلف, وجدت نفسي أمام الأشواك الحاره. أمتد الطريق لمسافة عشرين مترًا.

شعرت بعنقي تصبح أخفلاعندما سقطت السلاسل, وتحرك جسدي رغمًا عني.

'ماذا يحدث؟!'

انا المتحكم في جسدي بالكامل الآن, انا اقرر متى أمشي ومتى أتوقف ولكن... كل شيء إلا العودة إلى الوراء.

عندما حاولت أن أعود إلى الوراء, شعرت برد فعل غريب يعود من جسدي, وتم رفض أوامري تمامًا.

لقد كنت اتحكم فيه كالمعتاد, ولكنه رفض بعضًا من أوامري.

'هل سيتمرد جسدي ضدي أيضًا؟' فكرت بسخرية, لقد مررت بالكثير بمجرد شهرين... هل انا عديم الحظ حقًا؟

فكرت أثناء شعوري بألم الأشواك الحادة, بدأ عقلي يتحصن ضد الألم بعد كل الأحداث السابقة, ولكني لا ازال بشري بعد كل شيء.

كان الألم كثيرًا حقًا, منعت نفسي من الصراخ ولكن دموع الألم خرجت في النهاية.

لقد كنت غاضبًا أيضًا, غاضبًا حقًا.

في النهاية, وضعت الفاكهة الذهبية في فمي وعندها أصبح الصداع أقوى وأقوى.

فُتح باب عندها ودخلته بلا تردد.

عمل الختم بأقصى قوته لإيقاف أثار الفاكهة, ولكنه لا يستطيع أن يستمر لوقت طويل, يجب أن اجد مكان معزول في أقرب وقت.

وجهة نظر الصانعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن