الفصل السابع

429 9 8
                                    

أخذت الشمس تتوشح بوشاح أحمر وترتحل إلى خُدرها وظلال منازل بيكا تترامى والفتية يعلوهم الحماس وارتسمت على وجوههم ملامح الانتصار... أجرى سينشي أتصالًا على ران التي كانت في ذلك الوقت تشارك الفتيات في الأحاديث الخاصة.. استأذنت ران ولتقول سونكو:
- ها حبيب القلب
لتحمر وجنتي ران وتصرخ في سونكو التي تخجلها...ثم تجيب الهاتف:
- أهلا سينشي
- أ كل هذا الوقت يا ران لتجيبي.
- ما بك لما انت غاضب.
- أين عمي موري
- أبي ليس هنا لقد ذهب للمتفش ميجوري.
- جيد
أقفل سينشي الهاتف و نظر للواقيين أمامه.. أمورو بحماس:
- إذن سننطلق
ليكمل هيجي :
- إلى الميناء
وبنفس حماسهم قالت سيرا:
- حيث سنمسك بهم.
وكاد سينشي يندمج معهم لكن نظرات كونان المزيف مناعته ليتوجه إليه وينزل لمستواه ويقول بنبرة ترجي:
- هيبارة رجاء أسمحي لي.
لكن هيبارة كادت تخرج عن سيطرة ذلك الفتى المتهور مجنون التحريات لتقول له بحزم وصوت خافت :
- هل أنت مجنون من المفترض أنك مت أتريد ان تقضي علي وعلى حالك وليس وعدني أنك لن تدخل في المشاكل.
شعر سينشي بالإحباط من إصرار هيبارة فمهما ترجها ترفض بشده مبررة بإنه حل القضية فيدع الباقي لموري والمفتش ميغوري ولكنه قال بإصرار وتحد أكبر :
- إعذرني هيبارة لا يمكن أن أهرب من قدري فأنا ليس مثلك.
كانت أحرف كلماته سهام تخترق فؤادها.. لتبتسم بأسى وتقول:
- لك ذلك بشرط أن أتي معك.
- مستحيل.
- ليس مستحيل
صمتت هيبارة للثوان وغطى الشعر عينيها لتقل بمرارة:
- ليس مستحيل ربما أكون جبانة في مواجهة المنظمة ولكن لا أظن أنني جبانة في مواجهة عصابة كتلك.. وإلى متى سأظل حبيسة خوفي من الموت..أن كان علي أن أموت فدعني أموت مرة واحدة أفضل من كل مرة أموت فيها.. أعلم جيدًا إذ مر فردًا منهم سيجتاحني ذلك الشعور.. إحساس قلبك وهو يعتصر وضلوع صدرك تضيق عليه وتشعر ان تريد أن تفرغ بكل ما بداخلك.. الخوف يقتل يا شريكي.
لم يجد سينشي كلمات ليتفوه بها أمام كلام هيبارة فقط استكفى بابتسامة ومد يده لها وقال:
- لك ذلك يا شريكتي.
عدل سوبارو نظارته وفتح عينيه النعيستين وهو ينظر لهيبارة وقرر بأن يذهب هو الأخر كي يحميها... وشرعوا في وضع الخطة و أوكل سينشي سوبارو مهمة القنص عن بعد تلك المهمة التي أثارت ريبة كل من سيرا وهيبارة لتوجه سيرا سؤالها لسوبارو:
- هل أنت ماهر بالقنص.
- يبدو ذلك.
- كان لي أخي ماهر في القنص
ولكن هيبارة تعلم في قرارة نفسها بأن شخصًا واحد لا احد يفوقه في القنص وحصل على لقب الرصاصة فضية ولتقول بهمس ودون وعي:
- داي موروبوشي
ليسمع همسها سوبارو و ليجيب ولكن بدون صوت:" نعم أنه انا أكاي شويتشي"
توجه الجميع إلى الميناء المحدد وقد حل ظلام.. وهناك تفاجئ سينشي بران التي كانت برفقة أبيها وكذلك كازوها والتي جأت لأجل هيجي.. ليغضب هيجي على كازوها ويقول:
-أيتها الغبية لما أتيتي.
وليقول سينشي بنفس الغضب:
- وأنت يا ران..
لكن ران تجاهلت غضب سينشي حين رأت كونان ولتردف بنفس الغضب:
- أخبرني لما جلبت معك كونان ألا تخشى عليه
ولكن سيرا تدخلت فأمسكت بكتفي كونان من الخلف ومالت عليه وابتسامتها المميزة قالت:. - أنا من طلبت منه ذلك.. اعذرني ران شان.
لتجيب كازوها على هيجي:
- كيف لي أن أتركك للخطر..
وقبل أن تكمل كلامها قاطعها  آمور الذي تفحص المكان وقال :
- ليس لدينا وقت يبدو أنهم متسلحون ويبدو أن الشرطة لم تصل بعد لكن يوجد عدد قليل منهم أثنان خلف تلك البراميل وهناك اثنان في الجهة المقابلة..
وأخذ يخبرهم بمخبأ افراد الشرطة.. وفي لحظة سكون ودون سابق إنذار اطلقت العصابة عدة رصاصات على براميل البنزين لينفجر المكان وتتراجع الشرطة للخلف وتحاصر النيران كل من سينشي وهيجي وسيرا و آمورو.. أخرج آمورو سلاحه واخذ في إطلاق النيران وتبعه سينشي الذي حمل سلاح والده بينما هيجي اخذ هيبارة المتنكرة في هيئة كونان بعيدًا وتابعته سيرا ولكن في تلك اللحظة رأت هيبارة ران تقف ورجل يصوب مسدسه إتجاها كان ذلك المشهد في عيون هيبارة غير ذلك فهي ترى اختها اكيمي واقفة ورصاصة اطلقها جين عليها لتركض هيبارة بعد ان ركلت هيجي في معدته فأفلتها لتصرخ بأعلى صوت لها :
- آكيمي أحذري
قد وصل صوتها لذلك القناص الواقف على بعد سبعمائة يارد عبر السماعات ليطلق الرصاص ليخترق كف رجل.. بينما رصاصة الرجل استقرت في جسد هيجي الذي وقف حائل بينها وبين ران.. لتصرخ كازوها باسم هيجي الذي تضرج في دمائه وهيبارة تحاول أن تغطي ران بجسدها وبعيون تفيض منها الدمع وبصوت مرتحف تردد اسم آكيمي وكانت ران تحت أثر الصدمة.. وأخذ الدهشة بجانب صدمتها من هول الأحداث تردد:
-آكيمي.. من آكيمي
لكنها أحاطت جسد كونان وضمده لصدرها لتهدء من روعه.. تمكنت الشرطة بمساعدة الشرطة البحرية من إلقاء القبض على العصابة وحمل هيجي في سيارة الاسعاف وروافقته كازوها التي لم تقف عن البكاء.

في سيارة الشرطة التي استقلاها ران وسيتشي ومعهما كونان المزيف برفقة ساتو و تكاجي.. قالت ران وهي تنظر لكونان الذي مثل النوم :
- هيه سينشي اخبرني لما صرخ كونان باسم آكيمي.
أخذ سينشي ينظر لهيبارة المتنكرة في هيئتة كونان مليًا ليردف:
- ربما المشهد ذكره بتلك الفتاة التي قتلت أعجز عن أنقذها.
- لديك حق
عاد سينشي ينظر لهيبارة وهو يردف قائلا في قرارة نفسه:" مازالت اختك تحيى بداخلك يا هيبارة فانتي لم تنسيها رغم أنك توقفتي عن سماع صوتها.. لا أعلم ما مدى حبك لأختك لكن يبدو أنه عظيم لدرجة ضحيت بالمنظمة وتمردي ولدرجة ألقيتي بنفسك لتهلكة لتنقذي فتاة لا تربطك به رابطة دم ولا صداقه فقط لأنها تتشابه مع اختك.. كم هو عظيم حبك لأختك".

أُدخل هيجي غرفة العمليات وكل دقيقة تمر كانت تاخذ من روح كازوها المنهارة في أحضان ران وقد ستأذن كونان كي يغادر معللًا بأنه يشعر ببعض الإرهاق.. وأخذ سنيشي يُحمل نفسه ذنب ما حدث لصديقه هيجي.. وبعد مرور بضع ساعات انتقل هيجي لغرفة آخرى لتركض إليه كازوها وتقول بمرح :
- هيجي
وبدون وعي منها ومن شدة حماسها اتكأت على جرحه..ليصرخ من الألم :
- إيتها الغبية.. ألمتني
تفاجأت كازوها وقالت:
- أسفة آسفة.
سحب سينشي ران التي ارتسم الحزن على ملامحها واخذها بعيدًا عن غرفة هيجي.. بنبرة هادئة وحزينة:
- ران قد يكون الوقت غير مناسب
لتنتبه ران له ويتابع :
- أن كونان ذهب لدكتور أغاسا وسوف يأتون أهله لأخذه..
برقت عيني ران وملئتهما الدموع :
- لكني أريد توديعه.. رجاءًا يا سينشي اجعلهم يسمحون لي بتوديعه.
- لكن يا ران هذا مجرد أسبوع وقد مضى منه يومان اي سوف يأتي بعد خمسة أيام
- حتى لو فأنا اريد توديعه وأريد أخبر والداه بكل شيئًا يحبه.. رجاء يا سينشي رجاءًا.

كان سوبارو برفقة أغاسا يساعده في الأعمال المنزلية واخذ يقص عليه ما حدث وما فعلته هيبارة ليعلق أغاسا :
- هيبارة فتاة شجاعة
ليوافقه سوبارو على ذلك قائلًا :
- يبدو كذلك
بينما الدكتور أغاسا قد شكره على عونه واتقاذه لهيبارة ليردف سوبارو :
- الفضل يعود لمتحري الغرب لولا لكان كلا الفتاتين في خبر كان
- نعم أنت محق
صمت سوبارو ثم قال:
- دكتور أغاسا هل تسمح لي برعاية هيبارة.
- بالنسبة لي فلا مانع لدي فأنت حريص عليها وآراك تحرصها كأنها جزء منك ولكن بالنسبة لهيبارة فاعتقد هذا صعب
- يبدو ان ستولى راعتيها عن بعد.
- هذا أفضل من لا شيء مادمت في هيئة اوكيا سوبارو
في ذلك الوقت دلف كل من يوساكو كودو ويوكيكو كودو زوجته ولكن بدون كونان.. ليسأل اغاسا:
- أين هيبارة
لتجيب يوكيكو:
- الحقيقة طلبت هيبارة منا ان ننزلها عند بيت موري فهي تريد توديع ران بهيئة كونان
علق سوبارو :
- إذن سيرحل كونان وتأتي هيبارة
- يبدو ذلك
وبمكر علقت يوكيكو وهي تنظر لسوبارو الذي ينظر للقبو الذي اتخذته هيبارة مختبر لها وعلى وجه ابتسامة عريضة.. قالت:
- يبدو أنك سعيداً لرجوعها.. هل أنت مغرمًا بها.
تفاجأ الجميع من قول يوكيكو وبالأخص سوبارو الذي اردف بارتباك غير ملحوظ:
- الأمر ليس كذلك
وليكمل بجدية:
- لا يمكنني ان احب اخت فتاة كنت على وشك الزواج بي فتاة احبتني و وثقت في وما كان مني إلا أرسلها للموت.
- لكنه ليس ذنبك
- حتى وإن كان.. كان ينبغي علي اوقفها
وتدخل في تلك لحظة يوساكو:
- يوكيكو يكفي..أما أنت يا سيد آكاي فليس لك ذنب قد تكون أحد الأسباب ولكن بالتأكيد فسواء بك او بدونك فأكيمي ستفعل ما فعلته لأجل أختها.
في تلك لحظة علق أغاسا :
- فحب الاختان لبعضهما رغم خناق المنظمة وتضيقها على شيهو و مراقبتهم لأكيمي آفاق الحدود.. يبدو أن ماتسوشي وإيلينا أنجابا أروع أختين.
- أشكركم على رفعكم لمعنوياتي لكني افضل ان أكون حارسها
لتردف يوكيكو بمرح:
- حسنًا أيها الحارس فالأميرة سوف تأتي قريبًا.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن