اصطبغت السماء باللون الأحمر، وتخلل الجو نسيم بارد لطيف يحمل معه شذى الأزهار التي تعبق المكان وتزكم الأنوف، تلك الأزهار الموضوعة في أحواض داخل المقهى لتضفي جمالًا خاصًا لهذا المكان. قد استرعها منظر الشمش المُخضبة التي تتوارى خلف الجبال البعيدة مما جعلت قمم تلك الجبال متوهجة، كأنها لوحة أبدع رسامها في رسمها، هبت واقفة تحبث عن هاتفها في جيوب (السويت شيرت) التي ترتديه، فأدركت بعد ثواني إن تلك الثياب لم تلبسها إلا بعد أن اشتراها لها سوبارو من المحل الذي يقع على بعد من المقهى على نفس الطريق، أطلقت تنهيدة تعبر عن استيائها فقد شعرت إنها سربت من بين يديها أجمل لحظة.. رأى طيف الحزن الذي لاح في زرقة عينيها التي تنظران للغسق بنظرات حالمة تواقة، فقال لها مقترحًا:
- غروب الشمس يبدو رائعًا، ما رأيك بألتقاط صورة
انفرجت أساريرها، ورتسمت بسمة عريضة وتوهجت عينيها اللتان كانا بهما طيف من الأسى بالسرور.. لتقول بمرح فاق قدرتها على السيطرة عليه:
- حقًا.
دفع الكرسي للخلف ونهض، وهو يقول، حاملًا هاتفه:
- هذه أن رغبت الأميرة
مطت شفتيها دلالة تعجب على ذلك اللقب الذي يناديها، أسبق له بأن نادها باسمها الأول " أي"، لا تظن ذلك. نهضت من مكانها لتقف أمام ذلك المنظر البديع ليلتقط لها سوبارو صورة إياها، بدت فيه إنها والشمس واحد كأن الشمس محتضنة إياها، وكأن هايبرا جزء من الشمس.. اقترب منها ونزل لمستواها كي يرها الصورة ومن شدة أعجبها بصورتها وضعت ذراعها على كتف سوبارو ويدها الأخرى تكبر وتصغر الشاشة لترى تفاصيل، كانت قريبة منه للغاية، بمقدوره يرى تفاصيل وجهها ويحفظه، ابتسامتها التي جعل قلبه يدق فرحًا، منظر عينيها التي تحويان على البهجة كأنها أمتلكت العالم بأسره.. لا يفهم سوبارو ما يحدث له لا يدري لما يشعر إن ابتهاجها توغلت في صدره، لا يفهم لما يشعر بقلبه يدق حين تكون بعمره، دائمًا يذكر نفسه أن ابنة السابعة و إن كانت ابنة الثامنة عشر، يذكر نفسه إنها أخت امرأة احبته وضحى بحبه لأجل الوفاء بوعده لتلك المرأة التي رحلت عنه تاركة له وعد عليه يوفيه ألا وهو أن يحمي أختها الصغرى من أنياب تلك المنظمة كي لا تلتهما. لم تعي هايبرا إنها تطوق بذرعها الصغير كتفي سوبارو فقد سُلب عقلها من إثر روؤيتها لصورة.. بعد شوطًا من الزمن حرك سوبارو كتفيه لتخرج هايبرا من أسرها.. وتزيل يدها بسرعة.. وقالت قد أصابها الإرتباك:
- لِمَ لم تعطني الهاتف كي أرى الصورة.
باغتته جملتها، فلقد ظن بأنها سوف تعتذر على الاقل، تبتعد عنه لتواري ارتباكها، لكنها بعدما أتممت جملتها حتى ابتعدت عنه، وضعت كفيها على الزجاج، ألصقت جبينها عليه.. وقالت:
- حقًا الغروب بديع.
التفتت له لتجده يقف بجوارها.. قال وهو يضع أحد يديه على الزجاج فردًا ذراعه حيث يقف بجانبه :
- نعم
متذكرًا ذلك اليوم الذي اتصلت به أكيمي واخبرته إنها بورطة لن تنجو منه إن لم يتدخل من فوره، ليأتي لها بأقصى ما لديه دون هندمة حتى كان القلق والخوف يتأكلانه، ليرها تضحك عليه و رنات ضحكاتها تتردد في أذنيه، ليقف مشدوهًا كالأبله، وتسحبه من يده وتشير له للأفق.. وقالت:
- أرد أن تشاركني مشهد الغروب ورحيل الشمس من أفاقها.
تنفس الصعداء.. وقال لها:
- لا تفعلي هذا مرة أخرى
مضت شفتيها.. لتنتبه للقلقه مما دفعها للابتسام والتسؤال:
- هيه موربوشي أأنت قلق علي..
كان شعره الطويل يتطاير بفعل الريح وكذلك شعرها الليلي المنسدل، استدار لها وادارها ناحيته، والتقت عينيهما ببعضهما.. قال:
- أكيمي..
نظرت له نظره واهنة تملئها العواطف الجياشة.. ليتابع قائلًا:
- بالتأكيد سوف اقلق فأنت أمانة في عنقي.
اصعقها كلامه فقد رغبت أن تسمع منه جملة "بالتأكيد سأقلق لأنني متيم بك، عاشقًا لك" .. أخرجته رسالة قد وصلته لتو من شروده، ما أن نظر لها حتى تغيير ملامحه..ليقول بنبرة جامدة:
- هي سوف أوصلك للبيت
تفاجأت هايبرا بتغير سوبارو المفاجأ، ولم تستطع أن تسأله أو بالأحرى هناك شعور بداخلها منعها من سؤاله.
_________________________________
شارفوا على الإنتهاء وتجهيز كل ما يلزم لعيد الميلاد، الأطفال ينفخن البلالين لتعلقهم ران وسونكو وقد اشترى سينشي قالب الجاتو والكعك وبعض الحلويات، بينما الدكتور أغاسا يعمل على هديته التي يرجو أنها تنال إعجاب تلك المتقلصة ذات المزاج المتقلب.. اقتربت ران من سينشي المنشغل في تنسيق الهدايا وقالت له:
- اخبرني سينشي ما رأيك في فستاني
كانت ترتدي فستانًا رقيقًا سماويًا أحدى جانبيه أطول من الأخر وله كم واحد بينما الكتف الاخر عاري ليظهر بياض بشرتها، شعر سينشي بأن كلمات الغزل والمدح عقدت لسانه.. فقال لها:
- جيد
لترفع حاجبها معترضه وقالت باستخفاف يشوبه الغضب :
-جيد!! هذا كل ما طلع منك
إزداد حدة إنفعالها.. لتقول :
- أنت أغبى إنسان عرفته في حياتي، غبي، غبي غبي.
لتتركه بعدما دفعته بكتفها من شدة غضبها، ذلك الفتى الأرعن، مجنون هولمز حقًا شخص غبي لا يدرك مقاليد المرأة ولا يعلم خباياها.. تنفس الصعداء ليمسك معصمها قبل أن تبتعد عنه وجذبها له، لتصطدم بصدره وقد اعتراه الخجل، أخذت تنظر للأرض دون رفع بصرها.. شاعرة بخفقان قلبها وإحمرار وجنتيها، قد أسره خجلها اقترب من اذنها مما زاد من ذلك السريان الذي يسري في سلسلة الظهر لدرجة تشعر بأنها منتصبة.. ليقل لها:
- أنت دائمًا جميلة بل أجمل من رأيت في الدهر كله.
ارتعدت ران واجفلت حين سمعت صوت سيرا تقول:
- أوووه عصافير الحب نسيا أنهما ليس في عشهما.
لتتفاجأ بآمور داخل معها.. بينما سينشي ابتعد من فوره واخذ العلب التي يحملها آمورو قائلًا:
- ما كان عليك أن تتعب نفسك
- إنها لا شيء أرجو أن ينال إعجاب تلك الصغيرة
بقيت النهايات وكل شيء سيكون جاهز... نظر سينشي لهاتفه بعدما وصلت له صوت رنين تنم عن رسالة، ليجد محتوها بأن هايبرا على الطريق سوف تصل قريبًا.. أدرك سينشي من محتوى الرسالة بأن سوبارو لن يحضر عيد ميلاد هايبرا لأمر جلل.
اندفعت سيرا للمطبخ بعدما طلبت منها ران أن تغسل المواعين بالحوض وذهب معها آمورو يساعدها ورغب في أعداد في بعض الشطائر، بينما هما يعملان في المطبخ كانا يتلامسان بدون قصد أثناء تحركهما مما جعلهما مرتبكان ويتصرفان ببلاهة.
____________________________________
![](https://img.wattpad.com/cover/323605596-288-k721768.jpg)
أنت تقرأ
آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا)
General Fictionتدور احداث القصة حول هيبارة التي تعاني من اضطراب نفسي وصراع نفسي حيث انها تعاني من انفصام شخصيا وتحمل شخصيتين شخصية شيهو الفتاة التي تولت المنظمة رعيتها وتعلميها والتي تخاف منهم والتي تفكر َتحسب خطواتها وتعمل على صنع العقار وشخصية ريكا التي لا تظهر...