الفصل العاشر

464 9 3
                                    

كان يجوب الشوارع بسيارته الحمراء الرياضية بعد أن مقابلته مع (جودي) التي حيرت تفكيره بكلامها.. جملتها تتردد في ذهنها حينما سألها عن المنظمة " المنظمة مصممة على الإمساك بشيري إصرارًا عجيبًا وسمعت أيضًا من كير اسم (ريكا)"..ليسألها بتعجب: "(ريكا)،من تلك" لتجيبه بإجابة تحيره أكثر: " الأشد غرابة هو أن ريكا اختفت تماما باختفاء شيري".. أثار ذلك دهشة وريبة (سوبارو)  وقد ظن أن شيري وريكا شخصًا واحدًا لكن جودي  أكدت له فـ(كير) أخبرتها بأن الأثنتان مختلفان عن بعضهما حيث أشاع أن (ريكا) أشد شراسة و وحشية وتقتل بلا رحمة والأشد أستنكارًا واستغرابًا وحيرة أن (ريكا) لا تملك قرارات نفسها.. وأشيع أنها في وسط عملية ما، كانت مقتل أحد السياسين توقفت فجأه عن القتل تركت مسرح الجريمة ولم يلحق بها حد، كأن هناك من يتحكم بها.. أخبرته (جودي) وفق ما نقلته (كير) أن أعضاء المنظمة لم ترى وجه (ريكا) بل كانت تخفيه خلف القناع.. لكن حينما هربت (شيري) وتقلصت واصبحت (آي هيبارة) تبخرت معاها (ريكا) كأنها ليست من البشر.. لذلك المنظمة تسعى للحصول على تلك الفتاة الصغيره.. لتقول له بصوت فيه خليط من الرجاء والحزم : " (آكاي) عليك أن تحمي تلك الفتاة مهما كلف الأمر"
أوقف سيارته أسفل منزل (كودو سينشي) وجلس داخل سيارته يراقب منزل دكتور (أغاسا) ولم يرتجل من سيارته وسؤال يردد في عقله، "ما العلاقة بين تلك الفتاة القابعة في بيت البروفسير والمدعوة (ريكا) ومن هي ولما لم يسمع عنها سابقًا".
بوجه الأسمر الباسم وشعره الأشقر يقف يصنع كعكًا قد ابتكرها، يصنعها بسعادة فالطبخ هوايته بينما تراقبه (أزوسا) بسعادة وقالت له:
- آمورو سان تبدو سعيدًا حينما تطهو.
وسط إنشغاله وتركيزه في تفاصيل الكعكة قال:
- آزوسا سان الطبخ هوايتي و وسيلة تخرج كل ما بداخلي...هو فن يعلمني الصبر ويساعدني.
أطلقت ضحكة رقيقة وقالت:
- إذن سألقبك بالمتحري الطاهي.
ضحك على ذلك اللقب وقال:
- هل أبدو كذلك
أخذا يتبادلان أطراف الحديث حتى أتته رسالة فرأى مرسلها من الشاشة الرئيسية.. فنزع مريلته بعد أن وضع الكعكة في المبرد وهم بالخروج.. وقال:
-أزوسا سان هل أعدتي الأومليت بدلًا عني.
- ماذا؟! هل أنت خارج لمكان ما.
وقف عند الباب وامسك بمقبضه ودفعه لداخل في أتجاهه.. وقال:
-حتى آلان لا أعلم..
فتح (آمورو) صندوق المرسلات البريدية وقرأ الرسالة " باربون ما الجديد حول سينشي وهل هو حقًا بطوكيو.. يجب أن تعرف لي من هو في أسرع وقت".. ليكتب بأنامله على لوحة المفاتيح "عُلم" وكاد يرسلها قبل أن يفاجئة صوت (سوبارو) الواقف خلفه تمامًا و الذي قرأ الرسالة من خلف كتفة.. قال وعلى ثغرة ابتسامة ثقة:
- هل سترسلها.
كاد يأخذ ردة فعل هجومي لكنه ضغط على زر إرسال و وكبح غضبه واردف بصوت هادئ كهدوء بحرًا يسكنه براكين :
- هل لديك مانع.
تحرك (سوبارو) من خلفه و وقف أمامه مواليًا ظهره إليه وقال محركًا كتفيه:
- ليس لدي مانع.. لكن هل ذلك رم حقًا.
- ليس من شأنك
- ربما ليس من شأني ولكني أعتذر منك فأنا لا يمكنني أقف مكتوف اليدين.
تركه واقفًا في حيرته و دلف لداخل مقهى بوارو وعلى إثره دخل ( آمورو).. ألقت أزوسا الترحيب :
- أهلًا بك في مقهى بوارو.
ليرد (سوبارو) :
- أهلا بك.. فنجان قهوة مرة لو سمحت
- حاضر.
أدهشها رجوع آمورو سان السريع.. قالت:
ماذا آمورو سان.
جلس (سوبارو) على أحد الطاولات القريبة من الباب..وبعد فترة زمنية قصيرة..وضع (آمورو) القهوة أمام ذلك الشاب ذو العينينن النعاستين والشعر الوردي...آمورو:
- تريدها مرة سوداء
ثم اخفض صوته وقال بابتسامة ماكرة:
- آكاي شويتشي.
ألقى (سوبارو) نظرة على عدوه الصديق.. وارتشف رشفة من القهوة المرة.. قال بابتسامة:
- القهوة ممتازة.. شكرًا.
أخرج (آمورو) الكرسي المقابل لـ(سوبارو) وجلس عليه وبعد ذلك أسند مرفقِيها على سطح الطاولة وأشبك يديه ببعضهمها وأتكأ ذقنه على ظهر يديه.. أخذ يحدق بصره في ذلك الجالس أمامه، وهو يرتشف القهوة في هدوء تام.. قال(آمورو) :
- آراك هادئًا للغاية بعد إطلاعك على الرسالة
ارتشف رشفة من القهوة وقال :
- ما الغريب في ذلك
- الغريب هدوءك، أليس ذلك المدعو سينشي تسكن منزله؟!
- بلى.
- إذن أنت تعرفه حقًا.
- أليس أنت تعرفه أيضًا، على ما أظن فأنت تحدثت مع والديه.
- الحقيقة لم يسمحا لي بالتجول أكثر وأخبراني بالقليل عنه.
- ما المطلوب؟!
أدهشته جملته.. فقال مستفهمًا:
- المطلوب
أخذ (سوبارو) رشفة من فنجان قهوته.. وأسند ظهره على ظهر الكرسي.. وقال:
- انت تريدني أمدك بمعلومات عن سينشي.
- هذا ما أريده
- اعتذر منك.. فأنا لا يمكن مساعدتك
- أهذا له علاقة بالاف بي أي
- لا، لكني حاليًا أسكن مع دكتور أغاسا ولم اهتم بأمر المدعو سينشي.
أثار اسم الدكتور اغاسا حفيظة آمورو وتسأل:
- الدكتور أغاسا، أليس ذلك الرجل تسكن معه الطفلة هيبارة.
أثر سوبارو الصمت وتابع شربه للقهوة.. دون رد.
_________________________________
- حقًا!
صرخت بها كازوها حينما اندهشت مما تقصه عليها ران، فقد روت لها تفاصيل حادثة اختفاء الجوهرة القرمزية وكيف انقذت شابا مسكنًا من زجه لسجن ظلمًا.. ألفت صوت كازوها كلًا من الشابين المملين، هيجي هاتوري وسينشي كودو اللذان ينتظرانهما في مول بيكا التجاري القريب من محطة بيكا.. قال هيجي برتابة وملل:
- لم تصرخ تلك المعتوه؟!
- يبدو أن ران تحكي لكازوها حلها على تلك القضية.
- قل لي لِمَ تحل تلك القضية بنفسك.
من شدة وطاة الملل التي تملك سينشي وهو ينتظر ران..تثأب للمرة العاشرة.. وقال :
- أنت تعلم أن تلك الفتاة حذرتني
- تقصد ذات الشعر البني
- نعم هايبرا..
تقف ران أمام قسم المعلبات و خاصة الأرفف الخاصة بزبدة الفول السوداني وتذكرت.
ران:- ألو، كونان كيف حالك؟
كونان :- بخير أختي ران.. كيف حالك؟!
ران:- أريد أن أسألك.. ما هو أكتر شيء تحبه آي تشان
كونان :- اااه هي تحب ساندوتش زبدة الفول السوداني مع مربى التوت الأزرق.
بدأت ران تختار علبتين زبدة فول سوداني ومثلهما مربى التوت.. تسألت كازوها في استعجاب:
- ران سان هل سبق لك تجربتها.
- الحقيقة لا.. وأنت؟!
- لا، لكن لِم اشتريتهما.
- لأجل أي تشان
- أها كم أنت حنونة مع تلك الفتاة الباردة
- آي تشان ليس كذلك، قد تبدو باردة وأحيانا تتصرف بقليل من القسوة لكني أشعر أنها تحوي جانبًا خاصًا بها جانب يملئه الحزن وأيضا هي فتاة تخاف على من حولها.. أشعر انها بحاجة لشخص يعيد ابتسامتها، لشيئ يجعل روحها تنطلق.
- ألم اقل لك كم أنت حنونة.
كان المعلمة جودي تتجول في ذلك المول لشراء أغراض لها و إذ بها ترى ران برفقة فتاة لا تعرفها... اقتربت منهما وقالت بصوتها الحيوي :
- اااه الفتاة الملاك.. مرحبًا
تفاجأت كلا من ران وكازوها.. و قالت ران:
- اه، المعلمة جودي.. لِمَ أنت هنا.
امسك كازوعا بملابس ران وهمست في أذنها :
- من تلك الأجنبية.
قبل أن تتفوه ران بكلمة قالت جودي وهي تمد يدها لكازوها :
- مرحبًا انا جودي سيتارلينغ كنت مدرسة اللغة الانجليزية في مدرسة تيتان الثانوية
وأكملت ران قائلة:
- الحقيقة أن الآنسة جودي عملية الأف بي آي
لترد  كازوها بتعجب واستغراب:
- عملية الاف بي أي.
أخذت جودي تلتف يمنة ويسرى وقالت:
- أين ذلك الولد المدهش
- اه كونان الحقيقة لقد سافر مع أمه لبعض أقاربه.
-  oh so sorry.
__________________________________
حتلت جيوش ظلام سماء مدينة بيكا وتشعبت فيها..و ترصعت النجوم المتلألأة صفحتها.. في ذلك الوقت وتمام الساعة الثامنة عاد " سوبارو" لبيت الدكتور أغاسا سيرًا على الأقدام، حاملًا صندوق حلوى، راغبًا في مشاركتها مع دكتور أغاسا وإدخال السرور لتلك الفتاة ذات الشعر البني والعيون الزرقاء... بينما كان الدكتور أغاسا يختبر أحد أختراعاته، كانت هايبرا في ذلك الوقت في مختبرها تقرأ ابحاثًا وترى نتائج تجاربها، في ذلك الوقت رن جرس البيت و توجه الدكتور أغاسا ليفتح لسوبارو.. دكتور اغاسا :
- مرحبًا بعودتك
تسألت عيني أغاسا عن ذلك الصندوق، فقد ظهرت سعادته..ليقول سوبارو:
- هذه علبة حلوى لقد اشتريتها من مقهى بوارو، رغبة في أن تشاركاني.
أخذت عيني سوبارو يبحثان عن تلك التي يناديها بالأميرة.. وقال متسألًا عنها :
- أين تلك الأميرة.
- تقصد أي تشان
سار سوبارو جهة المطبخ و وضع صندوق الحلوى على طاولتها:
- نعم
- إنها في المختبر
لقد شعرت بوجوده حينما انتابها ذلك الشعور بالضغط على صدرها.. أرادت تتأكد أن كان هو أم غيره.. لكنها تمنت أن تكون هو.. فهو إلى آلان لم يؤذيها رغم لا تفهم لم يحيط بها أم كان غيره من أفراد المنظمة فذلك سيكون كارثة أحلت بها.. بدأ جسدها يرتجف بقوة و قلبها ينبض في تسارع حاولت جاهدة أن تتحكم في ذلك الإحساس القاتل وهي تطمئن ذاتها بأن كل شيء سيكون بخير، ومع كل خطوه يخطوها قدمها رغمًا عنه كأنه سيساق لحتفة كانت تشعر فيها أن سيغمي عليها.. قل ذلك الشعور حينما لمحت ظل سوبارو.. فتنهدت قائلة:
- الحمد لله
فقررت تتظاهر بالقوة والجمود لتواري خوفها و شعور الضغط اتجاه.. مشت بضع خطوات قليلة. هي تتثاوب وعينيها وقعت على صندوق الحلوى وأظهرت عدم الأهتمام، حتى إنها لم ترحب بوجوده.. جلست على الأريكة المقابلة للتلفاز ويفصل بينهما طاولة.. ابتسم سوبارو على تصرفها.. فهو يعلم إنها صعبة المراس وتحاول أن تظهر إنها قوية.. كل خطوة يقتربها إتجاها كانت بالنسبة لها خطوة للموت فذلك الأحساس المقيت رجع لها.. رغم أنها تعلم أنه لن يؤذيها.. وقف قبلها فرتسمت علامات الرعب و إمارات الفزع على وجهها، شفتيها ترتجفان، خلايا جسدها ترتعش، عينيها تحملقان في رعب بينما هو  واقف أمامها يراقبها بوجه جامد.. هبط على ركبتيه وأرسل يده لها.. لكنها تكورت على نفسها وصرخت في فزع :
- رجاء ابتعد
لكنه لم يبتعد، لقد وضع يده على رأسها ونظر لعيونها التي يملئه الرعب.. ليقول بعيون تحوى الآسى وصوت رغم جادتيته تحوى نبرة حرن.. سوبارو:
- أمازلتي تخافين مني، كأني عدو لك.
لم تجبه على سؤاله، فهي في حيرة أمام نفسها، لا تفهم لما شعورها إتجاه سوبارو منقلب تارة تخشاه وتارة تكون قوية أمامه ولا تهابه... ظلت يده على رأسها، ينظر لها نظره تمزج بين الحنان والأسى ثم نهض واعتدل وقال :
- حسنًا يبدو أنني سأنام مبكرًا اليوم، فلدي مهام كثيرة
ادلف غرفتها.. واقترب الدكتور اغاسا.. وبدون سابق إنذار اختفى ذلك الشعور من صدرها كأنه لم يكن مما زاد دهشتها، جلس الدكتور أغاسا بجوارها:
- آي كن هل أنتِ بخير.
لم تنظر هايبرا لدكتور أغاسا فقد أخذت تتأمل الأرض لتقول في حيرة:
- لم أعد أفهم شعوري اتجاه ذلك الرجل.
نظر أغاسا اتجاه الحلوى الكامنة على طاولة المطبخ الواقع خلفة.. قال :
- لقد اشترى صندوق الحلوى ليشاركنا.
قامت هايبرا وتوجهت لغرفته و هي تقول:
- حسنًا سأناديه.
استعجب أغاسا تحول هايبرا لتقل له :
- لا تستغرب يا دكتور يبدو أني علي التعود على ذلك التقلب.
طرقت الباب عدة طرقات ثم دلفت لداخل لتجده يقف قرب النافذه يدخن، وكانت الغرفة غارقة في ظلام عدا من الضوء الخافت المتسلل من ضوء القمر.. اقتربت منه لتلمح عبرة سقطت غدرًا وسهوًا من عينه، فأسرع بمسحها قبل رؤيتها له، حيث أنه شعر بوجودها اقتربت منه ووقفت جواره.. تنظر لسماء المزينة بالنجوم وللقمر الساهر.. نظر لها لبرهة.. وأردف قائلًا:
- عجيب.
- ماذا؟
- أراكِ هنا بغرفتي وتقفين بالقرب مني، ألا ترى ذلك غريبًا
لترد برد آخر ليس له علاقة بسؤاله:
- أتيت لأناديك لكي تشاركنا في الحلوى التي جلبتها.. هذا أن أرد حقًا مشاركتنا.
تعجب من هيئتها وحدة نبرتها وجمودها، وتحولها المفاجئ فقد كانت ترتعب مذ لحظات وآلان تقف أمامه ببرود.. ليقول في تعجب:
- هل حقًا ترغبين في أن أشارككم.
لترد عليه عند الباب:
- هذا أن أرد ذلك.. وعليك أن تسرع في أخذ القرار فالدكتور أغاسا على وشك إلتهام جميع قطع الحلوى.
وما أن خرجت، امتلكه الدهشة والاستغراب من تحولها.. حرك كتفه.. وقال :
- يا لك من غرببة الأطوار أيتها الأميرة... حسبت أنني استطيع قرأتك وفهمك لكنك لغزًا مستعصيًا.
نظر لسماء ليرى وجه أكيمي ويتذكر طلبها في أن يحمي أختها الصغرى.. خرج من الغرفة وساعدها في وضع الحلوى وجهز بعض من القهوة.. وبدأ هو ودكتور اغاسا يدردشان بينما هي تجلس بجوار الدكتور  وقابلته... ليقترح سوبارو قائلًا :
- دكتور أغاسا ما رأيك ان تتصل بالأطفال، فأنا أرغب في تنزه مع الأطفال وأخدهم للملاهي.
- فكرة رائعة، سيفرح الأولاد كثيرًا، ما رأيك يا آي
ارتشفت رشفة من قهوها واتبعتها بقطعة من الحلوى.. وقالت :
- أدعم تلك الفكرة فحقًا سيسعد الأطفال كما إنك تستحق تقضي وقتًا للاستمتاع يا دكتور.. لذلك أذهب لكن إياك أن تخبط في الاكل
ليستأل أغاسا في استنكار:
- وأنتِ ألن تأتين.
- لا، لا اعتقد أنني سأذهب معكم كما أن السيد سوبارو سيذهب معكم بينما أنا سأقضي يومي هنا
لكن فجأها سوبارو حينما قال لدكتور اغاسا :
-حسنًا يا دكتور اغاسا ما رأيك ان تذهب أنت مع الأطفال بينما أنا سأمكث لأرعى الصغيرة
أذهلت هيبارة واتسعت حدقتي عينيها، رغبت ان تقضي يومًا دون وجوده أو وجود طيفه لتهمس بحنق:
- ما بال ذلك الرجل.. هذا أشبه بلصق.
لقد استطاع قراءة شفتيها ليبتسم وتابع أكله للحلوى.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن