الفصل الثالث و السادسون

327 9 24
                                    

فوق تلك البناية التي تبعد عن المطعم التي يتعشى بها آمورو برفقة فتاته، حطت الغربان البشرية على سطحها، لمراقبة ذلك الأشقر ذو الألف وجه والذي يلفه الغموض و السرية وهذا ما يكره جين أشد الكره ويبغضه بشده.. سحب جين دخانًا من سيجاره بعمق ثم يخرج الدخان من صدره ببطء كأنه يتوعد لذاك الأشقر بالقتل أن أمسك عليه أمرًا ومن الفينة للفينة يلقي نظرة جانبية على تلك المرأة الأفعى التي تلثم سيجارتها و تسحب دخانها كقبله إنعاش ثم تزفرها بتمهل شديد، ويعلو صفحة وجهها هدوء تام، لكنه هدوء مزيف فهي تخشى أن يكون آمورو جاسوس و أن حدس جين يصدق فيه، لا تكترث أن أحب أخت الرصاصة الفضية أم لا فهي لا تشكل ضررًا ولا تتساوى مع أخيها ومع ذلك فعليها حميتها لتوفي بعقد عقدته مع ذلك الأشقر حين ألزمته بحماية هايبرا بجانب ران وكونان، ردًا على جميل صنعته لها في ذلك الكوخ المترامي في أحضان الجبال، ومنذ هذا الوقت وهي تفكر في أمرين، من أطلق عليها الرصاص وكيف لشيري لم تشتم رائحتها؛ هل ذلك يعني أن الخوف من أعضاء المنظمة؟! أم انها لم تعد تشكل تهديدًا على تلك المتقلصة.. مازالت تحتفظ بهدؤ أعصابها تحت سطوة شك ذلك الرجل ذو الملامح الباردة، ملامح قاتل على استعداد يبيد بلدة دون أن يرف له جفن.. ألتفتت له وقالت بصوت بارد وشعرها يتطاير بفعل الهواء :
- لا أدري ما الذي دفعك لشك به
لتكمل عنها كير وهي تقول :
- نعم جين، لا أدري ما سبب شكك في باربون رغم أنك تأكد أنه برئ من كاروسا
ضيق عينيه الحادتين _التي ما تنظر إليك يسير قشعريرة برد تجمد أوصالك_ محدقًا بوجه كير التي لا يبدي عليه أي تعابير، وجهًا خشبيًا يصعب أن تشف ما وراءه وكأنها تعلمت كيف تتحكم بمشاعرها و تجمد ملامح وجهها.. قال:
- حقًا كير
رفعت أحدى حاجبيه استعلامًا على نبرة صوته التي يشوبها نبرة شك وتساؤل ليجيب على ردها وأردف قائلًا:
- أخبريني منذ فترة عن ماذا كنت تبحثين
لم تدخر جهد لتفكير في كذبه بل قالتها صريحة:
- ملفات تخص ريكا
تجمد الجميع وعفت الدهشة ملامحهم سكنوا و كأن على روؤسهم الطير بينما عين كير تنتقل بين وجوههم.. و كادت أن تنطق لكن سبقها مسدس جين الذي لصق فوهته بجبينها ليشده كل من فودكا و بلموت.. وقال بصوت حانق:
- من أمرك بهذا، كير؟!
ما أن ذكر اسم ريكا تبدلت ملامح جين الباردة لملامح غضب وتعصب، لم ينسى جين تلك الفتاة ريكا ولم ينسى مدربها بير الذي يحقد عليه ويكره بشده ولم ينسى كيف كان يخطط بير أن يبني منظمة أجراميه من عملاءه الذين كانوا يولون الطاعة له فوق ولائهم للمنظمة و من بينهم ريكا التي كانت تعد سلاح بشري او وحش بلا عقل يطيع طاعه عمياء لأوامر بير.. أجابت كير بهدؤ وهي تسعى بكل جهد تحتفظ بهدؤ أعصابها :
- لم يأمرني أحد، فقد أنتابني فضول حول تلك الفتاة التي مؤخرًا ذكر أسمها
لوهله انتاب جين تساؤل هل تلك الفتاة على قيد الحياة.. فسأل:
- لماذا ذكر اسمها
ليقول فودكا:
- الحقيقة بعض أفراد المنظمة يرون هناك علاقة بين الخائنة شيري و الوحش ريكا
تلك الجملة التي انطق بها فودكا جعلت ابتسامة سخرية تعلو ثغر جين و كاد يفرط من شدة الضحك لسذاجة الفكرة فهناك فرق شاسع بينهما، فمهما تربت شيري في أحضان المنظمة، وفي ظلمها إلا أنها تملك بعض من الحكمة ولا تنفذ كل ما يقال لها عكس ريكا التي كانت كسلاح فتاك بيد بير ولا تعصي له أمرا، ولا تخشى أحدًا كأنها بلا قلب على خلاف الخائنة شيري..
أصيبت بلموت بالملل من عملية المراقبة فأدرات ظهرها و قالت وهي تهم أن ترحل:
- يبدو أنك تتوهم جين، سوف أرحل.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن