يقولون أن ليل ستار نخفي فيه أخطائنا، أنه منزل العاشقين حين يتهاتفون أو يحلمون بكل لحظة لقاء يجمعهم وأحيانا يكون ليل بالنسبة للبعض جحيم لكثرة أفكارهم وذكرياتهم المؤلمة التي تداهمهم في هذا الوقت من الليل، لكن بالنسبة لتلك الصغيرة التي تترقب كل حركة أو بالأحرى ترقب تلك اللحظة الذي يغفو فيها ذلك الرجل الثلاثيني أو أدني..في قبو المنزل الذي اتخذته مختبرًا لها حيث يتسلل هواء بارد من شق نافذته، نسيم بارد ينعشه.
بين الفنية الأخرى تخرج من قبوها لتلقي نظرة على غرفته متسألة في سرها:-"هل نام؟! لا أسمع له صوتًا"
تعود مرة أخرى قبوها الذي تتذرع فيه ذهابًا وإيابًا وهي تتفكر في خطة كيف يمكن لها أن تقترب من عنقه وتكتشف سره فهي تشعر أنه يخفي عنها سرًا و يراودها بأنه شخص تعرفه، وها هي تعزم أمرها فيبدوا أن كل أهل البيت نيام وهم ليسوا سوى أغاسا صاحب البيت واتخذها ابنة له و ذلك المدعو سوباروا جارها و ضيفًا في بيت أغاسا لفترة مؤقته.
فتحت باب مختبرها بهدوء تام... القلق، التوتر، الخوف رفقاء لها في ذلك الموقف مما سيحدث، فهم كانوا ظاهرين على محياهاوخاصة عينيها رغم سعيها وجهدها في إخفاءهم، كل خطوة تخطها نحو غرفة سوباروا كمثابة خطوة لنحو معركة قد تكون فيها خاسرة وسيحكم عليها بالأعدام.. رغم ذلك عليها أن تجازف لتعلم من ذاك الذي يثير شكوكها حوله ذاك الغريب الذي هبط عليهم فجأة وصار يداهمهم بين الحين والآخر بحجة مشاركته معهم الطعام وها هو يسكن معها نفس البيت، وصلت لباب غرفته و وقفت أمام بابه وأمسكت بمقبضه.. لتومض كلامه في ذهنها على حين غرة ويتردد في ذهنها " من هنا تبدأ منطقتي وهذا ليس ضمن نطاقك"
ذاك الكلام الذي قاله لها حينما حاولت تنزع الوشاح من حول عنقه لتكشف عن ذلك العنق وسر إخفائه لذلك الجزء .
بدأ خفقات قلبها يتسارع كطبول الحرب لكنها سيطرت على توترها وخوفها.. فتحت الباب بهدوء وأطلت برأسها لكي تتأكد أنه نائم ولكنها لا تبصر شيئ من شدة الظلمة ومع ذلك لا تسمع سوى صوت انفاسه المنتظمة التي تدل أنه نائم بعمق كرضيع يغض في سباته بعد أن لُبى له كل احتياجاته.. دلفت وهي تتسحب بهدوء ومن ثم اغلقت الباب من خلفها بهدوء تام دون أن يصدر له صوت ثم أضاءت ساعة يدها أخترعه الدكتور أغاسا لكي ترى وسط ذاك الظلام الدامس، اقتربت منه ببطء وقد أدهشها سباته العميق مما جعلها تتسأل " كيف له أن ينام بذاك الهدوء أليس هناك ما ينفس عليه حياته مثلها"
دارت حول السرير نصف دوره وهي تمشي على أطراف أصابِعها متسللة حتى لا يسمع لخطواتها صوت وقفت في الساحة الذي يفصل بين السرير والنافذة
وقد شد انتباها مجموعة كتب موضوعة في رف الـ(كميدينو) المجاور للسرير... فاقتربت لتتبين أنها لا شيء سوى روايات شارلوك هولمز.. لتقول بهمس :
- مجنون آخر بشارلوك هولمز!! يبدو هناك مجانين كثر.
ومازال سوبارو يغط في نوم عميق، لا يشعر بتسللها، صعدت على السرير وجملة مهوس التحريات وشارلوك هولمز العصر كونان إيدجاوا "مستحيل أن يكون قارئ شارلوك هولمز شخص شرير" تلك الجملة التي كانت بمثابة صفعة غير مؤلمة لكنها كانت غير متوقعة، أدهشتها تفكيره الطفولي،" هل حق قُراء شارلوك هولمز طيبون، ماذا لو كان ذاك القارئ يقرأ لينفذ جريمة من تلك الجرائم أو ربما يريد أن يتعلم من أولئك المجرمون ومن أخطائهم لينفذ الجريمة المستحيلة"
صعدت السرير واقتربت منه، ومن ثم اقتربت من عنقه، مدت يدها ببطء لتمسك بذلك الجزء من ثيابه، الذي يدثر بها عنقه، وكادت تكشفه لولا أنه أمسك بمعصمها وأحكم قبضته عليها لينهض فجأه ويعتدل لتكون أمامه مباشرة، وجهه لوجهها.. أخذ يحدق بصره فيها بوجه جامد بينما هي ترتعد من ذاك الخوف الذي داهمها حيث عينيها اتسعتان من المفاجأة التي لم تتوقعها على حين غرة، كانت عينيها تهتزان بل أن خلايا جسدها ترتجف.. ليبث بحروف جامدة زاد من وطأة الخوف في صدرها :
- ألم أقل لك أن هذه منطقتي فلا نفوذ لك عليها.
رغم ذاك الموقف الذي لا تحسد عليها، رغم الألف دمع التي تجمعت في عينيها ومنعتهم من السقوط، فهي تأبى أن يرى الآخرون هطول دموعها، ابتعلت ريقها و أظهرت الجمود على وجهها، لكنه رأى ارتجاف عينيها وانحصار دمعاتها التي تهدد بالنزول في أي لحظة، رأى أمارات الفزع على وجهها حين دهمها بإمساك يدها، كان يشعر بوجودها وبمراقبتها له وبتسللها من لوهلة الأولى لكنها مثل النوم حتى يرى ما تفعله، شعر بكل خطوة تخطتها وحتى بهمساتها التي سمعها رغم خفوت صوتها، كان على علم تام بمخططها..سحبت يدها من قبضته بقوة لكنه لم يفلتها فقط كان يراقبها وهي تحاول تفلت نفسها.. لتصرخ في وجهه بحدة:
- أفلت يدي.
ترك يدها لتسقط على الفراش بينما هو نهض من على الفراش وتوجه للباب.. فتحه ليقل لها:
- إن لم يكن هناك أمر أساعدك فيه فأرجو أن تخرجي فأنا أريد أن أنام، ليس لدي مشكلة في وجودك هنا.
كانت تنظر للاشيء ودمعات قلائل خانتها وتسللت لتمسحها بكف يدها.. نهضت مسرعة وركضت اتجاه قبوها وهي تخفي عينيها خلف ذراعها.. لا تريده يرى ضعفها وانهزمها حتى وإن هزمت حقًا أمامه لكن أن يرى هطول دموعها على وجنتيها فهذا إعلان صريح على انهزامها، ركضت بعد أن أحست أن كرامتها تبعثرت وبعد أن كادت على وشك كشف ضعفها.. ركضت ولم تحرز تقدمًا بل جنت خسارة فادحة، ركضت ولم يتحرك هو ساكنًا ولم يبث بكلمة فقط استكفى بمراقبتها وهي تركض اتجاه القبو.. أغلقت الباب خلفها وأخذت تبكي حالها وتضع يدها على فمها، مانعة تلك الصرخات التي تمور في صدرها والتي ترغب بشده بالخروج والإنطلاق في الفضاء بدل من قمعها بين أضلعها لكنها ترفض تحررها.. بينما هو استكفى بالوقوف أمام باب المختبر وإلقاء نظرة يائسة عليها.. ليقول بصوت يشوبه الكمد، بصوت خافض كادت تخرج من شفتيه :
- أعذريني أيتها الأميرة فلم يحن الوقت لكشف لك عن أوراقي، أخشى أن أفعل ذلك في وقت مبكر أخسر مكانتي.. في حمايتك.. أيضاً أيضًا لقد قطعت وعدًا للمرأة التي أحببتني بصدق و وثقت في، فأنا ارغب في تنفيذ وعدها لي بنفسي..فأنا أريد حمايتك بدمي.. أسف أيتها الصغيرة.
أنت تقرأ
آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا)
قصص عامةتدور احداث القصة حول هيبارة التي تعاني من اضطراب نفسي وصراع نفسي حيث انها تعاني من انفصام شخصيا وتحمل شخصيتين شخصية شيهو الفتاة التي تولت المنظمة رعيتها وتعلميها والتي تخاف منهم والتي تفكر َتحسب خطواتها وتعمل على صنع العقار وشخصية ريكا التي لا تظهر...
