أجحظت عيني شيهو رعبًا وتراجعت خطوة للخلف حتى ارتطم ظهرها بحافة الباب وهي ترى ذلك الأشقر متشح السواد، تشعر بأن هناك هالة غريبة تحيطه لا تدري أن كان هالة غموض أو أشر ولا تدري أخوفها جعلها تتوهم بأنه خطير ومع ذلك كانت مقلتيها تدوران في محجرتيها رعبًا.. ابتلعت ريقها بصعوبة ورغمًا عنها استدار وجهها بحذر لترى هل أتى بمفرده أم هناك غيره من المنظمة تعلم جيدًا أنه قريب من بلموت التي تود الخلاص منها بينما ظل آمورو ساكنة يراقب آمارات الرعب التي تعلو ملامحها بوجه جامد خشبي.. ما زالت تبلع ريقها بصعوبة وكأن بحلقها شوكة ترغب بإزاحتها، تقدم نحوها بخطوات واثقة هادئة كل خطوة يجعل قلبها يقفز من محله خوفًا حتى كادت تشعر بأن قلبها قد سقط في قدميها، أحست لوهلة بالخدر يسري في جسدها.. نسيت تمامًا بأنه بجانبهم وأنه عميل سري للأمن العام فقط وبسبب ثيابه السوداء تذكرت أنه عضو في المنظمة السوداء وأكثر ما هلعها أن لا أثر لدكتور رغبت لو تركض أو تفر او تصرخ كي ينجدها أحد.. وقف قبالها لا يفصلها إلا مسافة صغيرة، ركز على ملامحها فأشاحت بوجهها بعيدة عنه تغمض عينيها بقوة.. هل عليها أن تخاف.. قبضت على يديها بقوة لا ينبغي أن تخشاه فإن كان عليها الموت فلتموت شجاعة لا جبانة ومع ذلك ليس هناك مفر بأن ترتعب وتخشى الموت بتلك الطريقة وبالأخص قد أحيطت بأناس أحبوها وأحبتهم ربما روعها هذا نابع من خوفها على آولئك الناس الذين أحبتهم، عقلها يعمل كماكينة فشار ألف سؤال يتقافز أمامها هل هو بمفرده ام هناك شريك معه، ماذا عن الدكتور أغاسا هل خطف ليبتزوها أم قتل أم هو بخير في مكان آخر، هل سيقتلها ذلك الرجل أم ماذا يصنع بها.. مال آمورو بجذعه نحوها وشاخصًا بصره نحو النقطه الوهمية التي تراها فهي مازالت تنظر بعيدًا عنه ثم لف رأسه لفه خفيفة قائلا والبسمة تعلو ثغره:
- تشبيهنها تمامًا
جملته بدت كدلو ماء مثلج أفرغ دفعة واحده فوق رأسها ألتفتت نحوه وتبدل نظرة الرعب بنظرة دهشة فاقت تواقعاتها بينما هو استقام ابتعد عنها قليلًا واستدار وأخذت ترمقه وعلامات الاستغراب والدهشة تكتسح صفحة وجهها وجفينيها ترفرفان بسرعة.. عقدت ما بين حاجبيها باستعجاب وقالت
- ماذا؟
لاحت على شفتيه بسمة وطل من عينيه نظرة شوق لماضي بعيد وقال وهو يرقب سقف الغرفة :
- أنت تشبهين تلك المرأة
لم تجيبها فقط أمعنت النظر فيه بدهشة والحق يقال كل الأسئلة والكلام أختفوا فقط بدت جامدة َهي ترتقبه واقفًا يبصر سقف الغرفة حانت منه ألتفاته فضحك ضحكة صغيرة على جمودها قائلًا:
- كان علي توقع ذلك
وأخيرًا قد استعادت شيهو رباطة جأشها وقالت بصوت فيه بعض من التحد:
- عن أي امرأة تتحدث و أيضًا ماذا تفعل
ابتسم لها وأشار نحو الباب قائلًا :
-أليس من المفترض أن تضيفني كوني ضيفك
كزت على أسنانها بحنق وقالت :
- أنت ليس ضيفي بل مقتحم منزلي
ضحك على قولها وسبقها للخروج من القبو بينما هي ترمقه شذرًا لتصعد الدراجات خلفه والغضب والحنق يمتلكنها... تشعر بالبغض حياله من برودته المستفزة..توجه آمورو نحو المطبخ وفتح الثلاجة وأخرج بعض الفواكه الذي سوف يصنع منه عصير طازج قائلًا :
- حسنًا سوف أضيفك وأضيف نفسك
بسرعة اقتربت منه ونظرات الغضب تطل من عينيها لتقل وهي تأخذ منه الأشياء :
- ابتعد من هنا أخشى أن تفسد المكان وتسبب لي فوضى.
رمقها بدهشة واستغراب وحرك كتفيه مندهشًا من ردة فعلها الحاد أتجاهه لكن لا بأس، فهو يعلم جيدًا أن تلك الفتاة تشعر بحياله بالخوف والمقت كونه باربون عضو المنظمة.. فلذلك قال ليطمئنها:
- أنا أتيت هنا خصيصًا لك شيهو ليس كوني باربون بل ري فوريا
- ماذا ري فورويا؟!
قالتها وهي تعقد ما بين حجبيها، فهي تجهل ذاك الاسم ري والذي يعني زيرو بالإنجليزية فقط تعرفه باسم آمورو تورو نادل مقهى بوارو اما ري بدى كأسم عميل مثل زيرو زيرو سفن "ميزويناشي رينا" تذكرت آلان أنه بالفعل عميل سري.. هدأت قليلًا.. فقال لها متسألًا :
- ألن تسألني عن سبب وجودي هنا و رغبة التحدث إليك
ردت ببرودها المعتاد:
- لا بد تراني ورقة رابحة كي تكسب معركتك مع المنظمة أو ربما تريد تسليمي لهم كي تثبت دعامتك وتقوي شوكتك في حلقهم
ضحك على تفكيرها.. فقط ضحك مما جعلها تنظر له بذهول.. وقال:
- ما هذا التفكير الغريب
قالت بحدة:
- ليس تفكيرًا غريبًا فأنت أن كنت شرطيًا في الأمن العام فأنت جاسوس بالمنظمة بالتأكيد ستفعل أي شيء لتوطيد علاقتك بهم
صمتت هينة ثم تابعت:
- بالتأكيد علاقتك بالمنظمة ليست على ما يرام وبالأخص مع رجل مثل جين يمشي خلف حدسه وألا وهو الشك، فربما جين يشك بأنك جاسوس او خائن لكن ليس معه دليل قاطع يؤكد شكه، فأنت ترغب بقطع شكه وتثبت له أنك عضو جدير بثقتهم.
رغمًا عنه قهقه حتى صدح صوت ضحكاته التي رنت في أرجاء المنزل و رغم عن أكاي الذي كان يستمع للحوار ابتسم.
- أنت فظيعة شيهو تشان
قالها آمورو تحت وطأة ضحكاته الصاخبة ودهشة شيهو التي قالت:
- ماذا
توقف عن الضحك وقال:
- هل تعلمين لماذا دخلت أكاديمية الشرطة
رمشت تعجبًا فسؤالها بدى غريبًا خارج نطاق حديثهم... ليكمل قائلًا :
- لأبحث عن تلك المرأة الطبيبة التي تمنحني الأمان والحب تلك التي أحببتها في طفولتي... إيلينا ميانو
- أمي
نطقتها بلهفة المشتاق والدموع تجتمع في عينيها.. على رغم بأنها حرمت من أبويها في الصغر إلا أنها ارتبطت بأمها عن طريق صوتها المسجل عبر تلك الشرائط التي تركتها لها أختها في ذاك الحمام حين ذهبت هي وكونان لمنزل أهل والدها برفقة الدكتور أغاسا ذلك المنزل الذي تحول لمقر شركة بعد أن منحه والدها لأحد أصدقائه منذ ذلك الوقت وهي تستمع لصوت أمها... قال آمورو :
- نعم والدتك شيهو
سكت برهة وتابع قائلًا :
- رغبت أخبرك أن سبب دخولي لشرطة هو البحث عنها لأنها اختفت حين ألتحقت بمجموعة كاراسوما
تحرك قليلًا داخل المطبخ وجلب كأس من الماء و أفرغه في جوفه وتابع:
- من قبل أن أعلم أن مجموعة كاراسوما ما هي إلا منظمة سوداء دلفت لتلك المنظمة بمساعدة قائدي وعلمت أنهم تخلصوا من والديك ثم عرفت انك أيضا داخل المنظمة وأيضًا عرفت ان أكيمي ايضا هناك لكن أنت كان لك شأن أخر عكس أَختك الكبرى التي كانت مهمشة وعرفت قصة الحب بينها وبين راي
ظلت شيهو تسمعه بإمعان و تابع هو:
- ثم عرفت بأمر كشف راي بأنه جاسوس في المنظمة وقد خرج من المنظمة كنت أنا أحاول البحث عنك.
- لماذا
- لأن أرد حمايتك.. لكن بعد مقتل أختك على يد جين أنت اختفيتي تمامًا أختفتي مثل الغاز
صمتت شيهو وهي تتذكر تلك الأيام المؤلمة التي عشتها داخل المنظمة، تلك الأيام التي قضتها داخل معامل المنظمة تحت يد جين.. قبلها أيام الويلات تحت يد بير قبل أن تنقل لتصبح تحت إشراف جين..تذكرت راي الذي اختفى فجأه ولم يتصل بأختها لمدة عامين ثم تذكرت ترحيلها هي واختها من منطقة لأخرى بأمر المنظمة ليمنعوا أكيمي بالتواصل مع عميل الأف بي أي حتى أرقام هواتفهم تم تغييرها.
- أعلم بأن كلامي فتح جرحًا لم يندمل بعد، لكن أرد أن أقول لك خذيني أخًا وعونًا لك وصديقني سأحميك بروحي شيهو أقصد أختي الصغيرة شيهو.
بدى على شفتيها شبح ابتسامة متردد والحيرة تطل من عينيها هل عليها الوثوق به تدرك جيدًا أن كل من كودو وسوبارو كافلين بحمايتها.. أخذ ينظر بتمعن كأنه يغوص في أعماقها محالًا توقع ردة فعلها إلى أن رأى ابتسامتها تتسع حتى ملء شدقيها وكأنه تخبره لا بأس به أخًا.. ثم قالت حين تذكرت حبه للفتاة الصبيانية... فقالت له بنبرة مستفزة:
- أخبرني هل تعلم حبيبتك أنك برفقة فتاة جميلة مثلي.
- من
- تلك الفتاة الصبيانية سيرا ماسومي
اعتلت الحمرة وجنتي آمورو وقال بصوت مرتبك :
- هي ليست صبيانية بل إنها فتاة رقيقة
أطلقت شيهو قهقة وهي تقول :
- حقًا؟!
أنت تقرأ
آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا)
General Fictionتدور احداث القصة حول هيبارة التي تعاني من اضطراب نفسي وصراع نفسي حيث انها تعاني من انفصام شخصيا وتحمل شخصيتين شخصية شيهو الفتاة التي تولت المنظمة رعيتها وتعلميها والتي تخاف منهم والتي تفكر َتحسب خطواتها وتعمل على صنع العقار وشخصية ريكا التي لا تظهر...
