الفصل الثالث والثلاثون

476 16 15
                                    

ظل بجاورها، يغير لها الكمدات التي ينقعها في ماء مثلج ممزوج ببعض الخل كي ينخفض حرارة جسدها، يرها تتنفس بصعوبة، تنفسها غير ممتزج، صدرها يعلو ويهبط في سرعة واضطراب.. أجرى هاتفًا
- شوكيتشي هل يمكن أن تأتي على العنوان وتشتر لي دواء لخفض الحرارة
يجلس شوكيتشي أمام طاولة الشوغي يتدرب على حركات الشوغي، وفي خياله يحاكي مباريات شوغي.. حين هاتفه أخوه ألتمس نبرة غير مريحه، مهمومة في صوته
- ما بك أخي تبدو مهمومًا، هل أنت بخير؟!
- أنا بخير، لا تقلق، لكن احتاج أن تجلب لي بعض أدوية لخفض الحرار آلان.
نظر شوكيتشي لساعة يده المندسة تحت طبقات من ملابسه الفضافضه والتي يرتديها أثناء لعب الشوغي.. ليجدها تشير على الحادية وعشر ليلًا.. نهض وذهب لأقرب صيدلة لها تفتح أربعة وعشرون ساعة في أربعة ساعة لا تغلق أبدًا فقط يتبدل موظفيها، كأن تلك الصيدلية وغيرها على أهبة الاستعداد لكل طارئ، فصحة البشر في هبوط وصعود وأجسادهم ليس منيعًا ضد الأمراض وحتى أن البشر منهم خارقون ليس خارق القوة بل أخرق، يوقع نفسه في مشكلات صحية مثل أن شخصاً ما يكسر ساقه أو ذراعه، أو يتصابون بالجرح.. اشترى شوكيتشي دواء لحفض الحرارة وهو يأمل أن يكون أخيه بخير أحقًا، دفع المبلغ لكن الموظفة أبت أن يغادر الصيدلية دون أن يذيل توقيعه على دفترها الخاص.
أخذ أكاي المتنكر بهيئك سوبارو الأدوية وأغلق الباب في وجه أخيه دون الترحيب به.. ليقول شوكيتشي
- هكذا إذن تأخذ غرضك من وتلقيني لشارع.. يا لك من ماكر يا اخي
لكنه لم يزعل منه فهو يعلم بطبائع أخيه.
__________________________________
جلس قبالتها على السرير، يمسد شعرها الليلي الأسود الذي يغطي ذرعها و وسادتها، تتراقص ف عينيه دموع لا يدري ماهيتها، نهض من مكانه وأخذ يقترب لجبينها ليطبع عليها قبله حانية، فتحت عينيها البنفسجتين لتجده فوق رأسها.. قالت بوهن:
- سينشي ماذا تفعل؟!
ابتسم لها ومسد على شعرها في حنان :
- هل أزعجتك
ردت على سؤاله بابتسامة هزت رأسها نافية، كاد يتستقيم لكنها منعته، رفعت ذراعيها وأمسكت رأسه بين يديه، وجذبته إليه ورفعت وجهها وقربته إلى وجه، كان مرتبكًا و وجنته محمرة
- ران ما الذي تفعليه
لم تجبه فقد كانت مسحورة به يبدو أنها تحت تأثير المخدر، طبعت شفتيها على شفتيه وطبعت على شفاه طبعة رقيقة، ابتعدت عنه بوجنتي مشربة بالحمرة بل إزدادا حمره.. لكنه يأبى تلك القبلة الرقيقة التي تذوق فيها رشفة صغيرة من شفتيها الوردتين والتي تشبه في نوعمها بتلات الورد الناعم حتى لونهما الوردية، أمسك بوجهها بين كفيه وصك على شفتيها قبلة عميقه من شفتيه، يتذوق فيها رحيقها، كانت متفاجئة. لم تشعر بألم ساقها بسبب المخدر الذي حقنت به لكنها تحس بقبلته الحميمية.. غفت فجأه ليضع رأسها على الوسادة ويمشط شعرها بأنامله. ضحك في صمت على نومها السريع، حقًا إنها طفلة صغيرة.
___________________________________
فتح كل منهما عينيها بعد أن غرقا في سُبات عميق، وكل منهما في مكان غير الأخرى، مازالت ران على فراش المشفى، معلق في ذراعها محلول، وبجوارها كوميدنو صغير فيه مستلزمات طبية و عليه كوب ماء و مزهرية، بينما هايبرا أجالت بعينيها المكان فأدركت إنها على فراش سوبارو، اعتدلت كي تسند ظهرها بظهر السرير، لكنها تفاجئت، بفضفضة الثوب التي ترتديه، لترى نفسها تغوص فيها.. هل تقلصت.
تلمست كل فتاة منهما شفتيها، ماذا حدث ليلة أمس، مازالت أثار القبلة تشعران به.. هل تخالط الحلم بالواقع أم العكس، ران تحت تأثير المخدر و هاييرا تحت تأثير الكحولات.
أمسكت ران بهاتفها.. دقت بعض الأرقام وقلبها يخفق من التوتر.. أتاها صوته الناعس.. قال وهو يتثأب:
- ران.. هل أنت بخير؟!
- مرحبًا سينشي
التمس توترها من صوتها، لم يكن نائمًا بل مثل أنه مستيقظ لتوه، لم يستطع النوم إذ ظل بجواره ولم يتركه سوى قبل أن تستيقظ بساعة.. مازلت تتحسس شفتيها الوردتين، متوترة، إزدردت لعابها...وقالت بأحرف مبعثرة :
- هل.. هل كنت هنا بالأمس و..
لم تستطع إكمالها حياءوها منعها من المتابعة ليمثل دور الأبله ويقول:
- لا لم أتي الحقيقة أتاتني قضية فذهبت لها.. هل حدث شيء
هزت رأسها
- لا
لن تخبره إنها حلمت به ولن يخبرها إن القبلة كانت واقعية وليس حلمًا..
مازالت هايبرا مندهشة ولا تفهم كيف وصلت لغرفة سوبارو، ومازال شفتيها تشعران بالقبلة ومازال صورة تقبيلها من قبل سوبارو يلوح أمام عينيها، لكنها لا تعي إن كان ذلك حلم من أحلامها، حلم مختلف عن باقيته لدرجة إنها شعرت بكل تفصيلة من تفاصيلها، ترنحها، اصطدمها به، سقوطهما معًا أرضًا، ارتكاز جسدها على جسدها، أنفاسه التي تخالج انفاسها، عينيه الزيتونية، قبلته الساخنه التي طبعها على شفتيها في اشتهاء ونشوه، يده التي تعزف على ظهرها، ضربات قلبها، برودة المياه، تشبثها به، وحمله لها.. مازالت تذكر التفاصيل وتشعر بها لكن أيضًا لا تقدر أن تجزم إن هذا كان واقعًا، يبدو إنها أكثرت من الشرب عن الحد الازم وغابت في غياهب الخمر الذي جعلها تهلوس، نعم ترجمت ما حدث لها هلوسة سمعية وبصرية وحتى حسية، يستحيل أن يقبلها سوبارو في وقعها فقط يقبلها في حلم لا يعرفه سواها... فزعت حين سمعت صوته:
- هل استيقظتي
ألتفتت له وإزدردت ريقها و رفرفت بجفينها وحال محل الفزع إرتباك، لتجده يجلس بهدوء جم يضع ساق على ساق ويقلب صفحات كتاب موضع على فخذه، يسطر عينيه عليه، يبدو أنه منهمك في القرأة، يقلب صفحة الكتاب.. تسألت منذ متى هو هنا، وضعت يدها على فمها الصغير للأرديًا منها لتتسأل هل ما حلمت به حقيقة ، رفع عينه دون رأسه ليرها تضع فمها على شفتيها الذي طبع عليهما قبلتهالأولى قال في هدوء وتريث دون النظر إليها:
- وجد ملقاة على أرضية الصالة وحولك زجاجات خمر مرتدية ثوب أكبر منك حتى إنك تغوصين فيه... لا أفهم كيف لطفلة صغيرة تجترع الخمر و ترتدي ثوب رجل لا تعرفه.
عضت على شفتيها من الحرج، يبدو أن سوبارو أتى بعدما انتهى مفعول العقار وأن كل ما شعرت به فعلًا مجرد خيال لا يمد للواقع بشيئ،، قالت في توتر :
- لكن أنا أعرفك.. و أسفة.
__________________________________
ما تزال ران حائرة وسينشي أخبرها أنه لم يكن معها إذن من ذلك الذي كان معها وقبلته ومن ثم قبلها.. دلفت ممرضة لتغير جرحها، بدأت الممرضة في تغير الجرح الناتج من اختراق الرصاصة لفخذها وأخذت تنظفه وتعقمه.. تكظ على أسنانها من شدة الألم الذي يفتك بها، عينيها تدمعها، وملامحها تنكمش، ألم فظيع يسري في جسدها والممرضة تقول بصوت حنون:
- أصبري أوشكت أن أنتهي.
انهت الممرضة تغير الجرح وبدأ ملامح ران يعود لعهده القديم.. رغبت ران أن تسألها عن سينشي هل كان هنا أم لا، ظلت مترددة، أمسكت الممرضة ورقة وسجل تكتب تقريًرا عن حالتها لتريه لطبيب المختص بعد أن ألقت بالشاش والقطن المنغمسان بدمائها.. وهمت بالخروج لكن وقفتها صوت ران حين قالت:
- هل أتى شاب في مثل عمري
- تقصدين ذلك المتحري
- نعم
- لا لم يأتي سوى أقالك لهنا مع والدك وبعدها رحل فقد أتته قضية
الممرضة تكذب عليها فقط طلب منها سينشي ذلك.. تنهدت ران في يأس وهمست:
- إذن كنت أتوهم.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن