الفصل الخامس والثامنون الجزء الثاني

205 9 16
                                    

تسللت أشعة الشمس لتعبث بتلك النائمة التي يعلو ثغرها بسمة رائقة، فقد نامت هنيئة البال ومسرورة النفس وكيف لا، لا تنام قريرة العين وقد عرفت أمور حميدة عن أمها التي حُرمت منها مذ أن كانت برعمًا يحاول شد عوده كي يخطو خطوته الأولى، فهي لم تتذكر رائحة أمها ولم تتذكر ملامحها سوى من خلال الصور التي كانت أكيمي تريها إيهاه، هي تعلقت بصوت أمها المسجل، لقد قص عليها آمورو كل شيء يعرفه عن أمها، حكى لها كم هي كانت لطيفة و ودودة لكنها نفس ذات الوقت كتومة، قص لها شغفه بوالدتها وإنها سبب في إدخاله لإكاديمية الشرطة وأنه ممنون لها لكل ما وصل له إلى آلان.. فتحت عينيها وما أن فتحتهما حتى غطتهما بظهر يدها كي تحجب أشعة الشمس، أخذت تمارس تمارين التنفس حتى تجدد نشاطها ومن ثم أنزلت ساقيها وجلست على حافة السرير، لم تعد لمنزل كودو من الأمس بل نامت بمنزل الدكتور أغاسا وفي الغرفة التي كان يقطن فيها سوباروا، لقد أحبت النوم فيها فهي تحمل ذكرياتها مع ذلك الرجل الذي مال قلبها لها، نهضت وأطلت من النافذة تنظر لشارع الذي كان به مارة قليلون، لمحت امرأة تحمل صغيرها وتضمه لصدرها، وتسألت هل كانت أمها لديها الوقت لتحملها بهذا الوقت وتهدهدها، غلقت الستارة وخرجت من الغرفة متوجه للمطبخ وضعت عيش في جهازه المخصص وثم شغلته وضعت الماء في الغالي لتصنع كوب من الشاي توجهت للحمام لغسل وجهها حتى ينطلق صوت الإنذار ذاك الصوت الذي يخبرها أن كل شيء جهز، مر خمس دقائق وبدأت الجهاز بطلق تصفير قامت هي بتجفيف وجهها بمنشفة صغيرة وهي تتطلع لمنزل الدكتور أغاسا أحست أنه فارقته سنينا رغم أنه غابت عنه قرابة ثلاثة أيام أو أربع، جلست شيهو على الطاولة تأكل منفردًا، فقد ذهب الدكتور أغاسا لإحدى أقاربه يوم أمس دون علمها، فرضت الزبدة على عيش التوست وهي تتذكر كلام صديقها كودو حين خدعها، لم تتخيل قط أن حيل كودو سينطلي عليها، فقد ظنت أنها معصومة من حيله كونها تعرف طريقة تفكيرها.. قطمت اول قطمة ورسمت بسمة تعبر عن أعجبها بتلك التحية، فقد جعلها كودو تتعرف على آمورو وتأمن جانبه، عرفها أن آمورو سيكون لها أخًا، خير أخًا لم تنجبه أمها، فهي حرمت من عائلتها وليس لها عائلة لكن آلان لديها أخ.. تناولت اول رشفة من الشاي، تود زيارة قبر امها لكنها تجهل مدفنها، لم تعلم شيهو قط أين دفن أبويها وأيضًا لم تزر قبر اختها المكتوب عليه هيروتا ماسامي، حتى أنها لا تعلم أين قبرها، فأكيمي كانت مقطوعة العائلة ومجهولة الهوية فقط عرفت باسم هيروتا.. رغمًا عنها ندت منها دمعه على حياتها فهي التي حرمت من الأهل وهي التي تجهل في اي ارض ينامون وتواريهم الثرى... صوت مفاتيح تولج في الباب وعيني شيهو برقت وقطعة التوست علقت في الهواء، الباب يندفع وشيهو تتأهب تدرك جيدًا ان كودو متقلص يستحيل عليه فتح الباب بل مستحيل ان يأتي دون وجود الدكتور لكن هناك احتمال يكون سوبارو لكنه ارجع المفاتيح لدكتور إذن من.. لم تبقى اسيرة تفكيرها كثيرًا حيث اطل الدكتور أغاسا يحمل صندوقًا فتنفست الصعداء ووضعت قطعة التوست مكانها لتقول :
- لقد أخفتني دكتور
- أسف أسف شيهو تشان.. لم أظن أنك هنا
اشارت لصندوق وقالت وهي تضيق عينيها فهي خمنت أنه أحدى أختراعاته
- ما هذا.
- هذا جهاز أود تطويره
ضربت جبيها وقالت :
- يا حبيبي
خلع الدكتور البالطو الأبيض وتوجه للمطبخ لشرب وقال:
- هل ستعودين لسيد سوبارو
هزت كتفيها قائلة:
- لا أعلم َ.. لكن غريب أليس من المفترض تكون لدى أحد أقاربك
- نعم ذهبت لكني تذكرت وعدي لصغار تعلمين غدًا أجازة نهاية الأسبوع
- أه أه
اشتاقت شيهو لتلك الرحلات التي تذهبها مع إيدجاوا والصغار لكن سرعان ما تذكرت إنها ساعتين وتعود هايبرا لتردف بحماس عارم:
- دكتور أغاسا هل يمكن لي أن أذهب معكم
قطب أغاسا ما بين حاجبيه مستغربًا واردف وهو يشير لحجمها:
- لكن شيهو تشان أنظري
قاطعته قائلة:
- سأعود لهايبرا بعد ساعتين

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن