الفصل السابع و الخمسون

426 15 49
                                    

أمسك سوبارو بيد أيومي و باليد الأخرى يمسك بجينتا بينما هايبرا تسير خلفه بجوار ميتسيكو، على وجوههم السعادة والسرور بينما هايبرا تتطلع لسوبارو بإندهاش ممزوج بالحيرة، ما الذي أتى به لهنا؟ هل لأجل يُلاعب الصغار أم لأمر آخر؟ استبعدت فكرة أنه أتى خصيصًا لها رغم أن ذلك هو الدافع، فسوبارو تسبب في تأجيل اجتماع لأعضاء الأف بي أي مدعيًا أنه له أمور مهمة لا تقبل التأجيل، كان ذلك قبل ساعتين حين هاتف كاميل وقال له :
- مرحبًا كاميل، أرد أخبرك بعدم مجيء على الاجتماع
شهق كاميل مندهشًا لما سمعه كأنه يسمع رجل آخر غير أكاي، فهو يعرفه يعرف أنه لم يفوت أجتماع للأف بي أي وبالاخص الأجتماعات المهمة.. فقال بصوت يشوبه القلق:
- أكاي سان هل أنت بخير
- لا، الأمر أني لدي أمر لا يمكن تأجيله.. لذلك أخبر جودي تنوب عني
رمش كاميل عدة مرات بوتيرة سريعة، مستعجبًا و متسائلًا، ماهي تلك الأمور الأكثر أهمية.. فقال وهو تحت تأثير الدهشة:
- حسنًا.
فتح سوبارو الباب المجاور لمقعد السائق متمنيًا إن ذات الشعر البني المحمر التي لم تبتسم في وجه تصعد و تجلس جواره لكنها تجاهلته ودارت نصف دورة حتى وصلت للمقعد الذي خلف مقعد السائق، فتحت الباب بهدوء وجلست بهدوء كهدوء البالغين، ارتدت حزام الأمان و تأكدت من غلقه عند سماع صوت التكة ليدل أنها لبست حزام الأمان بشكل صحيح، صعد جينتا في المقعد المجاور لسائق بينما ميتسيكو يجلس بين كل من أيومي و هاييرا، توجه سوبارو نحو باب مقعده وبينما هو يفتح الباب، ألقى نظرة على تلك التي تجلس في هدوء، مغمضة العينين، كأنها في جلسة تأمل. جلس في مقعده و ربط حزام الأمام حوله، أدار المفاتيح في مكانه المخصص، بدأ صوت المطور يعلى روايدًا روايدًا، أدار المقود وبدأ يسير ببطء بعدما خرج من المكان المخصص للركن.
________________________________

جلسن ثلاثهن حول طاولة صغيرة يتبادلن أطراف الحديث في مقهى بوارو.. لم ترغب سيرا بالمجئ معهما لكنها لم تستطع الرفض تحت إلحاحهم تحججت أن هناك أمور عدة ترغب في القيام بها قبل اجازة آخر العام حيث ستعود لدارها في الأجازة تقضيه برفقة أمها، لكن إصرار سونكو و إلحاحها جعلها ترضخ للأمر، وحين دلفن للمقهى رحب هو بهن ذلك الشاب الذي كانت تتحاشاه و يتحاشاها بدوره، لاحظت ران أن آمورو لم يتطلع لسيرا بل علقت عيناه على الأرض حين دخولها و حين أخذ الطلبات لم يسألها على العكس من سونكو وهي، بل أنه قال "و الأنسة ماذا ترغب"، كأن تلك الأنسة شخص مجهول لا اسم له ولا يجمعهما سابق معرفة.. مالت ران ومدت جذعها فوق الطاولة و أشارت لسيرا بالاقتراب فمددت هي الأخرى جذعها لتهمس ران في أذنها قائلة :
- سيرا شان هل أنت و السيد آمورو تشاجرتهم
لمحت سيرا أطياف من الطرب تتراقص على ملامح ران، فالشجار بين الأحبة دليل على قوة حبهما و الحب يتخلله بعض الخصام الذي يذيله صلح رقيق من الطرفين و غالبًا من طرف الرجل الذي يبذل قصارى جهده لإرضاء أنثاه، صمتت سيرا وهي تنظر بطرف عينيها لآمورو حيث كان منهمكًا بإعداد ما طلبنه.. فقالت بصوت رتيب:
- ران سان، الأمر ليس كما تظنين
اعتدلت في وقفتها واضافت:
- ليس هناك شيء بيننا
أفلتت كلمة "أة" من فم ران تنم الدهشة، كيف ليس هناك شيء بينهما وهي ترى كيف كل منهما ينظر للآخر، من حسن حظهما ان سونكو جاءها هاتف في منتصف ثرثرتهن فخرجت لتجيب، ظلت ران تفكر في ماذا صار بين سيرا و آمورو جعلهما كغريبين، أم أنها كانت تتوهم أن بينهما شيء كالحب يترعرع بينهما، بينما سيرا تجلس في صمت و ظهرها لآمورو الذي كان بين الحين الآخر يختلس النظر لها فتقع عيناه على نهاية رقبتها عند بداية ظهرها حيث كانت ترتدي قميصًا فضفضًا يظهر مقدار بسيطًا من الكتف والظهر والصدر ذاك القميص ذو المحيط الدائري، يزدرد ريقه حين يتذكر أنه طبع قبلاته على الفقرة التي تفصل بين رقبتها و ظهرها وكيف كانت ترتعش و تنفض كعصفور صغير على أثر قبلاته، لكنها آلان صارت محرمة عليه، محروم من الأطلاع على وجهها بسبب تلك المنظمة التي يخشى شرها، يخشى أن تصبح نقطة ضعف له تقضي عليه..وضع الساندويتشات مع المشروبات الساخنة التي طلبوها، لم تطلب سيرا سوى قهوة خالية من السكر محاولة تقليد أخيها الأكبر.. ارتشفت أول رشفة منها فامتعض وجهها و تكرمش لشدة مرارتها لاذعة ليثير ذلك ضحك سونكو و استغراب ران.. فأخذت سونكو منها الفنجان و ما أن أخذت رشفه منها سارعت ببذقه و أخراجه من فمهما وتمضمضت بالمياه، متسائلة بإنزعاج:
- كيف تشربينه
نظرت لوهله للفنجان الذي أمامها وهي تحرك سبابتها على حوافه لتقول بعيني تلتمعان شوقًا وبسمة حانية على ثغرها :
- لأنها تذكرني بأخي الأكبر
- سيرا
نطقتها ران وهي تنظر لسيرا، لم تتخيل ران ان سيرا مازالت متعلقة بأخيها فقد مضى على موته زمن، ومهما بحثت لم تجد شيء.. رفعت سيرا وجهها وعلى محياها ابتسامة واسعه وهي ترفع الفنجان و تقربه لشفتيها اللتان لثما حافة الفنجان و ارتشفت رشفة أخرى و يمتعض وجهها و ينكمش على نفسه و تدمع عينيها و تعيد الكره كأنها تعذب نفسها، هل يستحق الأمر هذا العناء، هل عليها تقلد أخيها الراحل.
__________________________________
أخيرًا وصلوا لصالة الألعاب الألكترونية والتي به قسم خاص بالمؤثرات الصوتية و قسم لشخصياتهم الكرتونية مثل كامين يايبا و غوميرا، فقط عليهم وضع وجوههم مكان وجه بطلهم يتصورن، كأنهم هم كامين يايبا او غوميرا، انطلق الأطفال يلعبون هنا و هناك، الكثير من ألالعاب الإلكترونية حولهم، سباق السيارات بكل انواعها، حتى ألعاب المطاردة، القتال، و أيضًا الرقص الإيقاعي، لم تمتزج هايبرا مع الجو كبالغة رغم أنها في جسد طفلة ظلت تراقب الصغار و هي تقف جواره، نزل لمستواها جالسًا القرفصاء و قال:
- هل المكان لم يعجبك
- لست صغيرة
ابتسم لها وقال بنبرة يثير غيظها وهي يدع يده على كتفها الايسر بينما هو يجلس على يمينها:
- لكنك صغيرة
لم يتحرك وجهها ساكنًا بل مسكت بيده التي على كتفه و أزاحته، تاركة أياه وأخذت تتجول في المكان.
__________________________________
بعدما أنتهن من الشراب و الأكل واستعدن للرحيل دفعت كل من ران و سونكو بينما سيرا أخذت تبحث عن محفظتها شعرت بالحرج حيال الموقف التي فيه، فهي خشيت أن يظن بها آمورو بأنها تستغل أن لها دلال عليه أو شيء من هذا القبيل، ولم تحمل أي من ران و سونكو مال زيادة كي يدفعونها.. قالت ران:
- سيرا تشان لا عليكي السيد آمورو يستطيع أن ينتظر فهو ليس غريب.
لتنظر لأمورو والواقف بالقرب منها فتسأله:
- أليس كذلك سيد آمورو
قبل أن ينبس آمورو بحرف اردفت سيرا بحدة صارمة:
- لا أريد، أكره أن أكون مدينة للغرباء
صدمته جملتها لكنها لم تظهر على محياه، عيناه عالقتان على الجزء البارز من ظهرها، تثير غيرته رغم نعتته بالغريب.. تنحنح وقال برسمية وهو يقف جوارها:
- أحم أحم، تستطيعين أن تدفعي في وقت لاحق
لكنها لم تتحرك، أفرغت حقيبتها بينهما هي تفرغ الأشياء فوق الطاولة إذ كرة صغيرة تتدحرج و تسقط على الأرض و تتدحرج عليها لتجري سيرا ورائها بلهفة و خوف كأن الكرة كنز ثمين، استقرت تحت طاولة عليها شاب يبدو عليه نوع الشباب الذين يتجولون الشوارع حيث كان يرتدي سلسلة و يرتدي كسكته بشكل معكوس مثل مغنين راب، أنحنت سيرا واسندت على أربعتها تحت دهشة ران و سونكو، فقد طلبت من الشاب الجالس أن يجلب لها الكرة لكنها رفض بعجرفة، فقررت أن تجلبه بنفسها، ذلك الأمر الذي دفع آمورو أن يمسكها بقوة من ذرعها ويجبرها على النهوض، فهو رأى في تصرفها الأرعن مذلة و مهانة لها، شعرت سيرا بالألم من مسكته لها و حين نظرت لعينيه فكانتا تشتعلان من الغضب، لم تنطق بحرف واحد، ارجعها خطوة واحدة خلفه وجلب لها الكرة البلاستيكية زرقاء اللون.. لتقول ران مندهشة وهي ترى آمورو يمسك بالكرة:
- أمن أجل كرة كتلك فعلتي هذا؟!
أمسك أمورو بيدها ففردت يدها فوق كفه، فوضع الكرة الصغيرة، وأدنى منها بعض خطوات وهمس بحدة في أذنها:
- إياك و الانحناء بهذا الشكل المهين مرة أخرى، وأيضًا تلك الثياب لا أريد روؤيتها عليك
نظرت له مذهولة من هو ليملي عليها مثل تلك الأمور.. جذبت يدها من قبضته وحدجته بنظرة تمرد و عناد.. ثم عادت تنظر للكرة وقالت وهي تجيب على سؤال ران :
- تلك الكرة كانت تخص ابي، أمي دائما تخبرني أن والدي يحب تلك الكرة، فأنا أيضًا أحبها لان أشعر أن والدي فيها رغم لم أراه قط.
لا يدري آمورو لِمَ ابتسم حين رأها وهي تنظر للكرة الصغيرة، هل ابتسم لمجرد أنها تحتفظ بأشياء تبدو تافهه للغير لكن بالنسبة لها كنز أم أدرك أن التي أمامه ستخافظ عليه، عادت للبحث عن محفظتها التي لا وجود لها.. لتقول لها سونكو:
- سيرا تشان هي المحفظة غير موجودة، يبدو انك نسيتها و السيد آمورو يمكن الانتظار
توقفت عن البحث و امسكت بحقيبتها وقالت وهي تنظر للأرض :
- لا أريد أن أفهم أني فتاة مستغلة.
- عن ماذا تتحدثين سيرا
قالتها ران التي فهمت مقصدها.. اقترب آمورو منها وقال لها بجدية:
- أنسة سيرا تستطيعين الذهاب الآن وجلب المال
أومأت بنعم و جمعت اشياءها، وبحركة خفة و دون انتباه أخذ آمورو الكرة الزرقاء الصغيرة دون أن ينتبه أحدًا له.
________________________________
هداااااااف أحرزت هايبرا أهداف حيث استطاعت ان تصوب في المنتصف مستخدمه مسدس الإلكتروني بدت مهارة في استخدام الأسلحة الالكترونية وحققت أرقامًا عالية، تحت دهشة المسؤولون عن اللعبة
- ايتها الصغيرة، كيف تعلمتي هذا
- أنا من علمتها
قالها و سوباروا و هو يجلس على ساق و يثني الأخرى ممسكًا بكتفيها، مال بوجه و أقترب من أذنها :
- يكفي
ليقول الرجل:
- هل أنت والدها
ليرد سوبارو بابتسامة :
- هل أبدو كذلك
لتستدير هايبرا نحو الرجل وتقول بصوت طفولي:
- ليس ابي لكنه أخي الكبير وهو محل أبي الراحل وقد علمني كيف استخدم السلاح في الألعاب الألكترونية
فستدارت نحو سوبارو و نحنت معتذرة قائلة:
- أعتذر أخي منك لن أقوم بمثل تلك الأمور
شعر الرجل أنه ارتكب حمقًا فهو خشيَ ان الاخ سيعاقب اخته الصغرى فقال:
- الأمر ليس كذلك انا فقط مندهش كيف لصغيرة مثلك
ثم نظر لسوبارو قائلًا :
- أنت لن تعاقبها
ليجيبه سوبارو بابتسامه بينما يرمقها بنظرة فيه إنذار لها وهو يضع يده على رأسها ويضغط عليها ضغطة معينه مثل الأم التي تقرص صغيرها حين يرتكب خطأ أمام الضيوف
- لا فهي اختي الصغرى، أليس كذلك عزيرتي
لتهز رأسها وهي تبادلة تحدجة بنظرة تود فيه سبه لتقول بابتسامة واسعه:
- نعم.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن