الفصل الرابع والثامنون الجزء الثالث

161 6 12
                                    

طوى صفحة النهار وحل محلها صفحة الليل، ليلة باردة أو بالأحرى يتسللها نسيم بارد، وبدر مكتمل يحيطة سحب دخانية رقيقة، كانا يقفان معًا على أحدى الأبراج الشاهقة، كان يحيط خصرها بذراع وتتشبث به بكلتا يديها، جسدها يرتجف كطير صغيرة خائف يخشى السقوط وهو لا يفقه الطيران، وبيده الأخرى كان ينظر للجوهرة التي سلبها من وسط حشود بعد أن تحدى صاحبها امام جمهوره أنه سيلب منها جوهرته أمام الملاء. مازالت أوكو لم تتعلم كيف توازن نفسها فكثيرًا يساعدها كايتو، لقد سارت ترافق كايتو في سرقاته، سرقاته للجواهر فهي تعلم دافعه رغم يضايقها ذلك الأمر خاصة حين ترى وجه أبيها اليأس وهو يسعى للأمساك بكايتو كيد.. تنهد كيد وهو يضم الجوهرة و يعيدها.. رفعت وجهها نحوه لترى وجه تحت ضوء القمر الذي يعطيه سحرًا خاصًا و أبصرت  في زرقه عينيه ضيفًا من الأسى.. لتقول بصوت هامس:
- ليست الجوهرة التي تبحث عنها أليس كذلك
نظر صوب عينيها لوهلة وابتسم واتسعت ابتسامته وعلى حين غزة ودون انذار مال بجسدها ليسقط بها في الهواء من البرج الشاهق.. لتشهق فقلبها كاد يتوقف رغم أنها ليس المرة الأولى لها معه ولكنها يبدو لم تعتاد بعد، ليحلق بها.. وبينما هو يحلق، اذ وقعت عينيه على شفتيها المطليتين بلون الوردي ولامعًا، كأن شفتيها بتلات زهر تناديه كي يرتشف رحيقها لكنه قاومها بأن حاد عينيه عنهما.. نادته بصوت دافئ وقالت مواسية أياه :
- كايتو ستجد جوهرتك قريبًا ثق بذلك
نظر لمحياها دون التركيز لشفتيها لم يجب بل أجاب بنظره من عينيه، نظره تخبرها "أن شاء الله سأجدها وانتقم لقتل والدي"
أعادها لغرفتها قبل وصول والدها.. والدها الذي كاد يجن من تصرفاتها وتصرفات كايتو كيد، فهي عرفت نفسها باللصة الشبح.. أنزلها على الأرض لتقف كانا قريبي من النافذة... قال لها:
- شكرًا لك أوكو
لتلكمه على كتفه برفق وقالت وهي تبتسم ونظرة ولهانة تطل من عينيها :
- لا تشكرني على أمر كايتو فأنت..
صمتت الهينهة وأعترها حمرة الخجل و أشاحت ببصرها عنه وخفضتهما وقالت بصوت مرتعش:
- فأنت لا تعلم ماذا تكون بالنسبة لي
صوتها المرتعش جعلته في حالة من السكر، اقترب منها حتى كاد يلتصق بها لتبعد هي جسدها من قربه لها يرتعش وكلما اقترب ابتعدت مع صوت انفاسها المتهدجة وأحرف أسمه التي تنطقه بطريقة تجعله يسكر أكثر.. ليحطها من خصرها ويقربها لها، ليلامس جسده جسدها الذي مازال يرتعش، وامسك بذقنها بين ابهامه وسبابتها، لينزل بوجه على ووجها ويلمس شفتيه شفتيها ويقبلها مما جعلها تجحظ بعينها الزرقواتين فتلك المرة الأولى التي يقبلها فيها، أحست ان ساقيها قد فقدت قوتهما وكادا يخرا سجدا لكنها تمسكت بكتفيه كي لا تسقط... وهو مازال يقبلها كأنه يرتشف رحيقًا خاصًا، ابتعد ليجول في عينيها التي بدت مرتبكة ومحتارة أمامه، يدرك أنها اول قبلة لها.. ابتعد عنها و امسك بيدها ليقبل ظهر يدها كالأفلام ويقول لها مودعًا :
- سيدتي الجميله أنت أجمل ما رأت عيناي
- آه
تطقتها لتجده قد تبخر من أمامها لكن القبلة مازالت تنبض على شفتيها.
بعد أن رحل بفترة تذكرت  دعوة تلك الفتاة التي تشبهها  ران وصديقتها سونكو اللتان سارا صديقتيها وكذلك الفتاة الصبانية سيرا التي دعونها لحضور حفل ميلادها هي وكايتو.. لتصرخ بصوت عالي محدثة نفسها :
- كيف نسيت امر الحفل.
لتخرج هاتفها من حقبيتها وتدق ارقامه وتضعه على أذنها... ليأتيه صوته المعتاد:
- هل هنا شي أوكو
لكنها لم تجبه بل وضعت أنامله على شفتيها الذي مازال طعم القبلة لم تزل بعد.. فغلقت الهاتف لترتمي على فرشها ويعلو ثغرها تلك الابتسامه الخاصة.

( ارجو ينال أعجابكم)

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن