الفصل الثاني

553 14 3
                                    

عاد كونان لمنزل التحريات بعد أن لعب مع الأطفال كرة قدم كما وعدهم، بدل ثيابه بثياب مريحة نوعًا وساع ران في أعمال البيت، وعندما اقتربت الشمس من المغيب إذ استعد كونان ليذهب لمنزل الدكتور أغاسا حيث حلم العودة لحجمه، فنادى على ران التي تضهو الطعام :
- ران نيتشان
انتبهت ران لكونان وقالت وهي تقلب الحساء:
- ما الأمر يا كونان
- هل يمكن أن أبيت عند الدكتور أغاسا
- ماذا؟! لا يمكن يا كونان فأنتِ كثير الذهاب إليه ألم تكن هناك الاسبوع الماضي. انت تزعجه.
رسم على ملامحه آمارات الإستعطاف حيث أغرقرقت عيناه بالدموع الكاذبه وبصوت مخادع كاذب:
- أرجوكِ أختي ران
تنهدت ران باستسلام :
- حسنًا كونان كن لكن عليك أن تأتي غدًا
ليقل لها بمرح:
- حسنًا. هل أحضرتي لي هدية أم تلهيتي في حبيب قلبك؟!.
ليحمر وجنتيها من الخجل وتقلب في الحساء ببلاهة وتردف وهي شاردة في لحظة لقاءها مع سينشي:
- أتشوق لرؤيته حقًا؟! غدًا سأعترف له بحبه له وسأقضي معه لحظات رومانسية
قال كونان لنفسه: " أيتها الحمقاء أعرف مشاعرك جيدًا أتجاهي"
أدركت ران سؤال كونان فشعرت بالخجل منه فهي سرحت في سينشي.. لتقل بفزع:
- أعذرني كونان كن.
ليجيبها بخبث و برود:
- كيف لكِ تنتبهين لي وذهنك مشغول مع ذلك الفتى الرائع؟!
تقلبت حال ران وقالت بشر :
- فتى رائع هذا فتى لعين سوف أريه غدًا.
أنهت جملتها بحركة من حركات الكاراتيه مما جعل كونان يرتجف ليقل لنفسه: " علي أن أفكر مليًا"
توجه كونان لبيت الدكتور أغاسا حيث يرى هايبرا التي كانت في ذلك الوقت تقرأ كتابًا حول نمط تكون الشخصيات، أما الدكتور أغاسا كان مشغولًا في أحدى اختراعاته الفاشلة وبينما هم منشغلين إذ بالباب يطرق.. ليقول أغاسا بمرح :
- يبدو أن ذلك كودو كن
نهضت هايبرا بتكاسل وهي تتثاوب :
- خليك أنت يا دكتور سوف أذهب لأفتح له.
توجهت هيبارة لفتح الباب لتتفاجئ بوجود سوبارو وحقيبة معه و كونان يقف أمامه يلقي عليها تحية المساء بينما هي مذهولة من ذلك الرجل :
-مساء الخير هايبرا.
لم ترد هايبرا تحية المساء بل أشارت لحقيبة سوبارو و وجهت السؤال لكونان :
- أخبرني، ما هذا؟!
قبل أن يجيبها كونان سبقه سوبارو :
- أنها حقيبة
نظرت له هيبارة نظرات خاصة وساخرة ثم عادت لتسأل كونان:
- ما الذي ينوي هذا القرد فعله؟.
نظر لها سوبارو من أعلى وهمس مبتسمًا:
- قرد
كاد كونان يفرط من الضحك على كلمة قرد ليجذب هايبرا من ذراعها بينما الدكتور أغاسا يرحب بسوبارو:
- تفضل يا بني هذه غرفتك.
أخبر كونان هايبرا بأن السيد سوبارو عليه أن يبات هنا لمدة أسبوع وموضح لها الأسباب لتصرخ في وجه بصوت عالي:
- مستحيل ان ذلك القرد يبات معي هنا.
- لكن هذا بيت الدكتور وليس بيتك.
- ماذا تقصد؟
- اقصد أن الدكتور هو من يقرر.
وصل صراخ هيبارة لمسامع الدكتور الذي شعر بالحرج من سوبارو الذي سمع ما قالته هيبارة.. فقال اغاسا معتذرًا :
- أعتذر منك يا بني فهي لا تقصد.
ليحمل سوبارو حقيبته ويكمل طريقه لغرفته مبتسمًا:
- لا داعي للاعتذار يا دكتور فالأميرة يحق لها ما تشاء وعلى حارسها حمايتها والسمع والطاعة.
ليقل لنسفه: " حسنًا أيتها الأميرة المتقلصة سنرى ما الذي يمكن فعله"
وضع سوبارو حقيبة ملابسه في غرفته المخصصه له ثم توجه لحيث توجد هايبرا التي كانت تتحدث مع كونان حول مضاد العقار وما أن وصل لها شعرت برجفة تسري في جسدها وصمتت فجأه ونظر كونان من فوق كتفها ليرى سوبارو على مقربة منها الذي وقف أمام هيبارة ونزل لمستواها لتستدير له.. فقال:
- أرجو ألا أكون مصدر إزعاج لك فالحقيقة فأن صاحب البيت السيد سينشي سيأتي غدًا وقد يريد أن يقضي لحظات خاصة مع حبيبته ولا يمكن لي أن أكون متواجد في البيت وليس لدي تكاليف لعيش في فندق ولا أطيق العيش  في الفندق.
أخذت هايبرا تنظر له بتفكر وهي تحك ذقنها بأناملها الصغيرة لم تهتم بكلامه نهائياً بل أن هناك شيئًا أخر يشغلها حيث عينيها مرتكزتين على عنقه المغطاه.. فهم كونان ما ترمي له فهمس لها :
- أنسي الأمر
لترد عليه بنفس مستوى الصوت:
- بل سأفعل
ثم توجه كلامها لسوبارو:
- حسنًا لكن ألزم حدودك
ليرد عليها:
- أرجو لك نفس الأمر
بينما يعلق أغاسا :
- ارجو ان يمر كل شيء بخير
عاد سوبارو لغرفته وقال لنفسه وهو ينظر لهايبرا التي تنظر لرقبته المغطاه فوضع يده حيث طوق تغير الأصوات " لن أسمح لك بالاقتراب من منطقتي الخاصة"
بينما تهمس هايبرا بتحد " سوف اعرف سر غطاءك لعنقك هذا"
بينما كونان طرق جبهته بكف يده:
- يا حبيبي بدأنا المتاعب.

يجلس هانزو هاتوري والد هيجي خلف مكتبه وعلى يمنيه يقف والد كازوها.. اردف السيد هاتوري وهو ينظر لملف أمامه بعناية ونفس لحظة لاحظ توتر صديقه :
-ما بك توياما آراك متوترًا؟!.
صمت والد كازوها لثواني ثم قال:
- يقلقني حال ابنتي
ليطمئنه السيد هاتوري:
- لا داعي للقلق، فهيجي يعتني بها.
- هذا ما يقلقني
ألتفت له السيد هاتوري تاركًا الملف الذي بين يديه  وعلى ملامحه علامة استفهام.. ليأتي الجواب من والد كازوها:
- ما يثير قلقي أن ابنتي متعلقة بحبل يدعى هيجي.. نعم فأنا أعلم أن كازوها تحب هيجي ولكنها لا تعلم أين هي منه. تارة يعملها ببرود و تارة يعملها أنها كل شيء في حياته إن ضاعت ضاع هو. وأشعر إن ابنتي تفقد ثقتها أمام تلك
الفتاة المدعوة موميجي
أطلق السيد هاتوري ضحكة أثار تعجب والد كازوها ليعود لهودئة وبصوت مرتب وعلى ثغره بسمه يقول مطمئنا لصديقه:
- ألهذا تقلق.. أخبرك لا تقلق، فولدي هيجي متيم بابنتك أن بينهما رابط حديدي لا ينفك.. قد يجد الأثنان صعوبة في الإعتراف لمشاعرهما لبعض. أنت تعلم أن قضايا الحب أصعب من أي قضية آخرى
علق والد كازوها :
- معك حق. كيف نسيت ذلك حقًا؟!
- حسنًا إذًا فلندعهم للأيام وعلينا نركز على الأفاعي البيضاء.

عند محطة أوساكا على خط أوساكا طوكيو كان هيجي وكازوها يسيران لأخذ المترو ليذهبا لطوكيو لحضور عيد ميلاد صديقهم سينشي.
بدى على هيجي علامات الزهو والفخر بينما كازوها بدى على محياها أطياف من الحزن والقلق خاصة بعد قول تلك القاتلة :" كان ذاك الشاب وابنتي يحبان بعدهما منذ الصغر.. كانت ابنتي متعلقة به مذ طفولتها.. وقطعا وعدًا إنهما سيظلان معًا للأبد لكن حينما دخلا الثانوية تفرقا لكن قلب ابنتي لم تنفك عن حبه بل ظلت تنظره وتحسب ليالي والأيام للقاءه حتى تفاجئت بيوم زفافه على غيرها.. لم تحتمل ابنتي ما حدثت وجن جنونها حتى هامت على وجهها في شوراع فصدمتها سيارة و اثناء إجراء العملية التي من المحتمل كانت تعيش فيها ماتت.. أخبرنا الطييب أن ابنتي ترفض الحياة واختارت الموت.. ظللت أبحث عن السبب فعرفت أن ذلك بسببه ليت لو أعلمها بذلك ما كانت انتظرت وتعلق فؤادها به ليته أخبرها ما كانت ماتت "
في وسط شرودها لم تنتبه على خطاها ولا على موضع قدمها  حيث كادت سيارة تصدمها لولا هيجي الذي جذبها من ذراعها لتنصدم بصدره.. ليصرخ عليها من فزعه أن يصيبها مكروه:
- أيتها الغبية ألا ترين أمامك.
تشعر بألم الناتج عن الارتطام في رأسها وترفع عينيها المملؤتين بالدموع لوجه..ليتفاجئ هو بدموعها:
- كازوها، أنت تبكين؟!
أخفت وجهها و ابتعدت عنه.. بحروف مبعثرة وتلعثم واضح قالت:
- لا هيجي فقط فقط.
وضع يديه على كتفيها وأدارها ناحيته أقترب منها وقال :
- لا تكذبي يا كازوها أنا أعرفك جيدًا
مس وجهها بأنامله السمراء ومسح دمعتها وقال بابتسامة حزن:
- أنتِ تكذبين عزيزتي
شعرت كازوها بتوتر يسري في خلايا جسدها وانتفضت مما جعلها تنفعل عليه لتردف بانفعال:
- أنا لا أكذب يا سيد هيجي
أبتعد عنها وعقد يديه خلف رأسه وتقدم عنها بخطوة:
- سأحاول أصدقك.
وتلك اللحظة تزكر قول القاتله التي ماتت ابنتها أثر صدمة زواج حبيبها ليعلق هو لنفسه: " أيتها الغبية اتظنين أن أسمح لك بالابتعاد عني.. أم ما عرفتي يا كازوها أن روحي متعلقة بك.. فأنتِ أثمن عندي من أي شيء آخر".

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن