الفصل السادس و الخمسون

374 11 61
                                    


لم يستطع كايتو الفرار من ران فحينما أنهو زيارتهم و الإطمئنان على سيرا رغبت ران بأن يسيران معًا خاصة كان هناك أشجار مضاءة أضفت على تلك الأمسية جوًا شاعريًا حالمًا.. امسكت ران بيده حيث شابكت أصابع يدها بيده واقتربت لترمي برأسها على كتفيه الأيمن مما جعل كايتو يقول في سره "يا ويلي"
- سينشي
نطقتها ران كمن يعزف مقطوعة موسيقية..ثم قالت:
- أخبرني سينشي هل حقًا تحبني
خرس لسانه ولا يعرف كيف يجيبها بينما هايبرا كانت تضحك على الموقف الذي فيه كايتو، أدارت رأسها لتتفاجئ من مدى تقرب ران من سينشي المزيف، فرجعت بعض الخطوات كي تقف بينهما فسينشي قد أوصاها ألف مرة بألا تسمح لران تقترب من ذلك المزيف ولا تسمح له باستغلالها، تنحنحت هايبرا و هي تحشر نفسها بينهما، مما جعل ران تنظر لها بدهشة و استغراب فمذ دقيقة كانت تسير لوحدها كأنها لا تنتمي لهم وآلان تحشر نفسها بالإكراه أفصحت ران لها..لكنها همست لسينشي :
- هيه سينشي ما رأيك أن تأتي للجهة الأخرى
فتمثل كايتو لإقتراحها بينما هايبرا نظرت له نظرة خاصة كأنها نظرة تهديد بينما هو نظر لها بأنه مضطر وأنهم من طلبوا أن يكون حبيب تلك الفتاة، دار كايتو ومسكت بكفه بيد وباليد الأخرى تمسك يد هايبرا التي توقفت ومثلت بشكل طفولي عدم قدرتها على السير، فأخذت تشب بيدها وتقفز كطفل مزعج أمامها وهي تقول بإلحاح شديد :
- أحملني أختي ران
- لكن هايبرا أنت تستطيعين السير
بدأت دموع كاذبة تتجمع في عينيها ببراءة و زادت في إلحاحه وهي تصر على أن ران تحملها، فازعنت ران لرغبتها و قامت بحملها كي تمنع كايتو من الاقتراب منها

أوصل كايتو المتنكر في هيئة سينشي ران لمنزلها، و أخذ منها هايبرا التي نامت في حضنها.. لتقول له:
- شكراً لك سينشي
ابتسم قائلًا:
- لا شكر على واجب هذا حق الصداقة
اخفضت بصرها ثم رفعتها قائلة بحروف مرتبكة:
- صداقة فقط
تبلد كايتو لوهلة أمامها فعينيها تقولان غير ذلك.. ليقول بإرتباك خفي:
- أقصد..
ضحكت ران ضحكة اهتز له قلبه، وكأن التي تضحك هي أوكو وليس ران، خيل لران أن سينشي خجلًا في تسمية علاقتهما، ركضت صاعدة دراجات السلم، صعدت بضعة درجات وأدارت بجذعها بمرح وهتفت:
- تصبح على خير هولمز
وختمت جملتها بغمزة من أحدى عينيها
ظل كايتو يحمل هايبرا حتى تجاوز الحي التي تسكنه ران ثم توقف قائلًا:
- أنت مستيقظة أليس كذلك
فتحت عينيها الخضرواتين روايدًا روايدا.
- أه
أنزلها على الأرض وقال لها:
- هل تستطيعين متابعة السير وحدك
أجفلت هايبرا من طلبه الغريب فالوقت ظلام والشوارع هادئة وعمليات الخطف ستكون سهلة في ذلك الوقت.. صرخت قائلة:
- ماذا كيف تجعل طفلة صغيرة تسير لوحدها في مثل هذا الوقت
- لكنك لست طفلة
- ومع ذلك أبدو كطفلة
تنهد كايتو بيأس فهو لا يدري ماذا يصنع، فهو يريد يلحق بأوكو التي لا يدري أين هي، و أن ترك تلك الصغيرة فربما تتعرض لعملية خطف سوف يُدان هو و يُلام أن ألحق بها أذى، لا يدري ماذا هو بصانع.. أخرج هاتفه وقبل أن يضغط على زر يدخل به لقسم الاسماء قالت له:
- إياك.
قالتها بوجه جاد وعيني تنظران لنقطة بعيدة للغاية، أدركت أنه سوف يرن على ذلك الرجل، فمنعته من ذلك.. ليقول:
- لكنه يبدو مسئولًا عنك
ضمت ذراعيها وعقدتهما أمام صدرها واردفت :
- لست صغيرة كي يكون هناك أحدًا مسئول عني
أنهت جملتها وتركته دون أن ينبس بحرف واحد، فقط رحلت كمن تخبره أنها قوة ولا تحتاج لمن يحميها.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن