الفصل الرابع عشر

471 15 19
                                    

الفصل الرابع عشر

عقب إنهاء حديثهم مع كونان المزيف، طرقوا باب شقة رقم ٣٠٥، شقة الشاب الذي داعهم له كي يحلوا له قضية والدهم.. ظن الشاب أن متحري الشرق لن يأتي بسبب أن ظلام على وشك أن يدخل، ها هي الشمس تقترب من المغيب مخضبة السماء بالحمرة، لكن ما أن طُرق الباب قفز من مجلسه، يرتب المكان على عجل، فتح الباب إذ بران تقف فاتحة فمها من الدهشة فالشاب الذي أمامها كما وصفها لها سينشي قبل أن يصعدوا.. لتقل جودي بذهول:
- wow, so great. حقا أنه غريب.
لم يبدي الشاب أي تعابير فقط استكفى بالابتسام و أشار لهم بالدخول.. ما أن دخلوا أعجبتهم شقته التي تبدوا مختلفة بشكل أو بأخر عن باقية الشقق، كأن هناك طابع غير الطابع الياباني الذي يعرفونه.. لتقل جودي:
- تلك الشقة تبعث على الحياة و تفاؤل، انها حقا مميزة.
- شكرا انستي
كان يبدو عليه لباقة في الكلام ولكن لاحظ سينشي أن لغته اليابانية ليست قوية وأيضا لاحظت ذلك كل من ران_ التي ضحكت في سرها متذكرة الآنسة جودي حين حلت باليابان كمعلمة لغة انجليزية _ و الأنسة جودي التي تقول:
- أنه يذكرني بنفسي
لتؤكيد عليها ران:
- نعم
بينما سأله سينشي:
- أنت جديد في اليابان
- نعم..اتيت لهنا قراية ستة أشهر بعد أن طلبت والدتي أن أتي لهنا.
لتسأل ران:
- هل والداتك يابانية.
لينظر الشاب جهتها متكأ ظهره على الكرسي:
- تستطعين قول ذلك
ليعقدو جمعهم حواجبهم وعلامة استفهام بادية على وجههم.. ليقول سينشي :
- هل والدتك مختلطة.
- نعم أمي من أب ياباني و أم ألمانية.. بينما والدي..
لتقاطعه جودي:
- والدك مثل أمك.
- نعم لكن من أب ذوأصول أفريقية و أم بريطانية
ليقول سينشي بإندهاش:
- لذلك أنت هكذا.. اقصد شكلك الغريب.. الشعر الافريقي الأشقر مع العيون السماوية و الملامح التي تجمع بين الآسيوية و الأفريقية مع البشرة البيضاء كثلج.
ليتبسم الشاب متنهدًا..قائلًا:
- نعم رغم أني بت أكره شكلي لأن الناس يرونني غريبًا.
ليتذكر سينشي حبيبة أغاسا فوساي التي تملك شعرًا ذهبيًا و يتذكر كلام هيبارة حين قالت " انا أيضا حينما كنت في مدارس أمريكا كانوا ينظرون ليه باستغراب بسبب ملامحي الاسيوية"
لتقل ران:
- لا عيب في ذلك، ربما ملامحك غريبة عنا بل غريبة عن كل بلد ذكرتها، لكن هذا لا يدعو للخجل.
- أشكرك على كلامك لطيف.. لكني اعتد على ذلك
ليوجه وجهه جهة سينشي:
- أرجو يا سيد سينشي أن تساعدني..
ليهز سينشي رأسه في انتباه:
- كلي آذان صاغية.
_________________________________

بعد أن أنهت هايبرا حديثها مع ران، إتكأت على الحائط، شاخصة ببصرها لصفحةالسماء المتوشح بالحمرة و ليخيل لها صورة أختها أكيمي مبتسمة في السماء.. لتهمس بعيون يملئه الآسى و الحنين.. رافعة يدها جهة أختها علها تلتمسها:
- اختي!!
على بعد خطوات منها كان يقف سوبارو في مرقع يسمح له بسمعها و رؤيتها دون أن تراه، ليشعر بألم في قلبه.. نعم لقد ألمه حالها و شوقها لأختها، لقد ألمه فراقها عن أختها.. كان يقف وملامح الجدية تكتسي وجهه و واضعًا يديه في جيبيه.. ليفتح عينيه ليظهر عيني آكاي الزيتونية.. ويقل بصوت آكاي بصوت لا يسمعه سواه:
- أعدك أيتها الأميرة لسوف أحميكِ و اجعلك سعيدة.. و انتقم لك ولأختك.
ليتحرك بعدها لجهتها.. وقد انصدمت هايبرا من رؤية سوبارو الذي رأته يتقدم ناحيتها و مال بجذعه ليصبح وجهه مقارب لوجهها.. ليقل ببرود و ابتسامة ترتسم على وجه البارد:
- هل هذا سينشي؟
رغم ما يمتلكها من فزع من رؤية واقتراب سوبارو إلا أن هناك أمرًا يثير ريبتها ألا وهو؛ هل سمعها؟ هل كشف أمرها؟ ترى من الغباء أن تسأله بشكل مباشر ولكن ليرد عليها سوبارو كمن قرأ أفكارها :
-لقد نام الأطفال من التعب وهم بالسيارة آلان.
وإذ بشعور الخوف و الخشية يزول عنها على حين غرة منها دون أن تفهم لما هي تتأرجخ بين شعور الخوف و الأمان جهة سوبارو بالأخص ولكن شعور الريبة من أنه هل سمعها من عدمه مازال قائمًا في قرارة نفسها، انتصب سوبارو في وقفته ومد يده لكي تمسك به كي يسيران معًا لكنها تأبى أن تمسك يده متعللة بذلك قولها :
- لست صغيرة.
ليضحك عليها و هو يهز كتفيه.. قائلًا:
- حسنًا إيتها الأميرة.
أخذا يسيران جانبًا إلى جنب و بدون سابق إنذار تصلب جسد هايبرا من الرعب و كورت يدها و بيد الأخرى امسكت بقوة بنطال سوبارو، لينظر لها سوبارو ويرى جسدها يرتعد من الخوف و واضعًا يدها المتحررة على صدرها الذي كاد ينفجر من الضغط.. ليحاوطها سوبارو بذراعها وجعلها تتوارى خلفه تمامًا.. واخذ يلتفت يمنة و يسرى كي يري هل هناك فرد من أفراد المنظمة لكن لا يرى حد، لكن أتى في باله ربما كانت بلموت ولكنها متنكرة، ليعتدل ناحيتها وينزل لمستوها.. ويهمس في أذنها :
- لا تخافي أنا معك.
لتنظر له بتسأول و حيرة بينما هو يمثل أنه يعدل لها ملابسها وينزع كوفيته ليغطيها به ولكن ياقة البلوفر الذي يرتديه مغطي عنقه..نهض من مكانه ومد يده لها ليمسك يدها.. قائلًا:
- هيا
لكن الرعب الذي دب في أوصالها جعلها عاجزة عن التحرك بقيد أنملة..لينزل مرة أخرها لها و حملها بين ذراعيها و ضعًا رأسها على كتفها و مضى بها جهة السيارة.. لقد فجأها حركته تلك و لكنها استسلمت له وامتثلت لنوم، عانقة إياه بقوة محاولة استمداد نفسها بالقوة منه.
__________________________________
لقد غطى جناح الليل الدامس اليابان و ترصعت صفحته بالنجوم اللامعة.. وفي أحدى فنادق هايدو حيث تقطن ماسومي مع والدتها المتقلصة ميري في أحدى غرف الفندق.. إذ بميري تخرج بعد أن أخذت حمام منعش لترى ابنتها تغط في نوم عميق، مكتومة على نفسها، تاركة الحاسوب مفتوح على صفحة البحث.. كانت تبحث عن الأشخاص الذي قلصهم العقار و مكوناته كمحاولة أخيرة يائسة لكنها لم تجد شيء البته كأن بيانات العقار اختفت تماما ولم يعد لها أثر.. الأمر الذي جعل ميري تغضب ليس لأختفاء بيانات العقار بقدر إقحام ابنتها في أمور اكبر منها و أشد خطورة، لتجلس على لاب و تتفحص بعض المواقع و التطبيقات الأمنية التي من خلالها ستعرف هل هناك من عرف وتتبع الباحث لكن لم يكن هناك من عرف بامر بحث ماسومي على الأقل لكن الحقيقة و من حسن حظ ماسومي أو سؤ حظها هناك من عرف انها دخلت على قاعدة البيانات الخاصة بالعقار داخل المنظمة ألا و هو باربون.
ازاحت ميري الغطاء المترامي بعشوئية على جسد ماسومي بغضب، مما جعل ماسومي تستيقظ من نومها وتفرك عينيها لتستفيق، لكن جفني عينيها ثقلتين ولم تقوى على فتحهما إلا بصعوبة بالغة ولم تفلح...لتغط في النوم أكثر كالقتيل، تنهدت ميري وعاودت تغطية ابنتها و ربتت عليها.. لتهمس في أذنها :
- ماسومي لا تفعلي شيئا يجعلني أحزن فأنا لا أريد أن أخسرك.
لتطبع على جبينها قبلة بينما تهذي ماسومي في أحلامها "ماما سأفعل أي شيء لكي تعودي.. أحبك ماما"
تبتسم ميري على قول ابنتها وظلت ترقبها وهي تتذكر أول لحظة تكونت في أحشائها و اللحظة الذي أخبرت فيها ولديها آكاي و شويتشي بوجود أختًا لهم على متن الطائرة التي ستعود بهم إلى اليايان للبحث عن قضية مقتل الميجن هانيدا كوجي.. تتذكر تلك اللحظة التي عادت فيها إلى بريطانيا مرة أخرى بعد أن علمت ان زوجها مازال حي لتذهب له وتقابله على أحدى كباري بريطانيا لتكتشف إنه ليس زوجها بل بلموت.. لتتذكر جملة بلموت "عليكي أن تجربي عقار أختك".. لتسقط دامعة حارة على ذكر كلمة "أختك".. الأخت الصغرى الاي توفت هي و زوجيها وابنتيها على أثر حريق بسبب حادث غير مقصود كما أعلنت ذلك وسائل الإعلام، وكما اخبرتها بلموت بصوتها البارد بأن اختها وابنتيها و زوجها ماتوا في الحريق، دون أن تدرك أن أختها خلفت من ررائها فتاتين. أخرجت تلك السلسلة التي تبدو عليها القدم لتفتحها وترى صورتها و صورة اختها مع والديهما حينما كانتا صغيرتين في بريطانيا قبل أن يعرفان اليابان سوى في الكتب و حديث والديهما.
________________________________
تحت عباءة الليل وإنشغال البشر.. كانت هناك عملية تبادل صفقات تتم في الخفاء في مدينة الألعاب على يد امرأة و رجل متنكرين، وما أن أتمّا العملية غادرا مدينة الملاهي سيرًا على الأقدام ليتوجها لسيارة البيضاء.. نظر أمورو لسي دي الذي يحمله معه:
- يبدو أن ذلك السي دي مهم للغاية.
- نعم أنه في غاية الخطورة
- أذن ماذا سيحدث لرجل
- الأمر عائد لجين.. أوه ذكرتني
أخرجت فيرموث هاتفها لترن على جين.. قالت :
- لقد أتممنا المهمة.. عصفورنا مطمئن وبيلحق في سماء
جين عبر الهاتف:
- إذن سأجعل روحه ترفرف وتحلق عاليا.
- هكذا أنت دائما
- عودا.
- حسنًا
أنهت فيرموث مكالمتها.. ليقول أمورو:
- إذن ذلك الرجل سيرحل للأبد
لتهز كتفيها وتقول :
- هذا عملنا.
ليركبا السيارة وينزعا التنكر.. اتكأت فيرموث بذقنها على ذراعيها الموضوعة على (تابلوه) السيارة شاردة الذهن.. لينظر لها آمورو ويدير السيار.. قائلا:
- هيا
لم تسمعه...فقال:
- يبدو إنكِ شاردة الذهن
انتبهت له فقالت :
- لا لست شاردة
بينما داخل عقلها كانت تفكر في ذلك الشاب الذي كان برفقة شيري المتقلصة والذي حملها بعد إن رائها ترتعد من الخوف.. ليشد انتباها صوت آمورو قائلًا:
- يبدو إنك تخفين عني شيئًا
ابتسمت قائلة:
- أتحسب أنك مخزن أسراري.
ليجيبها بهدوء وابتسامة:
- هذا إن أردي.
غامزًا لها بعينه اليسرى.. لتقل بابتسامة :
- أوه حسنًا ما يحيرني ذلك الشاب ذات الشعر الوردي أعتقد اتي رأيته فب قطار الغموض.
- تقصدين السيد أوكيا سوبارو
- هل تعرفه؟!
ليرد السؤال بسؤال:
- هل هناك أمرًا يخصه
- لا لكنه مع تلك الفتاة
- اطمئني فهو مجرد طالب دراسات عليا يسكن بيت المدعو سينشي كودو وجار لدكتور أغاسا وحاليا يعيش مع الدكتور لفترة
نظرت له وارتسمت على وجهها علامة استفهام:
- الحقيقة لقد احترق السكن الذي سكن فيه ولم يجد مسكن آخر له فسمح له كونان أن يعيش في بيت قريبه المتحري.. وأيضًا ليستفاد من عبقرية الدكتور.
- هكذا إذن.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن