الفصل الرابع والاربعون

417 15 66
                                    

خرجت شيهو من غرفتها بعدما جمعت جل شعرها بتوكة وصنعت كعكة عشوائية وبضعة خصلات من شعرها رفضوا الخضوع والسيطرة فكانوا متناثرين ثائرين أحرارًا بجانب الشعر الذي يغطي غرتها، خرجت من غرفة القبو بقدمين حافيتين، الأرض من تحتها بدت دافئة لأحد ما و ناعمة، أخذت تسير نحو الحمام بعيني نصف مفتوحة مازالت تحت وطأة سلطان النوم.. سجاد ناعمة أمامها يناديها بحبور أن تلقي بجسدها عليه وتستريح.. سحبت كمية كبيرة من الهواء لتملئ بها رئتيها عساها أن تستفيق ثم زفرتهم دفعة واحدة لتشعر لنشاط يضرب خلايا مخها و تتسع عينيها، لكن ذلك النشاط الذي ضرب بها ما هو إلا بريق زائف يأفل بسرعة، فالنعاس عاودها مرة أخرى ورغم ذلك كانت ساقيها يسحبها نحو الحمام جسدها يترنح.. توقفت في منتصف الصالة تحك عنقها بسأم وتلتفت كشاه ضلت طريقها أو غريب لا يعرف موضع قدمه... صوت رجل عجوز يصرخ عليها و يلقي عليها شيء مصنوع من قماش، أنه البالطوا
- شيهو تشان ما الذي ترتدينه هل نسيتي ان لا يجوز لك ارتداء تلك الملابس فالسيد سوبارو هنا.
رفعت شيهو حاجبيها عسى أن تقدر على رفع جفينيها الثقلتين، وهرشت في رأسها وقالت بصوت ناعس:
- سوبارو سان، من يكون؟!
اتسعت عيناه الدكتور أغاسا في ذهول و ظن أنها فقدت الذاكرة لكنها لم تفقد بل هي تناسته لبرهة من الزمن فمازال خلايا مخها نعسة لم تعمل.. صوت نحنحة يتبعها كحة اخترق سمعها استدارت للخلف لتراه واقفًا يده مقبوضة أمام فمه والأخرى مربعة عاقدة أمام صدره، حيث أن ساعده بمحاذاة صدره ملتصقة بها، لينظر لها بتفحص، بالطوا الدكتور أغاسا لم يستر ما تبين من جسدها الأبيض، فهي كانت ترتدي شورتًا قصيرًا للغاية يبرز فخذيها ساقيها الممشوقتين، ساقها أملس ناعم حريري وترتدي تيشيرتًا قطنيًا ناعمًا يبين بطنها المشدودة المتسطحة وذراعيها الملفوفتين.. شهقت شيهو بعد عشر دقائق بعدما استعابت أنها تقف أمام سوبارو بتلك الثياب الفاضحة، ليقرع قلبها بسرعة وتنطلق كالسهم نحو غرفتها حتى كادت تنكفأ على وجهها.
تنهد أغاسا من تصرفات شيهو التي فيها بعض من الرعونة وقال موجهًا كلامه لسوبارو :
- لا أفهم تصرفها
- أنا أفهم فهي تحاول أن تكشف حقيقتي
اندهش أغاسا وشهق بكلمة آه ثم ضرب جبينه تعبيرًا عن اليأس وقال :
- يبدو أنها لم تيأس بعد
ليقول سوبارو وعلى شفتيه تلك الابتسامة التي تعبر عن نصره وعيناه مصوبتين نحو الباب التي تقبع فيه تلك الفتاة التي تصيب عقله بلوثةً:
- لا تخاف لن تعاود لفعلها فما حدث أمس لا يمكن لها تكراره.
لينهي كلامه ويحل محله صمت مترقب، رغم علمه ان ما حدث أمس لا يمكن تكراره إلا إنه تمنى ذلك. ألتفت سوبارو نحو أغاسا كأنه تذكر أمرًا لتو:
- أخبرني يا دكتور ما الذي سنفعله حيال شيهو
ليجيبه أغاسا مستغربًا:
- ماذا نفعل؟!
- هل نسيت أن شيهو من المفترض ماتت في إنفجار القطار ولا وجود لها.
يبدو ان اغاسا نسيَ تلك التمثيلية المتيقنة ونسيَ معها وجود منظمة الرداء الأسود ليشهق ويضرب جبينه بفزع خاصة ان شيهو عادت لحجمها لمدة يومين :
- كيف نسيت ذلك الأمر
ليقول سوبارو بصوت بارد وبهدوء:
- لا ألومك فللسن عوامله
نظر اغاسا لسوبارو نظرة مزعجة وساخره ثم نهره كطفل صغير :
- لست عجوزا
فما كان من سوبارو ان يطلق قهقه صغيرة على غيظ الدكتور أغاسا غيظًا طفوليًا.. توجه أغاسا نحو الهاتف وأخذ يضرب أرقامًا، انتظر فترة ثم أتاه المجيب صوت امرأة مرحة
- يوكيكو سان، أريدك بخدمة
- على الرحب والسعى. ما هي
- لا ينفع بالهاتف لذلك أريدك أن تأتي، اليوم
- اوووه لكني بكيوتو
ابتسم اغاسا بيأس وكاد يغلق الهاتف، لتأتيه صوت يوكيكو المرح:
- لكني سوف أتي لك بالحال يبدو الأمر مشوق
أنهى اغاسا الإتصال بعدما إنهال عليها بتعابير من الشكر.
كان سوبارو يقف على مقربة من الدكتور أغاسا وبعدما أنهى الدكتور مكالمته مع السيدة يوكيكو تحرك نحو الأريكة التي تقف على قوائمها أمام شاشة التلفاز و بينها وبين تلفاز طاولة صغيرة، ضغط زر التشغيل و في تلك اللحظة تسرب صوت هيغو لاعب كرة قدم في فريق بيج أوساكا إلى أذن شيهو التي ارتدت ثيابًا أخرى على عجل، لتفتح الباب وتركض لا بل تقفز لتقصر المسافة وخطفت جهاز التحكم عن بعد من يد سوبارو وجلست على الأريكة وعينيها متسلطة على هيغو واذنيها لا تسمع إلا صوته.. شعر سوبارو بالحنق و الضجر وقال بغيظ:
- آنسة شيهو أعطيني الريموت
لا مجيب فشيهو سُلبت بفضل سحر هيغو، فهي آلان تحت سطوة بطلها الأدهى من ذلك إنها تتغزل به.. مما زاد نيران الغضب في دم سوبارو وليقول وهو يضغط على اسنانه:
- شيهو تشان اعطيني الريموت
لترد عليه وهي لم تحرك عينيها من على الشاشة:
- لا.
نهض سوباروا وقف أمامها حجب عنها الرؤية لتغمض عينيها بقوة و تزفر بعنف ومن ثم تأهذ قرارًا سريعًا بأنها تقف على الطاولة؛ وضعت أول قدم وتابعتها الثانية لترى جزء من الشاشة، بالكاد ترى مقدمة رأس هيغو.. زجرت بوجه سوبارو و قالت:
- ابتعد أريد أن أرى هيغو
اصطكاك اسنانة ببعض يزداد بل ان ضروسة تكاد تتطحن في بعضها، اسم هيغو من فمها و الطريقة التي تلفظ بها ولهفتها جعل الدماء يفور ويثور في جسده، تلك الفتاة ملهوفة على اللاعب كرة قدم يراه تافهًا.. لم تنتبه شيهو بنيران الغضب التي تحيط بسوبارو على خلاف الدكتور الذي يقف بعيدًا عنهما فدعا ان يمرق اليوم على خير.. حمل سوبارو شيهو على كتفة كشوال بطاطس ثم توجه بها لغرفتها وألقى بها على فراشه ومن ثم خرج وأغلق عليها الباب، لتأخذ تضرب الباب من الداخل بيديها وتركله و تصرخ.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن