الفصل السابع والثامنون

346 13 14
                                    

مشيا الصغيرين أعني المتقلصين أمام ذلك الرجل المهيب، مخيف الهيئة، فالحرق الذي بوجه يسري القشعريرة في بدن من ينظر له عريض المنكبين وتحسبه متجهم الوجه حين يصمت، وتظن ان المرح لم تعرف له طريق أو مسلك فملامحه جادة لدرجة ان لو ضحك جعلت العيون تنظر له مستعجبة وتتسأل هل معقول يضحك وكأنه كتب عليه التجهم والجدية، وإن أحدجك بنظرة جعل فرائسك ترتعد خاصة لو نظرة غضب ورغم من ذلك فهو لين الجانب، خلوق بين اضلعه قلب يفيض بالرق والحنان، أن تألم ترى الحزن يكسو محياها وحين يضحك ترى ملامحه الجافه تشع نورًا، وأن أحب ولا اعني الحب بين جنسين مختلفين تراه حريصًا على من يحب فهو يعامل آمورو كأبنه ويرا رجال الشرطة ابناءه حتى ان كانت أوامره قاسية... كان ذلك الكوردو يسير خلف الصغيرين لا يحيد نظره عنهما لدرجة جعلت هايبرا تجفل خوفًا أن يفترسها بنظراته وتشد على يد كونان الذي كان يشعر بالتوتر من نظراته والقلق من ان كان قد سمع حديثهما، فهو لا يدري متى كان متواجدًا.. تابعا السير في صمت وبين حين أخر كانت هايبرا تنظر له بزاوية عينه فتراه عينة مصوبة عليهما فتجفل وسرعان ما تحيد عينيها عنهما.. فاستدار له كونان له وقال بشجاعة وخبث:
- سيدي ما الذي كنت تفعله هنا
فرمقه بنظرة  المستفهم المستنكر أصغير يسأل الكبير عن ماذا يفعل... لكنه قال بعد أن توقف عن المشي، بهدوء :
- لقد رأيت الدكتور أغاسا والصغار ولكني لم أراك أيها العقل المدبر لتوجوموري
لوهلة اذهل كونان من رده السريع ولم ينطق بعد وتابع الرجل يقول وهو ينظر لهايبرا التي كانت تختبئ خلف كونان فمال نحوها حيث احنى جذعه قائلًا:
- لا ادري سبب رعبك مني أيتها الفتاة الصغيرة
فنطقت دون تفكير بصوت صارخ كأنه هارب من أمر ما:
- لأن شكلك مخيف
كتم الظابط ضحكته واستعجب كونان رد صديقته ومن ثم انخرط الشرطي في الضحك من ردة فعلها الصريح بهذا الشكل فهو يدرك تماما أنه مخيف.. وبالطبع لم تتفوه هي وكونان حول ان كان سمع حديثهما أم لا..فأكملا السير وبينما هو يسير خلفهما ليحرصهما إذ به شرد بخلده للماضي البعيد حين أعاد عقله اسم اتسوشي ميانو نعم يتذكر صاحب هذا الاسم، اخاه الأصغر من أمه ففد فرقت امه عن أبيه سواء كان طلاقًا او فرقها الموت عن والده المهم أنها تزوجت برجل اخر وانجبت طفلًا اخر، وكان هيوي يسكن مع جدته ترعاه ويرعاها ويجتمع مع اخيه بين الفينة والأخرى وكان اتسوشي أحيانا يبات مع اخيه ويرعى جدة أخيه، وكانت الجدة تحبه وتعينه على الدراسه رغم انه ليس من دمها وكانت تحب أمهما ولما ماتت الأم ومد الله في عمر الجدة، ذهب اتسوشي يقضي بقية حياته برفقة اخيه ثم دخل كليه الطب وسافر لبريطانيا وتعرف على امرأة انجليزية المنشأ والجنسية وأحبها فأخبر عنها لاخيه الأكبر وبعد مدة تزوجها دون أن يحضر أخيه ففي ذلك الوقت مرضت الجدة مرضًا مستعصيًا واخذ جسدها يهون ويضعف حتى أتاها الموت... آفاق من شروده على صوت كونان وهو يقول:
- لقد وصلنا.

الساعة الثامنة ليلًا بقصر عائلة أوكا
تجلس موميجي على الاريكة التي تتوسط البهو تتطلع إلى طلاء اظافرها المبهرجة والتي كانت آخر صيحة في طلي الأظافر وجعلت المسئولة عن العناية بأظرفها ترصعه بقطع صغيرة من الماس، ظلت تنظر له بأعين مشدوه وكانت تتسأل في سرها هل سيعجب حبيب قلبها بذلك الطلاء كما يروق لها.. نهضت من مجلسها وتوجهت نحو الهاتف الذي يصل بالخدم.. فأجاب يوري بأدب:
- نعم سيدتي الصغيرة
انفرجت شفتيها عن ابتسامة صغيرة فهي كانت سترسل له ولكنه أجاب بنفسه:
- ها يوري هل يمكن أن تجيء للقصر
نظر يوري لساعته ليجدها تشير لثامنة وخمس دقائق.. فرأى أنه لا بأس به الذهاب، فتلبية أوامر سيدته وحمايتها له الأولوية..
- حسنًا، هل تودين مني خدمة معينة
رفعت عينيها لأعلى و وضعت سبابتها على شفتيها في تفكر وقالت :
- هل يمكن أن تحضر لي بعض من الشاي والطعام الخفيف
- أمرك سيدتي الشابة.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن