الفصل الواحد والسادسون

365 17 20
                                    

لم يدلف سينشي مع ران داخل الكافتيريا حيث أختطفه بعد الزملاء لكي يقضوا وقتًا يمرحون فيه ويلهون، فقد ودعها قائلًا لها سوف يراها بعد فترة الاستراحة لكنه أخبرته وهي تضع قدم داخل الكافتيرا وقدم خارجها بأن لديها تدريب... فقال لها :
- حسنًا أذن سوف أنتظرك حتى تنتهي ونعود معًا
ردت عليه بابتسامة ودلفت من دونه للتفاجئ بسونكو قد حجزت لها مقعدًا وطلبت لها وجبتها، فخطت إليها وابتسامة شكر وامتنان تعلو محياها، سونكو دائما تهتم بها، فهي صديقة طفولتها وأختًا لم تنجبها أمها، لم تشعرها سونكو أنها في مكانة أعلى منها بل دائمًا تشعر معها أنها مثلها بل ترى سونكو مثال للتواضع وإن كانت بها بعض من العجرفة لكن ليست بعجرفة ملحوظة ولا تسبب في كسر علاقة الصداقة بينهما.. جلست ران مقابل سونكو دون ان تدري عن النظرات الخبيثة والهمزات ولمزات التي يدور عن حولها وحدها سونكو قد أبصرت ذلك لكنها لم قررت أن تنفض لهم، لا تريد تكدير صفو صديقتها، سوف تريهم اصولهم لاحقًا
- أخبريني ران متى ستكون البطولة
ارتشفت ران اول معلقة من الحساء، استطعمته بتأني.. ثم قالت بتفكر فكانت تحاول التذكر:
- أمممم أظن بعد شهرين... لِم؟!
املأت سونكو معلقتها بالأرز مع قطع من الخضروات الطازجة:
- لأن والداي قررا أن اسافر معهما
أذهلت ران من سماع الخبر فصرخت:
- هذا يعني أنك لن تأتين وتشاهدين البطولة.. وأيضًا إلى أين؟!.
- باريس
نطقتها بمرح وحماس.. وكملت:
- قررت أمي ان تجعلني مديرة أحدى الشركات هناك
ثم أخذت في تقلب الحساء الذي أمامها وقالت تحت نظرات اندهاش ران التي أدهشت من قرار والدة سونكو، فهي على علم بصديقتها بأنها لا تتحمل مسئولية:
- هل تظنين أنني سأكون على قدر المهمة
- أه
قالتها ران ببلاهة وهي ترف جفنيها.. فضحكت سونكو وقهقهت قائلة:
- توقعت ذلك يبدو أنني فاشلة.
و بينما هم يتحدثون إذ بصوت أحدى الطلبات اللواتي يتغامزن يقول:
- اليوم سوف ينصب جل اهتمام المدرب على موري سان
أبتعلت ران قضمة من الخبز دون أن تبالي بما تسمع وتبتلع معها تلك الغصة فهي لم يغيب عنها سخريتهن، لكنها كانت تجاهد بألا تبين حزنها وضعفها قررت تتجاهلن، وليس تلك المرة الأولى التي تتعرض لسخرية بل تكرر ذلك سابقًا بسبب ذلك المدرب الذي كان يبدي لها أهتمامًا جاليًا لها وكأنه يدربها هي دون غيرها والباقون ما ألا بدائل لها بل أقل كأن يدربهم من باب الواجب، أما هي فغير، هي كما كان يدعي حلمه بأن يعلو بها حتى تصبح بطلة اليابان في الكارتية بل العالم، مثنيًا على جهدها في التدريب... كادت تهب سونكو لتوقفهن عند حدهنّ لكن ران حالت بينها و بينهن... لكن تدخلت سيرا التي تحمل صينية طعامها وهي تقول بنبرة استهزاء لهن:
- يبدو أنكن لا ترتقون لمستوى صديقتي فقررتن إن تلقوا بها بسخافاتكم
ابتسمت سونكو وحيتها على جملتها اما ران تذكرت جملة سينشي عن تلك الفتاة التي تلقي بالدبش لكنها ذات قلب أبيض، فقررت ألا تجعل ذلك يوتر علاقتهما، ستتقبل كلامها وأن كان حجرًا.. ألتفتت سيرا نحوها متنهدة وهي تضع الصينة وهي تقول بعدما لعقت شفتيها بلسانها كي ترطبه:
- أنا أسفة.
ردت عليها بابتسامة ثم بإمأة توحي بأن لم يحدث شيء.. ثم جلست على رأس الطاولة وجلست كل من ران وسونكو وأخذن يتجاذبن أطراف الحديث، لم تلتقي سيرا بمدرب ران، ولكن عرفت عنه من خلال أحاديث ران عنه وعن كيف يبدو اهتمامه بها..وكان يثيرها اهتمامه بها ليس أعجاب بل يحيرها، تشتم رائحة نتنة من حديث ران عنه، رائحة ران لا تشمها.. وما زاد دهشتها وقلقها حين أخبرتها سونكو عن أول لقاء لهما به، وكيف كان مبهوتًا بران ومحتفيًِا بها رغم أن ذلك أول لقاء به لها.. لم تكمل ران حديثها اذ بها تنهض بسرعة وهي تودعهما قائلة بعجالة:
- علي الذهاب الآن فالتدريب يبقى له ربع ساعه
انطلقت ران بينما هم التفكير سيرا التي أرجعت ظهرها للخلف وعقدت ذراعيها أمام صدرها.. فسألتها سونكو:
- ما بك سيرا.. تبدين قلقة
تنهدت قائلة:
- لا يروق لي ذلك المدرب
فقالت سونكو موافقة رأيها :
- حتى أنا مثلك
ارتشفت بضع مع رشافات الماء البارد وتابعت:
- لكنه مدرب كفؤ و ران تتحسن معه.. تعلمين ران تحلم بالبطولة
مالت سيرا بجذعها وفكت عقدة ذراعيها وضعتهما على سطح الطاولة وقالت :
- لماذا لا يدربها خطيبك فهو ذات ثقة ونعرفه
- لا وقت لديه فهو أيضـًا يتدرب وكثير السفر.
حل الصمت عليهما لفترة من الزمن حتى طردته سونكو قائلة :
- ما رأيك أن نذهب لنرى كيف هو التدريب
فوافقت سيرا بابتسامه ونهضت من مكانها تحثها على السرعة.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن