الفصل الواحد والثلاثون

443 15 29
                                    

الفصل الواحد والثلاثون

ركضوا حيث الصوت الذي صرخ برعب "جريمة قتل" ليدخلوا من باب ويركضون في الممر الطويل المظلم حتى أبصروا شابًا يبدو أنه أحد عمال التنظيف على الأرض يمتلكه الهلع والرعب، يشير بسبابته نحو الغرفة التي أمامه، تقدم سينشي وسوبارو ليروا الجثة ومن شدة الهول شعرا بالتقزع وحتى أمعاهما تقلصت بقوة.. كادت ران ترى لكن سينشي صرخ بحدة وبوجه متقزز:
- لا تقتربي
لكن فات الأوان فران رأت رأس الرجل المنفجر، بينما هايبرا تسللت على حين غفلة، وقفت أمام تلك الجثة الذي جعلها تنتفض، وكادت تفرغ ما في جوفها وتلفظ كل ما بداخلها وإن كان أمعائها.. ذهل سوبارو من جمودها، ظن أنها باردة وقادرة على روؤية الجثث لكن الحقيقة كانت متخشبة من هول المنظر، أما ران فقدميها لم تحملها بل هوت دون أن يغمي عليها.. قلق سينشي عليها :
- ران ما بك
لديه قدر من التماسك لم يتهاوى فقد تقزز وجهه، ألهذه الدرجة لم يتأثر، عينيها ترتجفان جسدها يرتج ارتجاجا، حملها للخارج وأجلسها على أريكة وطلب من أحد الموظفين الاعتناء بها ريثما ينهي القضية.. مازالت تلك الصغيرة تحير ذلك الرجل الذي ينظر إليها من تحت النظرات.. ليقول وهو يقترب من الجثة ليتفحصها بشكل روتيني:
- يبدو إنك معتادة على ذلك
لكنه لم يسمع منها رداً، ألتفت إليها ليصدم بهيئتها، حدقتي متسعتين على أخرهما، أطرافها جمدت وتصلبت، وضعت يده على كتفها يهزها بعنف شديد.. هو ويصرخ في وجهها :
- هايبرا هايبرا
لم تسمعه، فقط تشعر إن خلاياها ستنفجر مثل ذلك الرأس، تقلصات معدتها تزداد كأنها في معركة حامية الوطيس، تجزم إنها ستلفظ كل أحشائها.. أتى سينشي.. والذي تسأل بقلق بادي:
- ما بها هايبرا
قال سوبارو وهو ما زال يعمل على خروجها من حالة التصلب:
- لا أعلم لكنها متخشبة
خطر في باله فكرة علها تخرجه، يعلم إن الفكرة التي طرأت عليه قاسية ورغم ذلك وجب تنفيذها ليسحبها من حالتها تلك، بأقصى قوته هوى على وجنتها بصفعة تردد صدها في ذلك الممر المظلم، لتسقط على وركبتيها، تلتقط أنفاسها المتهاوية، صوت أنفاسها تسمعه، ضربات قلبها المتزايد عاد لها بقوة، لم تجروء على رفع رأسها... كل ما يخطر في بالها هذا ليس إن هذا ليس من فعل البشر، لا يمكن.. لكن منظر الجثة ضرب نواقيس في عقلها وجعلها ترى صورًا على شكالتها، لا تعلم من أين أتتومن أين لها بالأتيان، صور لاشلاء جثث لا تعرفهم يقتحمون ذهنها، انتابها صداع شديد تشعر أنه سيسحق جدار مخها وأنه سينفجر مثل تلك الجثة.. نظرت لقدميها لترهما تغرسان في بحر من الدماء رغم إنها ليست قريبة من الجثة ولا تقف على دمائها، تلك الدماء تصعد على قدميها..إذنيها تسمع صوتًا لا تعرفه "اقتليهم ر" لكن الصوت ينقطع، أصوات الجثث تسترحمها.. وهي لا تعي أمرًا.. هي لم تقتل أحدًا بشكل مباشر قط فقط صنعت عقار سام وتذهب لتأكد من موت الجثة، أما استخدمها لسلاح فهو وسيلة لدفاع عن نفسها.. أخذت بكلتا يديها بجنون بالغ صراخها لا يخرج.. مما ثار فزع سوبارو وسينشي عند روؤية هيئتها المجنونة،، تلك الجثة ايقظت بداخلها أمرًا لا تعيه.. مسك سوبارو يده :
- ما بك؟!
تسعى بالتملص منه لا تستطيع تحملهم، تشعر بهم، ولا تفهم لماذا يحدث معها، أي ذنب اقترفته ليوهجموها أنا لم تراهم قط.. وضع سينشي يده على كتفها وهزها بعنف قائلًا:
- ما الأمر هايبرا
لتقل وبأنفاس متهدجة ومتلافظه كأنها تهرب من وحوش يريدون تمزيقها:
- اسمعهم.. اسمع صوت.. صوت.. صوت رجل لا أعرفه يصرخ.. ويقول اقتليهم يا ر..
اتسعت عيني كل من سوبارو و سينشي وأخذا ينظران لبعضهما البعض ولهايبرا التي مازالت تضرب يديها برأسها.. هل يعقل.. لكنهما أفاقا من هول صدمتهما في احتمال ان هايبرا هي ذاتها ريكا ألة القتل المتوحس، على صوت إرتطام جسد هايبرا بالأرض.. حمل سوبارو هايبرا و أخرجها ليجد ران تبكي وتنتحب.. قال وهو يمد لها هايبرا :
- اسف هل جعلتها معك
قالت ران بقلق وهي تقوم لتلتقطها:
- ماذا حدث لها
- غشيى عليها.. رجاء ارعيها إلى أن انتهى
ملامحها متشنجه، أخذت ران تمسد لها وجهها بإطراف أصابعها.. وتناديها بهمس رقيق.. وبدى صوت ران في أذني هايبرا صوت أكيمي.. ولمساتها على وجهها لمسات أكيمي.. بدأت عضلات وجهها بالتراخي.. شعرت ران بأنامل هايبرا تتحرك، لكنها مازالت فاقده الوعي أو ربما غطت في نوم كطفيل رضيع.
ظل كل سوبارو وسينشي يتفحصون الجثة، الرأس منفجرة ومخها متناثر، وهناك ثلاث طلقات واحدة على الرئة و أخرى جهة القلب والثالثة في الأمعاء.. نظر سينشي إلى البطاقة البلاتنية.. وهي بطاقة تعارف تنم عن ثراء الرجل وعرف انه صاحب ذلك المطعم.. وصلت رجال الشرطة الذين ما رأوا وحشية القتل حتى شعروا بالتقيء، بل أن بعض منهم تقيء بالفعل.
حُلت القضية بفضل دهاء وبراعة بذكاء هولمز العصر ومحب رواياته..وقدرا على كشف المجرم الذي بدى سفاحًا أنيقًا، سفاحًا أن رأته النساء أسقطن في هواه، كان رجلًا أربعينيًا يملك ملامح رجوليًا جذابًا، أنف مستدق وعيني متوقده بالدهاء وباردة أيضًا، جسد قوي ممشوق، يبدو أنه يمارس نوعًا ما من رياضيات القوة، ورغم جاذبية ملامحه ومليحتها إلا أن القسوة جزء منها، قد اعترف بارتكاب جريمته بكلمات باردة، اعترافه أكثر رعبًا من جريمته، يبتسم بنصر وهو يعترف بفعلته الشنيعة، من أين له بتلك القصوى، أهو مخلوق بشريًا أم شيطان، كان يرى قتله لذلك الرجل رحمة منه.. غضب ميجوري وعنفه بكلام غاضب عله يرتجع.. لكن ذلك السفاح قال في برود قاتل :
- أيها المفتش لا تلقى عليا المحاضرات، فلا مانع لدي أجهز عليك وعلى رجالك
ذلك الرجل يشكل صدمة بالنسبة لسينشي، فهو يذكر اول مرة التقت فيه عينيه عين جين في مدينة الألعاب، تلك الأعين الباردة التي ترف حين يحصد صاحبها الأرواح ولم يتوقع أن يرى مثلها بل شخص أكثر وحشية منه، يرى في موت ضحاياه رحمة لهم ومتعة له.. أحس سوبارو وادرك بنظرته الثاقبة أن لذلك الرجل رجال معه قدرهم سبعة رجال.. رفعت رجال الشرطة اسلحتهم، ليباغتهم رجال ذلك من خلفهم شاهرين اسلحتهم.. قهقه رجل من غباء رجال الشرطة وتسرعهم.
فتحت عينيها، لترى ابتسامة تلوح لها من فوق وجهها.. بدأت الغشاوة التي على عينيها تتبددت و تبين لها ملامح تلك الفتاة التي تسميها فتاة وكالة التحري.. رفرفرت جفنيها.. اتاها صوت ران المليء بالقلق:
- الحمد لله إنك استيقظتي
كانتا في مكان متخفي بعد أن نقلهم سوبارو ليكونا داخل غرفة متخفية داخل المطعم حتى يتم القبض على المجرم.. اعتدلت في جلستها وهي تضع يدها على رأسها، لا تفهم لماذا تشعر بصداع.. قالت ران بقلق:
- هل أنت بخير أي تشان
أومأت برأسها ومازالت لا تعي ما سبب هذا الصداع.. ساعدي ران يرتجفان من العصبية مما رأت وبعيني مرتجفتين، وصوت يمزج بين البكاء والتعصب ولوم:
- لماذا لماذا يحدث هذا
تحررت دموعها من مقلتيها، لا تعي ران لماذا البشر يقاتلون بعضهم بتلك الوحشية الفجة.
- البشر أسوأ كائنات على وجه الأرض عزيزتي ران
دهشت ران من نبرة صوت هايبرا الهادئ الذي يبدو أتي من عماقها.. لتكمل هايبرا قائلة :
- أنهم يقتلون بعضهم لأسباب تافهه
اقتربت هايبرا من الباب لتفتحه.. فتحت جزءا صغيرًا للغاية كشق
- إلى أين.. المكان خطر
- لا تخافي أنا صغيرة الحجم سوف أذهب للحمام
همت ران أن تقف لكن باغتتها حركة هايبرا بقفل الباب، كأن تخبرها لا أريد مصاحبتك. صدمت ران من تصرف هايبرا وتقلباتها، تتصرف معاها بشكل ودي احيانا حتى تكاد تشعر أن هايبرا تتخذها أختًا وأحياناً أخرى تتصرف معاها بجمود..لا تفهما، لا تفهم طبيعة تلك الصغيرة.
تسللت الصغيرة بين أرجل البشر بجسدها الصغير ليتفاجئ الجميع بوجودها.. أدرك السفاح أن تلك الصغيرة ستكون ورقة رابحة له كي يجبر رجال الشرطة على التنحي. لم يتستطع سوبارو أو سينشي فأي حركة منهما قد يودي بحياتهما وقد يحدث تشابك ناري في مطعم فيه الكثير من الأبرياء ومنهم اطفال.. صعق كل من سوبارو وسينشي وحتى ميجوري وساتو وتكاجي، بوجدها تقف في المنتصف أمام ذلك المجرم.. بينما هي ساكنة، تنظر لهم بتسأل، يبدو أنها تريد تمثيل دور محللة النفس التي تريد أن تحلل نفسية المجرم وندمه كالسابق، لكن تلك المرة غير ذلك فالمجرم لم يظهر على ملامحه ذرة ندم واحدة بل بحركة مفاجأة اختضفها ووضع فوهة المسدس على رأسها.. :
- أفسحو لنا الطريق
عطى أوامر لرجاله بالخروج أولًا.. وما أن خرج رجاله حتى تمت مباغتتهم من قبل شرطة مكافحة الأرهاب.. سمع الرجل أصوات.. ليضحك قائلًا:
- تعجبني الخطط البديلة
كانت الناس فزعة وتسبب مما أثار حالة من الهرج والمرج.. مما جعل ميجوري يخلوا المكان عدا من بضعة أفراد من الشرطة وسينشي و سوبارو وران التي في تلك الغرفة المنزوية. بدأ القاتل بالتراجع حتى وصل لشرفة.. في تلك اللحظة فتحت فتح الباب الجانبي لتبرز ران التي رأها سينشي وخشيَ أن يرها المجرم، فيأخذها رهينة هي الأخرى، أشار بيده بأن تخرج، لكن هلعها مسك المجرم والذي كان على استعداد ان يفرغ المسدس في رأسها.. وبالفعل كان ذلك لكن من حسن حظ تلك الصغيرة ان السلاح فارغ..همت ساتو بالانقضاء عليه لكنه حدد برمي الصغيرة من الأعلى لتسقط على الأرض أشلاء.. أثناء تعلقها في الهواء رأت هايبرا المبني هناك في الأسفل شرفة.. لتأتيها فكرة مجنونة، غمزت هايبرا لران التي مازالت متخفية عن أعين المجرم الذي لم ينتبه لها، ثم أشارت برأسها لأسفل، فهم سوبارو وسينشي ما تعنيه، بينما هزت ران رأسها.. ران فتاة قوية وتملك جسدًا قويًا وهي الوحيدة البعيدة عن مرمى بصر ذلك المجرم.. تسللت ران بخفه وخرجت لتنزل لدور الذي يسبق هذا الدور، الدور التاسع والعشرون وثم توجهت لشرفة التي تقع أسفل الشرفه التي يقف عندها المجرم.. تنهدت هايبرا بعدما لمحت ران وبحركة ممباغته عضت يد المجرم بقوة ليتفاجئ ويتركها تهوي بجسدها الصغير في الفضاء الفسيح والهواء يضرب جسدها.. ولتمسكها ران من رسغها، قبل ان تكمل في رحلة الهبوط الإضطراري.. وأثناء تفاجيء رجل انقض عليه سوبارو بحركة من الجود كودو.. ولكن المتاعب لم تنتهي لهنا، لم يتوقع أحد أن أحدى رجال ذلك الرجل قد فر من شرطة مكافحة الأرهاب، وأنه كان مندس بين عمال المطعم، سيظهر لران وهايبرا.. أطلق ذلك الرجل النار على قدم ران حين همت بالوقوف وركله ليشل حركتها.. واقترب ليقف أمامهما.. وقفت هايبرا أمام ران لتحميها مما أثار سخرية الرجل..
- أوه طفلة صغيرة تحمي امرأة عاجزة
لكن ران ألقته بلكمية على وجه جعلت فمه ينزف، أعجبه هذا، ابتسم بخبث وهو يلعق خيط الدم المنسل من فمه إثر ضربها، امرأة ضعيفة وجريحة تقاتل بقوه، اخذ يكيل لها بالركلات وكانت تصد تقاتل، لا يريد ان يطرحها اردًا، يرغب في الاستمتاع..في خضم المعركة الغير عادلة لاحظت هايبرا وجود سلاح ناري، نعم ذلك المسدس الذي ركلته ران بقدمها، فتسللت دون أن ينتبه ذلك الرجل الذي يستمتع بركل تلك الفتاة القوية.. قوة ران تتراخى وجسدها يخذلها لتسقط، أسفل قدم ذلك الرجل الذي يكيل لها بالضربات..
وفي ذلك الوقت ولسوأ الحظ قد اصيب الحاسوب المسئول عن قفل وفتح الأبواب والنوافذ بالعطل، ليسجن فيه رجال الشرطة مع ذلك المجرم السفاح وسينشي و سوباروا.. ليأتيهم صوت إطلاق نار
كانت تلك الطلقة أخرجت لتصيب قدم المجرم الذي يركل بها ران التي خارت قوها وضعف جسدها بسبب نزيفها.. لتذهل ران حين ترى الطلقة التي خرجت أطلقتها هايبرا
- هايبرا.
كانت منذهلة من فعلتها ذكرها ذلك بكونان حين أطلق نار كي يبعد المجرم عنها.. التفت الرجل لهايبرا وهم ينقض عليها ظنِا منه أنها رصاصة طائشة خرجت من طفلة خائفه على أختها.. لكنه تفاجيء بقدرتها على إطلاق الرصاصات في أماكن دقيقة تشل الحركة... قد صلح الحاسوب بعد قرابة ساعه وأسرع سينشي وسوبارو ما الذي حدث، لخوفهما أن هناك شريك ليتفاجئوا بران مسجية على الأرض تنزف وهايبرا تقف أمامها بيدها سلاح والرجل ساجي على ركبتيه ينزف من أماكن عدة.. سحب سوبارو السلاح من يد هايبرا قبل أن تراه الشرطة ولكن فات الأوان.. فساتو وتكاجي رأوا هايبرا تمسك السلاح وعاتبها ميجوري لتبكي مثل الأطفال مبررة إنها فعلت ذلك بدافع الخوف على ران.. ولكن كان هناك شخص رأها.. كورودو هيوي.
___________________________________
بعد خضم أحداث المثيرة الغريبة والتي جعلت خروجه هدفها الترفيه والاستمتاع ساحة لجريمة قتل وإثارة.. حمل سينشي ران التي عنقته وأغشيَ عليها في حضنه.. لاحت على شفتيه بسمة تنم عن قيلة حيلته. ود بأن يقضي معاها وقتًا رومانسيًا ويخبرها كم هي أنيقة ورقيقة بذلك الثوب الذي اصطبغت أطرافه بدمائها وحال لونه للون الأحمر. وصل أمام وكالة التحريات. مورو قلقًا على ابنته التي خرجت مع ذلك المعتوه الأهوج الذي يدعي الذكاء ويلقب نفسه بغرور بأنه أذكى متحري في اليابان وأنه شارلوك هولمز العصر.. يقف بالقرب من النافذة، يفرغ زجاجات المشروب في جوفه كي يهدأ من غضبه، سوف يؤنبها بشدة على فعلتها تلك، لكن ما أن رأها محمولة بين يدي سينشي، أقلقه منظرها.. صرخ بصوت يملئه بالخوف:
- ران.
ركض للأسفل والتقطه من بين ذرعي سينشي و وضعها على الأرضية.. وأخذ يضربها على وجنتيها ضربات خفيفة حتى فتحت عينها، روؤيتها مشوشة وهيئ لها وجه أبيها القلق بأنه سينشي.. رفعت يديها ببطء لوجه
- سينشي
- لست شينشي
- أبي
أتاها صوت سينشي القلق :
- هل أخذك للمشفى.
هزت رأسها بالنفي..
- ليس هناك داعي
- أما زلتي مصرة
لكن لموري رأي آخر حملها عنوة وقال بنبرة صارمة و أمرة:
- هات سيارة أجرة.
_________________________________
- إلى متى ستواصلين دور الفتاة البكائة.
مسحت دموعها بيديها الصغيرة وتوقفت في منتصف طريق، ترمق ذلك السوبارو وعلى ثغرها ابتسامة، استطاعت وللمرة الثانية أن تخدع الشرطة بدور الطفلة المسكينة التي لا تريد إطلاق النار ولكن الأمور أجبرتها على ذلك.
- ماذا تريد إذن
ابتسم سوبارو لفطنتها وقال :
- أعلم أن الخروجه.. إذ ر..
قطعته بحدة وكبرياء
- لا أريد
تقلب مزجها وصار على النقيض تلك الفتاة التي كانت مبهجة بداية الخروجة ثم أصبحت بكائه أهي تتحول لتصبح كتلة من الثلج والغطرسة.. أطلق ضحكة لتتوالي الضحكات من فمه على أثيرها.. مما دفعها لترمقه بنظرات استنكار ودهشه
- ما الذي يضحكك هل أصابك مس من الجنون
- أنت أيتها الأميرة متقلبة المزاج
حركت كتفيها في تثاقل واللامبالاه، تعرف إنها متقلبة المزاج وإن مشاعرها في تغير دائم.. لا يهم.. امضت طريقها.. لكنه أوقفها حين قال:
- ريكا.. هل تعرفها
وقفت عن متابعة السير، بينما هو يرتقب ملامحها ليرى هل حقًا تعرفها ولشكوك في عقله مذ رأها تصرخ بهلع حين رأت الجثة، يظن بأنها هي ريكا.
- ريكا.. ريكا
كانت تردد اسم ريكا بتفكر، تضع سبابتها على شفتيها َتنظر لصفح السماء الدامس.
- ريكا.. ريكا.. الحقيقة سمعت هذا الاسم يتردد بين أعضاء المنظمة
ظل يرتقبها ملامحها لا تشي بشيء، يبدو عليها لا تعرفها حقًا.. تابعت
- الحقيقة لا أعرفها ولم يسبق لي مقابلتها مرة واحدة في حياتي لكن ربما رجال المنظمة قابلوها.
هزت كتفيها في اللامبالاة :
- إن شئت أن تعرف من هي ممكن تخاطر بحياتك تذهب لرجال المنظمة.. اعتقد أنك تعرف أني انتمي لمنظمة خطيرة بما أنك تعرف حقيقية تقلصي.. أجزم إن ذلك الغر الوقح أخبرك بكل شي عني
- نعم لقد أخبرني عنك كل شيء وعن ذلك العقار
تابعت سيرها وهو يسير خلفها..أدارت رأسها من كتفها.. وأضافت قائلة:
- بالمناسبة سمعت خلال تواجدي في المنظمة إن ريكا قتلت ثلاث رجال منهم وأيضًا وتركت علامة مميزة على جسد جين.. ينادوها ذات القناع
صمت برهة وهو مصغي إليها.. وتابعت:
- دائمًا ترتدي قناع كامل.. لا أعرف كيف تتحمله بالنسبة لي أمقت الاقنعة الكاملة فهي تخنقني.
زاد شكه و ريبته فريكا وشيهو لم يتقابلان البتة رغم الاثنتين بنفس العمر.. حتى الأثنتين دراسا بنفس المدرسة.. وأكثر ما زاده شك هي حين لفظت الجملة التي تردد في عقلها "اقتليهم ر"، هل هذا يعني أن تلك الفتاة تعاني من انفصام دون أن تعلم ذلك.. يجب أن يتأكد من ذلك.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن