الفصل السادس والسادسون

261 10 10
                                    

نحن لا ننسى من نحبهم و لكنا تناسى كي نتابع الحياة.. لم ينسى هيرو تلك الفتاة قط.. تفاجئ حين أرسل له سوبارو اسمها المزيف "هل تعرفها" ليبتسم و دمعة منزوية في مقلتيه، كيف لا يعرفها.. مارجريتا الفتاة التي هواها فؤدها، الفتاة الصهباء التي بجرأتها جعلته يغرم بها.. رفع بصره صوب الباب وتنهد ليشرد في أول لقاء بينهما.. كان ذلك لقاء غريبًا كان في ذلك الوقت في مهمة كُلف بها من قبل المنظمة وحين انتهى منها وعاد لنزله وأدلج المفتاح في قفل شقته ودفع الباب لداخل إذ به يتفاجئ بوجود فتاة غريبة صهباء، يغطي وجهها النمش.... تجلس في صدر الشقة بثقة وبيدها أداة لفتح الباب.. ارتاب و ازدرد ريقه و تحسس سلاحه بحذر و تقدم بخطوات هادئة متوجسة، لكنها بدت أن لها عين ثالثة ترى ما يخفى.. قالت:
- لا داعي أن تشهر سلاحك في وجهي هيرو
عند سماع حروف اسمه من فمها قشعر حتى ارتعد ملامحه ومع ذلك أخفى رعبه وبدى وجه خشبيًا ودلف و أغلق الباب خلفه بظهره.. واخد يقترب منها و مازال السلاح ممسك به مورايه خلف ظهره بينما هي نهضت من على الكرسي الخشبي بثقة.. تصوب عينيها بعينيه و تراقب تحركه.. لتقول له وعلى ثغرها بسمة و هي تمد يدها :
- أدعى مارجريت
ما أن وقف قبالتها أشهر سلاحه بوجهها وضع فوهة مسدسه على جبينها.. وقال :
- كيف عرفتي اسمي
زمت شفتيها في تذمر.. ثم ابتسمت قائلة و هي تربط ذراعيها أمام صدرها لتقول وهي ترفع حاجبها:
- أعرف أيضا أنك عميل سري في الشرطة
أجحظت عيناه من هول ما يسمع، شعر بأن سهام الخطر ترشقه.. ظل جامدًا و مقلتي عينيه ترتعشان.. قال بنبرة مرتجفة سعى ان يخفيها :
- هل تعرف شيء اخر
كان يقصد هل تعرف ان هناك جواسيس اخرين بالأخص صديقه الأشقر.. لتجيب بهدوء تام و هي تبعد سلاحه أمام وجهها:
- لا بل استطعت اهكر هاتفك و حسابك الخاص لأني أحبك
غضن جبينه و صدم لسماعه و ما هي إلا ثواني حتى انفرط من الضحك حتى أدمعت عيناه لتنظر له بتعجب و استنكار.. لتسأل في بلاهة:
- هل هناك ما يضحك
ليمسكها من ذراعها على حين غرة و يلصقها بالحائط الذي خلفها و يضع فوهة المسدس في فمها.. ليقول و الغضب قد تملكه:
- هل تريني غبيًا لأصدقك
نظرت له كمن تخبره لِمَ لا، و لماذا تكذب عليه.. اشارت أن يبعد السلاح لكنه كان يحشره حتى أحمر وجهها و كادت تختنق فاخذت تضرب يده بيدها و تركله بركلات صعيفه و هي يضغط عليها.. بدأت في الأختناق و قوتها يتهاون و كادت تلفظ أنفاسها لكنه ابتعد لتسقط على ركبتيها تلتقط انفاسها.. توجه للباب و فتحه.. وأشار لها بالخروج قائلًا:
- أخرجي
لكنها لم تخرج بل نهضت، ترنحت برهة ثم استعادت توزنها.. قائلة:
- أدعى سيلينا أيرن.. أبي كان يعمل في الأمن السيبراني و أمي كانت مبرمجة تطبيقات و مواقع.. لا يعرف كيف دخلوا للمنظمة ولكني ولد بها مثل غيري لكن أرد ان أخرج من المنظمة خاصة بعدما علمت ان المنظمة تخلص على أعضائها ان ارتكبوا خطاءًا واحدا
صمتت و هو يرمقها باهتمام وقام بغلق الباب مرة أخرى.. لتكمل قائلة:
- لذلك ارد الخروج و العيش بحرية
- و لماذا انا
سكتت عن الكلام و هي تنطر له بخجل متواري فهي سقطت بحبه منذ أن رأته.. فهي سبقت لها روؤيته دون أن يراها هو.. لتقول :
- لأني أحبك
نظر لها بدهشة و استفهام.. لتقول له و هي تهم بالخروج :
- أعلم أنك لا تصدقني.. لكن ثق بي
فتحت الباب بعدما غضت نفسها بالقلنسوة..ليقول لها:
- و ماهو الضمان
- ليس هناك ضمانات و لكن الأيام ستثبت لك
خرج هيروميتسو من شروده على صوت صفير البراد معلناً أن الماء قد غلى.. ليعود و ينظر لرسالة سوبارو التي يسأله عن هل تعرف تلك الفتاة مارجريتا... ليبتسم بحزن و يهمس قائلة :
- أين أنت؟!
دون ان يدرك أن جين قد تخلص منها.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن