الفصل السادس و السابعون

380 11 12
                                        

تجلس منهمكة تقلب بعض أوراق خاص بحبثها حول ذاة العقار الغريب وعلى شفتيها ابتسامك سخرية َهي تنطق بتهكم:
- عقار لا أثر له أنه درب من الخيال
لكنها لم تكن تعلم في في ذلك الوقت ان الخيال سيقع ويكن حقيقة.. طرقت بأصابعها على الورق ثم ألقتها على مرمى بصرها أمام مكتبها التي تجلس عليه لساعات... أرجعت ظهرها للخلف بأقصى مالديها لكن الكرسي لم يسمح لها سوى بقدر ما يسمح لها..نظرت نحو صورة تجمعها بأختها.. صورة تعدها تميمة لها. مدت يدها كي تسحب الهاتف من تحت الأوراق وكادت أن تدق أرقامًا تحفظها عن ظهر قلب لكن سابقتها هي.. نظرت بدهشة وابتسامة لتقول بعد أن تضغطت على زر الفتح:
- دائمًا تسبيقني
- لقد شعرت بذلك
- ماذا تريدين مني إذن
قالت أكيمي وهي تشعر بالحرج نحو أختها المنهمكة باللعمل وخاصة أنها دعت ذاك الرجل الذي تنفر منها أختها ليس لشيئ سوى غموضه
- أريد أن ألقاك بعد نصف ساعة
نظرت شيهو لساعة التي تشير السابعة ثم لسماء فبدت السماء زرقاء مسودة وكأن جيوش الظلام ترمي سهامها وستحتل رقع السماء في غضون دقائق.. كادت أن تعترض لكن أكيمي لم تمهلها حق الرد إذ بها حددت معاد اللقاء و أغلقت الهاتف من فورها.. لتنظر شيهو لهاتفها بإنزعاج.. كعادة أكيمي تضعها أمام الأمر مباشرة وتهرب.. ابتسمت آلان ليس لها عمل وذاك الوقت ملكها حتى وإن كانت عيونهم متسلطة عليها، تحسب كل نفس تتنفسه.. كل حرف تنطق بها.. لكن ستقابل أختها وتحاول تسعد بذلك الوقت الذي تقضيه معها تلك الأوقات التي تسرقها من عمرها كي تستطيع أن تخلق ذكريات جميلة برفقه أختها الكبرى، ذاك الجانب الذي يمثل لها النور و الإشراقة حتى لا تنسى أنها إنسان ليس مجرد فتاة تصنع أدوية تسلب حياة البشر، إنسان يحوي الشر و الخير، ترغب أن تؤمن أن هناك خيرًا فيها ذاك الخير تعززه وجود أختها...تدرك أنها ممتنة لأختها الكبرى فكثير ترفض القتل وترفض استغلال أبحاثها لصالح المنظمة وبدون أهداف واضحة، لكن سرعان ما المنظمة لا يهتمون لها أو يقنعونها بما تريد وتارة يهدودنها بأختها. اغلقت معاملها بعد أن أخذت ما تريد و توجهت نحو نُزلها..شقة بسيطة تقع في أحدى أحياء طوكيو...صعدت سيارة خاصة لها وكلتها المنظمة لها.. كانت تنظر من نافذتها على اولئك الناس الذين يملكون حياتهم و يملكون حرية أختياراتهم، تحسدهم في سريرتها و تتمنى أن تكون مثلهم.. كثيرًا ما تمنت أنها ولدت لوالدي عاديين ليس مثل أبويها.. تمنت لو ولدت في بيتًا بسيطًا و تربت هي أختها و دخلت مدرسة عادية، تمنت أن تكون مثل باقي البشر ذكاء عادي.. محظوظون هم العاديون.. أخبرها سائقها أنها وصلت في المكان الذي تصل عنده قبل شارع الذي يكمن فيه شاقتها بثلاث شوارع.. ارتجلت من السيارة و دلفت شارع ثم دخلت بقالة ابتاعت منها علبة حليب مر أكثر من نصف ساعة على موعد لقاء أختها.. رن هاتفها بينما هي حملت علبة الحليب، أخرجت الهاتف من حقيبتها الصغيرة بعدما علقت الكيس بساعدها.. لتفتحه وإذ بصوت أختها المشحون:
- أين انت شيهو
نظرت شيهو لظلمة الليل باستغراب وقالت :
- هل حقًا تريدني أن أتي لذلك المكان
ضربت أكيمي جبينها بينما كان داى يبدو أنه ملولًا كمن أرغم على الأتيان لهنا.. لتقول شيهو:
- أختي تعلمين بحياتي كلها لا أملك سوى استايل واحد ولا اعتقد أني سأغيره.. كما لا داعي لتغيره فأنا لم أقابل أحد قط.
- عليك أن تأتي لا شأن لي
هزت كتفيها بتعجب لماذا تصر عليها أكيمي أن تأتي.. توجهت نحو جراج قديم دلفته لتخرج قطة صغيرة.. تناولت وعاء بلاستيكي تخفيه في ذلك الجراج.. سكبت الحليب بالوعاء واقتربت القطط ليلعقوا الحليب وهي تتأملهم.. حتى سمعت صوت ضحكة رجل عجوز ألفته و ألفها:
- يبدو أن القطط أحبتك شيهو تشان
نهضت بعدما كانت تجلس القرفصاء استدارت لتملي نظرتها بوجه البشوش الذي يشعرها بالراحة والدفء.. دائما تناديه جدي
- أرأيت أخبرتك يا جدي سأجعلهم يحبونني
نظر لرجل نحو سقف الجراج وقال بود
- تستحقين الحب يا بنتي.
تشعر شيهو نحوه بالود فهو يهتم بأمرها وتهتم بأمره و تعتني بصحته برفقة أختها كثيرَا ما يساعدهم في أماكن كي يلتقوا فيها خلف عيون المنظمة..
- حسنًا عليا الذهاب لابدل ثيابي و ألقي أكيمي
ليبتسم الرجل ابتسامة ذات مغزى وهتف بمرح:
- إذن عليك أن تسرعي
استعجبت هتافه.. فاقتربت منه وهي تلكزه بنظرتها وهي تردف قائلة :
- هل تعرف شيئا
ليردف بمكر :
- لا أدري
تدرك شيهو مدى عناد العجوز فلن تأخذ منه حرفًا مهما فعلت فقط اكتفت بأن تقول :
- خبيث
ليبتسم بدوره و يتركها.. صعدت لشقتها وبدلت ثيابها.. بينما العجوز كان يجهز لها دراجتها النارية.. بعض غضون نصف ساعة وصلت حيث أختها التي كانت تبدو تتحايل على ذاك الرجل ذات الشعر الطويل الليلي بينما هو قاضب جبينه.. لكن أتيان أختها على دراجة و بثياب غير لائق بتلك المناسبة.. جعلتها تصعق أكثر من أعتراض حبيبها الذي غير موافق على عريس أخت حبيبته الذي يشعر بأنه فتى غير صالح لكن أكيمي تراه جيدًا.. ضربت جيبنها لتقول:
- أنظر
- ألم تخبريها
وققت على أطراف أصابعها كي تقترب لأذنه خاشية أن تسمعها وقالت بغضب طفيف:
- كيف أخبرها بالتأكيد سترفض
- لو كنت مكانها لرفض
- ما مشكلتك معها
- أنه يبدو خبيثًا هيئته غير مريح
- بل أراه طيبًا
- بل انت الطيبة
قاطعتها صوت أختها
- مرحبًا
عانقا الأختان بعضهما بينما وقف داي على مسافة منهما.. رمته شيهو بنظره ومالت على أختها:
- لماذا جالبته معك ذاك الرجل المريب
كادت أن تتحدث أكيمي لكن سابقه صوته البارد
- أسف لكوني مريب
أدار ظهره و هم أن يتركهمت لكن أمسكت أكيمي بيده قبل أن يغادر فهو يتركهما على حريتهما.. لتقول بسرعة وهي تهمس له
- كون معي في ذلك اليوم
ليومأ بالمواقفه وهو مجبور مما آثار ذهول شيهو لتسأل:
- ما الأمر
هزت أكيمي رأسها نافية
- لا شيء
صعدا البناية و بينما هم بالأسانسير لاحظت شيهو انهما فتاة الأقسام الخاصة بالتسوق ولكنها لم تشغل بالها و ما أن فتح الباب حتى تفاجئت من الدور الذي وصلته دور خاص باللقاء الفتاة مع فتى لا تعرفه كي يتعرفان فأن حصل بينهما نوع من الملاطفة يتواعدان.. نظرت شيهو بحنق لأختها وقبل أن تلفظ استسمحتها أختها و ترجتها أن تدخل و تتعرف على الشاب الذي جلبته لها.. فوافقت مرغمة.. جلست في أحدى المقاصورات و المقاصورة التي خلفها جلس كل داي و أختها... مر وقت وشيهو الشاب الغريب يتحدثان في أمور شتى.. لم تكن شيهو تشعر بالارتياح نحو الشاب الذي يتفرسها بنظراتها ولا لكلماته التي بدت كتاجر يعاين بضاعة
مالت اكيمي بجسدها على الطاولة التي تفصل بينها و بين داي فقترب هو بدوره لتقول
- حاول أن تعرف ماذا يتحدثان
هز كتفيه و ألقى بسمعه حيث يجلس خلف الشاب الذي بدى كلامه حقيرًا فهو كان يتعامل مع شيهو كأنها شيء عليه الاستفادة من جمالها ليست أنثى لها كيان و أحلام بل شيء.. فشعر بالحنق و نهض.. لتسأله أكيمي بنظرتها دون التكلم.. وقف أمام مقطورتها فرأى ارتعاشة يدها ولاحظ أنها تكبت دمعة.. أمسك بيدها وسحبها لتقف خلفه وقال بصوت أمر لأكيمي
- خذيها
ليلكم ليقترب من الشاب و عينيه النذر و ليردف بكلمات وقع عليها وقع خاص بعث فيها الأمان
- هذه أختي وأنا لا أسمح لمن يتفوهون بذاك الهراء معها أن يحيو
شعر الرجل بالمهابة وارتجفت اوصاله بينما هي شعرت أن هناك شخص سيحميها ويدعوها بأخت له.. بينما أكيمي شعرت بالحزن و الندم وهي تحتضن أختها...
أفاقت شيهو على صوته وهي تقطع الفواكه.. افاقت من تلك الذكرى البعيدة على صوت سوبارو وهو يقول :
- لقد عد
خرجت من المطبخ تمسك سكينًا بيد و تفاحة بيدها الآخرى
- مرحبًا بعودتك.
سار نحو غرفته دون أن يسألها عن حالها بل لم ينظر لها، لتشعر بألم نابع من تجاهله لها، تجاهل لا تعرف له سببًا

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن