آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا)

الفصل الثامن والسادسون

توسطت الشمس كبد السماء و انتصفت عقربي الساعة في منتصف الساعة تشير لثانية عشر ظهرًا... و تلك الشقراء تنتظر قدوم والديها، أكاي شويتشي و هانيدا شوكيتشي برفقة ابنتها، الجالسة بتذمر و على ملامحها آمارات الضجر.. فهي تمل الانتظار و كانت تريد أن تخرج مع سونكو يفتلون في الشوارع..
- أمي مين تنظرين
- أصبري قليلًا ماسومي سوف تعرفين
قالتها ميري التي تترقب الشارع من الشرفة، من خلال الفراغات التي بين السياخ بينما سيرا تتكأ بمرفقيها على سور الشرفة و تحشر صدغيها بين كفيها.. تلوك شيئًا وهميًا و تشخص بصرها للفارغ، بعيون تنم الملل.. بعد برهة لمحت أخيها شوكيتشي ينزل من سيارة آجرة و على إثرها رأت سيارة سوبارو مما جعلها تعقد بين حاجبيها فعدم فهم.. فلماذا ذلك الشاب هنا..فأمها أكدت عليها أن الموضوع يخص عائلتها وذلك الرجل غريب عنها.. نظرت لوالدتها بإستعجاب و استفهام.. قالت:
- أمي ما الذي يفعله السيد سوبارو هنا.
لم ترد عليها ميري فقط تركتها في نار حيرتها.. و الأسئلة التي تمور في داخلها، حول ذلك الرجل التي ينتابها شك حولها.. شك تراه وهميًا بأنه أخوها، و رغم ذلك يبدو قويًا.. سارت ميري بتوأدة و تأني لتفتح الباب لهما..
- تفضلا
كانت الحيرة تعتلي وجههما كما تعتلي وجه اختهما الصغرى.. نظرت ميري جهة ابنتها.. التي كانت تشير نحو سوبارو و هي تقول بنزق :
- أمي ما الذي يفعله رجل غريب هنا و انت قولتي ان الأمر يخص أهلها
تنفست ميري قبل ان تقول
- اسمعني ماسومي.. ألست تبحثين عن أخيك
- هذا صحيح لان لا أصدق...
و على حين غرة بترت جملتها و اجحظت عينيها.. و أرجعت خطوة للخلف كمن دفاعها.. بدأت ملامحها تتشنج لتدخل في نوبة ضحك و تضرب برأسها وتهتف
- مستحيل، كل تلك الفترة أخي كان أمامي ولا أعرفه
- ماسومي
قالها سوبارو بصوته الحقيقي بصوت أكاي و هو يرسل يده نحوها.. لتدفع يده بغضب..لوهلة شعرت بأنه ليس أخاه، لوهله سكن في قلبها كره العالم أجمع نحوه، لوهلة أحست أنه لا يثق فيها..كيف لا يشاركها سره و هي تراه أبًا و ليس أخًا.. تحذو حذوه و تسير على خطاه و تتفاخر به و هو لا يراها إلا صفرًا بل أدنى من ذلك.. كادت تصرخ في وجه و الدموع تحجرت في مقلتيها.. تبتلع مر العلقم.. شوكيتشي يراقب فقط دون تدخل خشيَ ان يخبرها أنه كان يعلم فيجن جنونها عليه.. أصدرت ميري صوت حمحمة... و قالت:
- ماسومي اقدر مشاعرك و لكن هناك امر هام
كظمت غيظها و تأهبوا ثلاثتهم لسماعها.. مر لحظات ثقال على ميري و صوت اختها يرن في عقلها "أذ سار لي مكروه فربي بناتي"
ادارت ظهرها لهم و سارت بضعه خطوات وهي تحكي
- لا داعي احكي لكم عن تقلصي فانتم بالتأكيد تعرفون.. و لكن ارد أقص عليكم حكاية آخرى
لم يجيبوا و لكنهم كانوا متأهبين... لتكمل هي:
- ولد بإنجلترا و بعد عام ولدت أختي، ترعرنا معًا حتى وقعت في حب أبيكم و وقعت اختي في حب استاذها في كلية الطب... و كان يعمل في صناعة العقاقير
عقد سوبارو حاجبيه لذكر عقاقير ليتذكر هايبرا و كذلك ماسومي.. حثها شوكيتشي على المتابعة:
- تابعي امي.. اين أختك تلك
أزدردت لعابها.. لتكمل:
- أين أختي لم تعد في الحياة
- هل ماتت
اردفت بها ماسومي.. لتلتفت لهم ميري و بوجه يغرقه الدموع و عيون تكسوه الدمع مما جعل روؤية ابناءها مبهوته... تفاجأ أكاي من أمه تبكي تلك المرأة القوية تبكي...
- أمي
اردف بها شوكيتشي غير مصدق و مصدوم.. لتكمل ميري :
- في أحدى الايام قبل حوالي عشرون عامًا و يزيد أتصل بي زوج اختي ليسألني عن مجموعة كاراسوما
ضرب اسم كارسوما نواقيس عدة في عقل سوبارو ليسأل بصوت آكاي :
- ما اسم أختك
- إيلينا سيرا، لا بل إيلينا ميانو
أجحظ عين آكاي فجأة من هول ما اسمع إيلينا ميانو.. ميانو.. أكيمي ميانو و شيهو ميانو.. ليتذكر وجه أكيمي التي أحبته و بسبب حبها له قُتلت و لم يستطع حبيبتها و شيهو التي أرادت الانتحار باستخدام عقارها.. فحال الأمر بها انها تقلصت.. ليهتف بدون وعي:
- ملاك الجحيم والدة اكيمي و شيهو.
- هل تعرفهما
هتفت بها ميري.. ليهز رأسه بعدم صدق، كأنه ضعن بخنجر ليس حادًا، خنجر يمزق قلبه ببطء يشعر بأن عقله سوف يصاب بلوثة.. الفتاة التي استغلها و تسبب في موتها، أكيمي تكون ابنة خالته.. حس بالاحتقار نحوها. كيف لها فعل ذلك.. لتسأل سيرا:
- من مجموعة كاراسوما
ليأتيها صوت أكاي الذي بدى أنه خارج الزمان:
- المنظمة السوداء
- ماذا
صرخ بيهما كل من شوكيتشي و سيرا بعدم تصديق... لتردف سيرا بغير استعاب :
- هل تقصد أن المنظمة التي تسببت في تقلص أمي و سينشي و أيضًا تلك الفتاة هايبرا
لتقاطعها ميري قائلة :
- هايبرا تلك الفتاة تكون ابنة خالتكما إيلينا، شيهو
ليجخظ كل من شوكيتشي و سيرا عينيه يعلمان إنها متقلصة لكنهما لم يخال لها تكون ابنة خالتهما.. خرج سوبارو من البيت كمن سكب عليه ألقى ضربة على رأسه جعلته يطرح ارضًا، خرج و هو يشعر أن الكون يدور حوله.. يريد ان ينفرد بنفسه.