الفصل التاسع و السادسون

274 12 18
                                    

و في نطاق آخر و على جانب آخر من الكوكب حيث اليابان بدأ النهار في الإنحسار وشرعت الليل تزحف على سماء طوكيو بل اليابان بأسره و كل من وقع على تلك الجانب.. كانت تجلس فتاة قد هدء عاصيرها و ليتدفق تيار من المرارة بداخلها، وهي تستمع لقصة ذاك الرجل الذي عاد للحياة بعد موتًا مزيفًا، موتًا ارهقتها و جعلها تبكيه ليالي و تجول الأرض تبحث عنه عسى يكن خبز موته غير حقيقي.. الأخ الأكبر الذي كانت تحذو بحذوه و أخذته قدوة له، تحاول تقليده بكل شيء تعشق قبعته...طريقه لبسه حتى قهوته قد اعتادت عليها رغم ليست من هواة القهوة المرة.. قد تحطم صورته في عينيها كزجاج تهشم و تساقط أمام عينيها... لتقول وهي تسعى لرابطة جأشها.. وبصوت متهدل:
- تقول إن الشخص الذي تسببت في قتله تكن أخت شيهو...أي أنك تسببت في قتل فتاة من دمك و فوق ذلك كانت مخلصة لك
نكس رأسه لوهله ومن ثم رفعها دون النظر إليها بل أشاح ببصره نحو الناقذ لينظر لظلام المطل من خلف النافذة على خلاف الضوء الذي يغمر المكان.. بينما هي لعقت شفتيها و شعرت بغصة تود بلعها.. فتناولت كوب ماء و أفرغته في جوفها عسى تلك الشوكة العالقة بحلقها تنزل مع الماء.. بينما هو لم يحكي لاختها كل شي بل قص عليها وقت ألتحاقه بالاف بي أي و من ثم ولوجه بالمنظمة و كيف ضحى بحب جودي له و كيف اتخذ من أكيمي سلمًا ليرتقي حتى تعرفه على أختها ليس حبًا فيها بل لأنها ذو مركز رفيع و وضع ذو شأن في المنظمة فمعرفتها أو معرفة من حولها سوف يسهل له العملية وقد كان، فلقد ارتقى أكاي المنظمة درجة فوق درجة دون القفز تحت اسم داي موروفوشي حتى حصل على اسم مشروب كحولي يسمى راي، و هذا يعني انه حصل على ثقة المنظمة بغض النظر عن جين الذي يشك في كل شخص عدا ذراعه الأيمن فودكا لكنه لم يقص عليها بأن أكيمي قد اختارت طريقتها وإنها كانت على علم بحقيقته و رغم ذلك اختارته هو عن المنظمة كما اختارت تحرير أختها على أن ترضى تظل تحت عيون المنظمة.. أخذت سيرا تطرق بأصبعها على طاولة محاولة تهدئة نفسها.. لا ترغب في أن تصدق ما قاله أخيها.. قالت بصوت مرير متلعثم:
- أنت تكذب؟!
لم يجبها بل ارتشف رشفة من قهوته و نهض كأنها لم تتكلم...و قال بجدية :
- أدري ما قولته سبب لك شرخ ولكن تلك طبيعة عملي و أرجو ان تنسيني فأنا لم أعد ذاك الرجل أخاك بل انا أوكيا سوبارو طالب الدرسات العالية لجامعة توتو.
لترتسم ابتسامة سخرية كأنها تتمرد على قوله مع تنهيدة و كاد شفتيها تنبس بحرف لكنه غادر دون ان يعطيها فرصة للاعتراض، غادر بقسوة كما دفع دموعها تنهمر... لتجد منديلًا ممتدًا إليها لترفع رأسها، لتجد ذاك الرجل الذي كلما رأته شعرت بأن قلبها مضطرب، لكن الحزن الهابط على قلبها منعه من كتلة المشاعر المختلطة و المتناقضة أن يشعر بها... قال بصوت بدا كناي حزين :
- لا تحزني ماسومي.. فلو كنت مكانه لفعلت مثله
- ماذا تعني؟!
- أنت لا تعلمين كم هو خطير عمل الجاسوس.
نهضت سير من مجلسها و تجاوزت آمورو الذي بدا أنه كان متوجدًا منذ زمن و تلصص على حديثها مع أخيها.. وقفت تولي ظهرها لظهره و قالت وهي تسعى أن تضبط نفسها :
- أخبرني إذ جاء يوم ولابد أن تضحي بي لأجل المصلحة العامة فهل تضحي بي
ضغطت على حروف المصلحة العامة بسخرية شديدة و كأن المصلحة العامة لا تتم إلا بالتخلص و إيذاء بعض الأفراد.. لجأ آمورو لصمت و لم يبح بحرف واحد.. ففهمت سيرا بأنه سيضحي بها.. فقالت بجمود وهي ترمقه بنظرها وهي تدير رأسها بشموخ فوق كتفها:
- لا حاجة لي بشخص لا يعرف كيف يحميني كما اني لست بحاجة اخ ضحى بفتاة أحبته بصدق.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن