الفصل السادس و الأربعون

481 15 72
                                        

لاحت الشمس في الأفق البعيد تختفي روايدًا و السماء مسبغة بلون الرمادي وخلفه خط ازرق وأرجواني لم يبقى على أول الليل سوى بضعة ساعات، وذلك الأشقر يشير بشوارع ضيقة بوجه يأس، لقد ذهب مذ ساعة إلى مكان إيلينا، العيادة، يدرك ان المنظمة لا تهتم بذاك المكان ولم تداهمه حاول أن يبحث عن أي شيئ يخصها لكنه لم يجد، هل كانت لتلك الدرجة من الحذر والحرص، هل كانت تحشى شر وفجور تلك المنظمة، تملكه الآسى لعدم قدرته على كشف ماض إيلينا، رغب في أن يعرف لماذا الفتاة التي يحبها تشبه الفتاة التي كلفته بلموت بقتلها، ما سر هذا التشابه بينهما بل يشعر أنهما قريبتا قرابة الدم.. وبينما هو شارد إذ بفوهة مسدس يضع على مؤخرة رأسه، في تلك لحظة اتسعت حدقتي عينيه على اتساعهما وتراقصت قزحتيه من الرعب، ارتجف قلبه بين اضلعه، حتى صوت انفاسه كادت تُسمع لولا ان أخذ يمارس تمارين الشهيق و الزفير مع غلق عينيه ليعيد ضبط ذاته، هل كشف، هل جين علم بحقيقته، لكن كيف؟! فهو شديد الحرص بل أشد حرصًا من ذلك الآكاي الذي لم يحسن اختيار من يعملون معه، وبسبب ذلك فضحه كاميل بدون قصد، استطاع إعادة ضبط ذاته ليقول بصوت يبدو أنه متحكم في الأمور وهو يفتح عينيه:
- جين أن قتلتي لن تستفاد شيئًا
- جين؟!
عقد ما بين عجبيه و ارتسمت علامات تعجب على وجه ذلك الصوت، ليس صوت جين، بل صوت رجل غريب، صوت لم يسمعه من قبل.. هنا اضمأن آمورو واستعاد ضبط نفسه بالكامل، رجل عادي يعني يستطيع السيطر عليها، ليردف بنبرة ذات ثقة عاليه لحد الغرور مع ابتسامته الخاصة:
- لا يجوز لك اللعب بالنار فقد
أدار على حين غفله ليلكم الرجل لكمية في معدته جعلته يتراجع لكنه لا يترنح.. وليكمل
- فقد تؤذيك
توقف الرجل برهة وهو يمسك بمعدته وهو يبادل آمورو نظرات تحد.. وقال
- أوووو
ثم يجري نحوه لينضحه برأسه :
- لا تستهن بخصمك
كاد آمورو يسقط و يرتطم بالأرض لكن ركل الرجل بساقه و آخد الأثنين يتصارعان كالثيران، لوهله أومض شرارة في ذهن آمورو فتلك الضاربات يعرفها جيدة إنها خاصة بجيني ولكن جيني قد مات في إنفجار أثناء فكه لأحد القنابل، ليومض شرارة آخرى مستحيلة أيضًا وسؤال في دماغه " هل يمكن أن يكون هو".. نفض رأسه، مستحيل، لقد رأى كل شيء، لقد شهد الرصاصة مستقرة في قلبه بعدما اخترقت هاتفه، مستحيل، لتأتيه الإجابة الصاعقه من فم ذلك الرجل الذي قرأ أفكاره قائلًا:
- بل ممكن زيرو
أصابه الذهول، لابد أنه نائم آلان، هناك ماء تجتمع في عينه تموج وتآبى الفيض، شفتيه ترتعشان، وأخذ يردد غير مصدق ما يحدث كلمة مستحيل.. ليقترب منه ذلك الرجل ويضع يديه فوق كتفيه ويميل وينزل لمستوى آمورو الذي سجى على الأرض غير مصدق، كأنه حمل صخرة ثقيلة.. نظر الرجل في عيني آمورو التي لا تزال تصدق ما سمعت أذناه.. وقال:
- لقد عد من الموت ري، عد زيرو
وضع امورو يديه على أذنيه بقوه، لا يريد أن يسمع شيئًا، أغمض عينيه بقوة وأخذ يعد لعشر، عشر ثواني فقط و سينقشع ويتبدد كل شيء هو يحلم، يظن أنه يحلم، فهو كثير الشوق لشلته تلك الشلة العجيبة و الغريبة كما يدعوه المدرب في أكاديمية الشرطة، فتح عينيه و وجد ذلك الغريب جالس أمامه ركبتيه تلامس ركبتيه وعلى وجه ابتسامة واسعة.. ليقول آمورو
- كيف حدث ذلك
- الفضل يعود لذلك الرجل
اندهش آمورو بما يسمع فما رأه غير ذلك يذكر تلك التفاصيل... ثم يقطب حاجبيه ويقول بنبرة غيظ:
- آكاي شويتشي.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن