الفصل السابع والعشرين

395 12 82
                                    

الفصل السابع والعشرون

استيقظت من نومها منزعجة وفتحت باب غرفتها لتلقي نظرة على ذلك المخبول التي وقعت في حبه، ذلك الرجل الذي كثير القلق عليها، تراه كطفل صغير في نومه، توجهت للمطبخ الذي يعد جزء من الصالة لا تفصل بينه وبين الصالة سوى بار، ذهبت لتصب لها بعض القهوة.. نظرت لثيابها التي ترتديها فكان تشيرتًا قطنيًا ابيض لون وعليه قلب كبير وبنطال قطني ابيض قصير مليء بالقلوب الصغيرة.. تنهدت وهي تتذكر حين أتها الميجين تايكو، كانت في ذاك الوقت منبطحة على بطنها على نفس ذات الأريكة الذي ينام عليها تقرًا بعض مجلات الموضة التي تتابعها وتلفاز مشتعلًا بجوارها، تقلب صفحات المجلة بملل، وكثيرًا ما تتأفأف.. لتسمع صوت رنين الباب، نظرت لساعة هاتفها فكان حوالي الرابعة ونصف، لقد تفاجأت حينما نظرت لساعة كأن الوقت سرقها، ولم تحصل على ساعات كافية من النوم، وعقب رنين الباب، أتاها رسالة لتقرأه "أرجوكي أفتحي الباب ان كنت مستيقظة       شوكيتشي". تمطأت و وقفت ومن ثم ذهبت لفتح الباب، تاركة المجلة نصفها على الأريكة ونصف الأخر متدلي.. فتحت الباب لتتفأجيء بهيئته بدا لها عجوزًا من كثرة الهم والغم، ارتمى على كتفها.. وقال بنبره مبحبوحة باكية:
- أنا متعب.. أريد أن أنام
تفاجئت يومي بقوله لتقل بصوت عالي من الصدمة :
- اااه، تشوكيتشي أتعي ما تقول.
- رجاءاً
قالها وهو يزحف لداخل بينما هي تفسح له الطريق، تنظر له بقلق وتسأل "ما الذي غمه، ما أصابه"
ارتمى على الأريكة بعدما ازاح المجلة لتستقر على الأرض اسفل الطاولة الدائرية.. وقفت يومي قباله.. وقالت:
- ما بك أنت لست على ما يرام
ليبتسم تلك الابتسامة التي كمن يخبرها، نعم لست على ما يرام هل أحد يهتم.. كان المكان يعمه بعض الفوضى، أكياس من التسالي ملاقاه هنا وهناك، زجاجات من المشروبات الغازية.. أخذت يومي ترتب المكان بينما شوكيتشي أخذ يشرب زجاجة كحولات من النوع كير..
- الخامسة
لفظت بها يومي التي كانت تحسب له عدد الكؤوس الذي يشربه وما أن صب الكأس السادس وقربه لفمه وجد يومي تسحبي منه.. وهي تحدجه بنظرة لوم وعتاب.. بنبرة صارمة:
- يكفي
لم يفعل شيء سوى الاستلقاء على الأريكة الناعمة الواسعة، لينام فجأه مما أثار دهشتها..لتقول بدهشة:
- لقد نام!!
أفاقت حينما سمعت صوت زمزءة، فرأيتها يتململ.. ابتسمت. فتح عينيه ليرى السقف الوردي كان سقفًا ليس أبيضًا يل يشوبه لون الوردي، تجول بعينيه ليجد طاولة زجاجية دائرية في جزءها السفلى مجلات تصويرية ومجلات عن الموضة، تلك الطاولة تقف على سجاد بيج لون مربعة، طويلة التيلة.. ها قد تذكر أنه جاء ليلة أمس عند صديقته الحميمية، فرك عينيه و وجه، خلل أصابعه بين شعره ليسحبه للخلف.
- صباح الخير تشوكيتشي
ابتسم لها و رد تحيتها:
- صباح الخير يومي تان
لكنه سرعان ما صرخ من الألم حينما امسكته من أذنه لتشده بقوة..ليقول بصراخ:
- أتركي أذني، أذني
تركت أذنه دافعة ياه بخفة، لتنظر له بعيني ضائقتين كحيوان متربص وقالت:
- أخبرني ما الذي حدث يوم أمس
أستقام واقفًا وهندم نفسه، فهو لم يبدل ثيابه فلقد نام بنفس الثياب الذي جاء به.. قال معتذر:
- أسف يومي تان.
اثار جملته تلك إنزعاجها، فليس تلك الأجابة التي تريده منه.. قالت:
- شوكيتشي.. ليس هذا ما أريد سماعه.
كان منحني عند الباب في الممر، يربط رباط الكوتش الذي يرتديه.. وقف قبالها واضعًا يديه على كتيفيها..لثواني معدودة لم ينطق بحرف سوى يتأمل سوى وجهها التي تعلوه الانزعاج ممزوج بالاستغراب، وبحركة مباغته ساحبها لترتمي بصدره وضعت كفها على صدره العريض لتدفعه بعيدًا، لكنه كان مستحكم طوق ذراعيه عليها....قال بهمس:
- أسف يومي تان لا أستطع أخبارك، لكن ثقي بي.. لن أقوم بأمرًا يؤلمك.
لمست صدقة من دقات قلبه لكنها تشعر ببعض الضيق، فحبيبها يخفى عنها أمرًا وبما أنه لم يصارحها فذلك يعني أنه يخفي أمرًا خطيرًا.. دفعته بعيدًا عنه بعدما أرخى شدته عليها.. قالت بنبرة حازمة تخفي قلقها وانزعاجها:
- اسمعني تشوكيتشي لقد تأخرت عن عملي ولا أعلم كيف أذهب وأنا لم أحصل على ما يكفيني من النوم، لكن أن أرد تخبرني عما تخفيه عني ساستمع له جيدًا، بل ستجدني أفضل مستمع ورفيق.
دارت ظهرها له وتركته ذاهبة لغرفتها، ليشيعها بعينيه و على شفتيه ابتسامة تنم عن سعادته، فهو يري يومي افضل رفيقة له وأن كانت مجنونة بعض الشيئ.
خرجت من منزلها بعدما بدلت البيجامة بالزي الرسمي لشرطة المرور.. لتتفأجيء برحيله.
________________________________
الساعة الثانية ظهرًا.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن