الفصل الخامس و السادسون

324 12 31
                                    

بعدما خرجت تلك المتقلصة أخذ سوبارو برقبها بعين أكاي عبر النافذة المطلة على الشارع و هو يتحدث عبر السماعات لكاميل يخبره فيه أن يراقب الصغيرة ليحيميها من أي خطر قد يلحق بها و ينبأه بتحركاتها كي يأتيها فور إذ استنبط من خطر ستسقط فيه، وفي أثناء مراقبته لها لمحها تقف على مقربة شديدة من سيارة بيضاء وحين دقق النظر ابتسم إذ هو يعلم صاحب السيارة لكنه ابتسم لفطنته التي فطن إليها فهو عرف أن آمورو يراقب منزل الدكتور أغاسا وهذا احتمال ضعيف، فذاك الأشقر يعلم ان سوباروا هو أكاي ولم يخبر المنظمة عن سره وحقيقة ان أكاي حي يرزق ولو كان فعل لفعل مذ زمن بعيد، و كأن هناك اتفاق سري للغاية عقداه الاثنان دون يدريا ان كل منهما سيحمي الآخر بخفاء سره و أن على كل واحد منهما لا يتدخل في عمل الأخر و نطاقه ويدرك أيضًا أن الأشقر بصفته باربون يبحث عن شيهو كي يقتلها أو يسلمها للمنظمة لكن خطة كونان اي سينشي في تزيف موت شيهو بالاستعانة بكايتو في التنكر على هيئتها قد نجحت واقنعت المنظمة أن شيهو قد ماتت ومع ذلك هناك سؤال يدور بعقله هل حقًا اقتنع باربون بتلك الحيلة، فهو يدرك ان باربون يملك حدسًا عالي و ذكاء شديد يكفي اذ شك بأمر مجرد شك ولو كان كالشعره لبحث حوله حتى يثبت صحة شكه و العكس وعلى الرغم من تلك الاحتمالات بقي احتمال اقوى من الاحتماليين الأول إلا وهو أن ذاك الأشقر ذو البشرة السمراء يراقب سينشي يبدو أن لديه شكوك حول سينشي وماهيته ويدرك سوبارو ان الذي بداخل سينشي هو كايتو الذي في ذلك الوقت يتحدث لسينشي الحقيقي و يأخذ منه ادق التفاصيل عن حياته و يدرس حركاته حتى يقلده تقليدًا احترفيًا كممثل يجعل الشخصية تتلبسه والحق يقال لا أبرع من كايتو في تمثيل سوى بلموت، كيف لا يكون هكذا و اباه شويتشي كوروبا و التي تلمذت على يداه كل من شارون والتي هي فيرموث بالإنجليزية ويلفط بلموت باليابانية و يويكيكو والدة المتحري الشهير و ابن امرأة عرفت في مجال النصب بذات الالف وجه فلا غريب أن ابنهما كايتو يملك قدرات ابيه و أمه ويكون اللص الشبح الساحر و يعبث بالشرطة كطفل يعبث بدمية و يُلقب ذاته بكايتو كيد اي كايتو الطفل الصغير.. ابتسم سوبارو و ضغط على زر بطوق مغير الأصوات و هو ينسحب من أمام النافذه بظهره للخلف و لقد لمح آمورو تحرك الستارة من نافذة منزل الدكتور أغاسا ومن ثم نظر ليجد سوبارو يسير نحو... ليقول بصوت آكاي:
- هل ترغب بشرب فنجان من الشاي
لاحت ابتسامة شامتة على شفتي آمورو و قال بنبرة تحوي سخرية على وضع سوبارو :
- ينطبق عليك مثل خرج القط ألعب يا فأر
يدرك أكاي ما يرمي به آمورو يعلم أن عاجز تمام العجز في كشف حقيقته أمام تلك الصغيرة والتي يدرك اذ رأته لن ترى أكاي بل ستراه داي عضو المنظمة الوضيع الحقير الذي استغل اختها و تركهها لرصاصة جين التي كانت أكثر رحمة منه، فتلك الرصاصة أرسلتها للحياة الأخرى اما هو تركها تتعذب بحبه َ تحيا على أمل الزواج به، أمل و وعدًا كان سينفذها بالفعل اذ نجحت بالمهمة.. هو لم يغفر لنفسه ما حدث مع أختها و التي اتخذها حبيبة هو لم يغفر لنفسه استغلالها رغم ادراكه إنها تعلم حقيقته و اختيارها لناره عن جنة المنظمة عسى تكون ناره جنة و جنة المنظمة نار.. و مع ذلك هو عاجز و خائف لو علمت شيهو إنها تسكن مع متسبب قاتل اختها يدرك إنها لا تلوم داي ولا تقع كل اللوم عليه بل هي أيضًا السبب في موت اختها، سواء كان داي موجود أو لا فالمنظمة كانت ستنهي حياة الأخت الكبرى كي لا تبعث بعقل الصغرى و تأخذها منهم لكنه تلومه و تكره أعضاء الاف بي اي لعجزهم عن حماية حياة اختهم و وضعها في حماية الشهود.. و على ابتسامة و هو يرد على آمورو:
- يبدو ذلك...
ثم ولى ظهر له وهمّ ان يتركه ولكنه قال:
- تستطيع أن تأتي لشرب الشاي أذ لديك وقت فراغ
فتح أمورو باب السيارة و انزل قدم و تبعتها الأخرى ومن ثم خرج من السيارة يتمطع و هو ينظر لسماء الزرقاء التي بدت صافية عدا من بعض الصحب.. و قال:
- أرجو أن يكون شايك جيد
حرك سوبارو كتفيه وهو معطي ظهره لآمورو وقال بصوت أكاي:
- عليك تجريبه كي تحكم بنفسك
ثم دفع الباب الحديدي و دلف لمدحل المنزل والتي هي ساحة فارغه به صفان من الأرض الخضراء يتوسطها طريق مرصوف كي تمر عليها السيارة و تبعه آمورو الذي يسير خلفه و هو يتأمل المنزل و هو يقول:
- اعتقد أن تلك المرة الثانية او الثالثة ادخل به هذا المنزل لكن لم يسبق لي أن تأملته من الداخل
- لك فرصة في ذلك
- ألا تخشى أن أخذ شيئا تسبب لك في ضرر
- أعلم أنك اذ ارد ان تلحق الضرر بنا لفعلت و لكنك لم تفعل
ثم صمت برهة وهو يدفع باب المنزل وقدم ساق و آخر ساق وقال بنبرة خاصة و هو ينظر لعيني آمورو و بعيني أكاي و قال بصوته الحقيقي :
- أنت لا تستطيع أن تلحق الضرر بأختي
ضيق عينه و أكمل مردفًا:
- أليس كذلك زيرو
لمح آمورو نبرة تهديد من صوت أكاي و قال:
- هل تهديدني أكاي شويتشي
رجع أكاي ظهره و نظر فوق كتف آمورو و قال وهو يدخل :
- نحن على الباب
دخلا المنزل و اغلق الباب خلفه و قال موضحًا :
- لا لم اهددك لكن أدرك بحق أن لا تستطيع أن تضر ماسومي
- ومن اين لك بتلك الثقة
أشار سوبارو نحو قلب آمور:
- هذا
لاحت ابتسامة على الزوية اليمنى لشفتاه زيرو وقال:
- حقًا ألا تخاف أن اكون بستغل أختك أكاي كي أتخلص منك
اجابه بثقة وقال:
- هذا يستحيل فورويا لا تظنني غافل عن امرك فأنا استطيع رؤية تلك النظرة التي تراه لاختي حين تلمحها.. كأنك ظمأن وسط صحراء وفي يوم صهد و اختي ماء عذبه تروي ظمأك ام انك لا ترى حالك
صمت آمورو برهة و قال :
- كيف عرفت تلك المشاعر إلا إذ انت أيضًا واقع في الحب
مثل سوبارو الامتعاض وعلى محياه و قال مستنكرًا و كاذبًا :
- مثلي لا يقع في الحب
تجاهل آمورو كلامه و سأله:
- هل هي رفيقتك الأجنبية التي تعمل معك أم فتاة آخرى
تمنى آمورو ان آكاي يكون واقع في حب شيهو التي يعدها اخته في يعلم ان شيهو هي هايبرا ولكن يريد التأكد ومع ذلك تمنى لذاك الأكاي يغرم بشيهو و يصبحا يتواعدان ولا يدري لماذا.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن