الفصل السابع والثامنون الجزء الثالث

240 7 17
                                    


طويت صفحة الليل بكل ما سطر فيها وحل بدل منه صفحة الصباح، فالليل والنهار متعاقبان إلى حين أن يفني الكون.. الساعة تشير للعاشرة كما تشير تلك الساعة المعلقة في المطبخ، كان يعد لتوه فنجانين من الشاي، فنجان لنفسه وآخر لأخاه الأصغر المرتبك الجالس في منتصف الأريكة، الذي يسند مرفقيه على فخذيه ويدفن رأسه أو بالأحرى يضغط على جانبي وجه بيديه.. قدم سوبارو الشاي لشوكيتشي وهو يتفحصه بنظرات جانبيه ثم قال بنبرة به بحة:
- ماذا حدث
رفع شوكيتشي نظره وقال:
- ما بالك صوتك يبدو أنك مستيقظ لتوك
أمسك سوبارو بفنجانه ورفعه نحو فمه وقبل ان يلثم شفاه حافتها قال :
- بل مستيقظ مبكرًا لكن هذه أول مره اتحدث فيها معك
أمأم شوكيتشي ونطق قائلًا:
- أمممم يبدو أن الدكتور وتلك الصغيرة ليست هنا
ألتفت سوبارو نحو النافذه التي تطل على منزل الدكتور وقال وبسمة تزين ثغره:
- لقد ذهبوا لتخيم
- أخي متى ستعرف تلك الفتاة انها ابنة خالتنا
طأطأ سوبارو رأسه ثم استدار لأخيه، لا يعرف متى ينبغي أن تعلم وأيضًا الوقت ربما ليس مهمًا بقدر الكيفية بل كيف تعرف.. يدرك تمامًا ان امه متقلصة بفعل العقار و أيضًا الشخص الذي أحل شوكيتشي محله قد مات بفعل العقار، نعم فهانيدا كوجي قتل بفعل العقار وتبنت عائلة هانيدا شوكيتشي كي يحل محل ابنهم، فماذا تفعل تلك الفتاة أن علمت كانت سببًا في تشتت العائلة وإنها كادت تكون سببًا في موت خالتها، وأيضًا ربما تظن أنهم يرغبون أن تشعر بالندم نحوهم وأنهم يستغلونها... فقال:
- لا أدري.
ثم سكت برهة وتابع:
- لا تنسى أننا لم نكن في حياتهم قط من قبل
لم ينطق شوكيتشي مباشرًا بل ارتشف رشفة من الشاي وقال وهو يطالع الشاي:
- أخبرني يا أخي لماذا لم نعرف عنهم
ثم رفع وجهه ليناظر وجه أخيه فوجده لم يحرك ساكنًا ولم يبدي تعبيرًا وتابع يقول :
- ألم ترى خالتي قط وانت صغير
زم سوبارو شفتيه، يعصر مخه، هل رأى خالته، هو قد قابل ابنة خالته أكيمي واقترب منها ولا ينكر انه أحبها بسبب اهتمامها به وحبها له وإنها ستضحي لأجله، حتى بعد علمها بأنه يستغلها، لكن ذلك كان دون أن يعرف بأنها ابنة خالته لكن هل رأى خالته، هل سبق ورأها مثل فوريا ري، علم من ري في أحدى المرات الفائته حين سأله عن اهتمامه بأمر هايبرا ولماذا يرغب بالتقرب منها وحمايتها فما كان إلا أن يجيبه ذلك الأشقر "لأنها أبنة تلك الطبيبة التي طالما أحب روؤيتها وأعدها أختًا لي".. ارتشف رشفة من الشاي وهز رأسه نافيًا وقال:
- لا أظن أنني رأيتها قط
ارجع هانيدا ظهره للخلف مسندًا إياه على الأريكة بأريحية قائلًا:
- ولا أنا
ثم أطلق تنهيدة وتابع :
- ألا ترى أننا أغرب عائلة
نظر له مستفهما ثم تدارك ما يرمي له أخوه، فالحق يقال أنها عائلة عجيبة لديه خالة وزوج خاله وابنتيها كانو أعضاء في منظمة وهو عميل في مكتب فيدرالي وامه تعمل في المخابرات البريطانية مع والده و أخاه تبنته عائلة أخرى، ورابط بينهم بعيد عن علاقات الدم والتبني، عقار سام يقتل دون ترك أثر لكن له أثار أوليه صنعته خالته وزوجها وطورته ابنتهما الصغرى شيهو ميانو التي هي تقلصت بفعله رغم هدفها أن تلحق بأختها وكذلك تقلصت أمه وصارت أخت خارج النطاق لأخته الصغرى وبدل من تكون أخته ماسومي أكاي صارت ماسومي سيرا، أما أخيه فبعد أن أجبرت المنظمة كوجي يتناول العقار فمات من اثره وبعدها ذهب والده لأمريكا طالبًا من السيد كوجي ليحقق في قضية مقتل ابنه اختفى من الساحة فلا يدري أحدًا في أي أرض هو، وحل أخيه محل كوجي بسبب مهارته وذكائه في لعبة الشوغي.. نعم عائلة عجيبة فرق شتاتها، فهل سيأتي ساعة تجمعهم و لمّ شملهم... هل من الممكن التغاضي عن الماضي بكل فصولها وأحداثها.. رفع سوبارو بصره وقال مغيرًا للموضوع :
- دعك من هذا أخبرني ما سبب مجيئك
قد تناسى شوكيتشي سبب قدومه وأخذته الحديث حول عائلته بعيد عن سبب مجيئه فقال مبالغًا:
- انا في ورطة يومي تان تريد مقابلة عائلتي
- ماذا في ذلك
رمش شوكيتشي عدة مرات مستغربًا رد أخيه الغير مبالي، هل هو يعي ما يقوله فقال مستعجبًا:
- أخي ما بك هل نسيت أن أمي متقلصة
ضرب سوبارو جبته قائلا:
- حقًا ذهب عن بالي
لينظر له اخوه بمكر وقال:
- يبدو هناك من يشغل بالك
- ليس كما تظن ودعنا نفكر في حل لك
- حاضر حاضر.

_________________________________

- وصلنا أنسة
أفاقت ران من شرودها على صوت السائق، فقد كانت شاردة في حديثها مع والدتها صبيحة هذا اليوم عبر الهاتف، في ذاك الوقت كانت "إيري" تجلس على مكتبها تتطالع بعض أوراق قضية ما حين هاتفتها صغيرتها
- مرحبًا ران، كيف حالك
- بخير أمي.. وأنت؟!
- بخير.
لامست "كيساكي" توترًا في صوت صغيرتها.. مما دافعها لتسألها
- هل حقًا أنت بخير
ابتسمت  بقلة حيلة مع هز كتفيها، تدرك تمامًا أن أمها ستفطن إلى أن هناك أمرًا تخبأه..لم تجيبها بل أثرت السكوت وهي تتنهد.. لتقول "إيري" :
- هل الأمر متعلق بذلك الكودو
تأفأفت حيرة وكأن هناك ثقل على صدرها وأومأت مع إصدار صوت أمأمة:
- نعم
- ماذا؟!.. هل تحدثتي معه
خشيت إيري أن ران تعجلت و واجهت كودو بنفسها.. لكن ران سرعان ما نفت قائلة:
- لا لكن اليوم سأقابل سيرا سان
عقدت "كيساكي" حاجبيها استغرابًا.. اردفت قائلة:
- سيرا سان؟!
- إنها الفتاة المستجدة التي قابلتها أول مرة في أحدى الباصات
- اه تذكرتها تلك الصبيانية
نهضت "إيري" من مقعدها متوجهة إلى أرفف الكتب لتسحب أحدى كتب القانون
- أخبرني لماذا تلك الفتاة بالذات
صمتت "ران" برهة قبل أن تردف قائلة:
- لأني تذكرت ما قالته لي من قبل..
اردفت "إيري" بدهشة وتعجب، حاشرة الهاتف بين كتفها وأذنها:
- ما قالته لك من قبل؟!
- نعم.. فقد سألتني عن هل اذ اختفى سينشي يظهر كونان والعكس.. لذلك أظن أنها تعلم
- على العموم كوني حذرة
- لا تخافين لن يحدث شيء أكثر مما أنا فيه أمي.
ارتجلت ران من سيارة الأجرة، شاخصة بصرها نحو السماء الزرقاء الصافية...شمس الظهيرة تتوسط السماء، تنهدت ران وهي تزيح خصلة وهمية لخلف أذنها، خطت أول خطوة لقطع الطريق لتصل الطرف الثاني حيث المقهى الذي اختارته برفقة سيرا ليتقابلا فيه.. فهي أرادت مقابلتها بمقهى بعيد عن وكالة التحري.. بينما سيرا تجلس داخل المقهى تقلب صفحات كتاب ما لتضيع الوقت إلى حين تأتي لها ران، عقلها مشغول بأمر هل ران حقًا عرفت شيئًا حول سينشي..يحيرها اهتمام ران المفاجئ للعقاقير، قد أخبرت أمها المتقلصة عن هذا.. فما كان من والدتها إلا أن تحذرها قائلة:
- عليك أن تحذري منها
ندت منها ابتسامة، تدرك أن والدتها حذرة بشدة لو بإمكانها الأختفاء وان تخفيها معاها لفعلت.. والدتها حذرة حتى من أولادها.
دلفت ران داخل المقهى الذي يتسم بطابع خاص يبعث على الهدوء والراحة.. كأنه مخصص لأولئك الذين يفرون من ضجيج الحياة باحثين عن الركن الهادئ فيه.. توجهت نحو سيرا بعدما لامحتها، سحبت كرسي قائلة:
- هل تأخرت عليك
اردفت بابتسامة وهي تشير للجلوس
جلست ران أمام سيرا التي قالت:
- ما رأيك أن نطلب شيئًا نتناوله
-حسنًا لا بأس.





تنويه المشهد الاول قديم لكن رأت ان مكانه هنا افضل... والمشهد الثاني ساقطعه بمشهد صغير وسأكمله"

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن