الفصل الخامس والثامنون

325 11 17
                                        

الساعة العاشرة مساءًا هكذا كانت تشير عقارب الساعة في غرفة تلك المتقلصة ذات الشعر البني المحمر، كانت الغرفة ما هي إلا الغرفة التي أتخذها سوبارو غرفة له حين قضيَ شهرًا معها في المنزل، أضواءها منطفئة عدا الضوء النابع من (الأبجورة) القابعة الكميدينو الذي بين السرير والشازلونك، كانت تجلس على الشازلونك الذي بأسفل النافذة.. و دجى الليل يطل من خلف النافذة والسماء الدامسة تترصعها النجوم، وهي آنذاك الوقت تقرأ أحدى روايات شارلوك هولمز تلك المرة لا تقرأها بملل بل بحماسة وإن لم تكن مثل عشاقه، يبدو أن هناك بوادر ألفة بينها وبين روايات شارلوك هولمز شرعت تتكون أو ربما دافعها أن تحب ما يحبه ذلك الرجل الذي ينبض قلبها له.
في منزل موري والذي يوجد به وكالة التحري، كانت ران تذرع غرفتها ذهابًا و إيابًا قابضة بيمنها بهاتفها وكان قريبًا من فاها، يظهر من هيئتها أن عقلها مشغول بأمر ما وذلك الأمر هو ماذا تقصد سيرا بهايبرا حين سألتها، هل هناك شخص يمكن يشرح لها ما حدث لخاطيبها..تعلم ران أن هايبرا فتاة ذكية تتصرف الكبار، لكن هل يعقل أنها مثل خاطيبها، لوهلة ومض في عقلها ذكرى فقد تذكرت تلك الفتاة التي وجدتها في منزل كودو، شيري كما عرفت عن نفسها.. كانت تلك الفتاة وهايبرا متشابهتان لدرجة كبيرة فهل هما نفس الشخص أما شخصان مختلفان.. جلست على حافة السرير وساقيها يهتزان.. نظرت لشاشة هاتفها بوجه قابض ونظرة تحد.. سوف تتأكد بنفسها لكن كيف لا تدرك.
أنهت هايبرا قرأتها لرواية شارلوك وهمت بغلق ضفتي الكتاب وما ان اغلقته حتى بدأ شاشة هاتفها بالوميض لتقرأ اسم "ران" عقدت ما بين حاجبيها باستغراب وقالت في تعجب وهي تصغط على زر الفتح:
- ما الذي تريده ران سان مني في ذلك الوقت
أتاها صوت ران متزن و ودود:
- هايبرا سان كيف حالك
- اه بخير وانت
- بخير، هل ستأتين عيد ميلاد سيرا تشان غدًا
تفاجأت هايبرا بأمر عيد ميلاد سيرا رغم علمها يبدو أنها نسيت تمامًا لتقول بحيرة طفيفة:
- عيد ميلاد سيرا سان غدًا؟!
لتردف ران بدهشة:
- ألا تعلمين ذلك، ألم يخبرك كونان
لترد هايبرا بسرعة نافية:
- بلى لقد أخبرني لكن يبدو أن الأيام تجري بسرعة البرق.
- لديك حق
سكنت ران لوهلة ثم قالت :
- الحقيقة لقد اتصلت بك لأنني أريدك معي وأنا أنتقي هدية لسيرا، فقد أخبرني كونان أن لك ذوق رفيع
رغم أسعدها كلمات ران إلا أنها زوت شفتيها وعلى على صفحة وجهها تعابير الدهشة فهي لا تدرك ما نوع الهدايا التي تعجب سيرا حيث أن سيرا ليست كبقية الفتيات ومع ذلك قالت:
- يسعدني ذلك ران سان و انت أيضًا تعنيني على اختيار هدية فأنا إلى الآن لم أجلب أي هدية
انهت ران اتصالها وهي تودع هايبرا عبر الهاتف وبعد أن أكدت عليها أنها ستمر لتأخذها قرابة التاسعة صباحًا حيث يشترون ومن ثم يجهزون لعيد ميلاد، غدًا سوف تتأكد من هل هايبرا طفلة عادية أم ماذا.

الساعة الثانية عشر صباحًا بأحدى فنادق طوكيو.

شرعت ميري بتحريك رقبتها وتدليكه لكي تفك عضلاته حيث كانت مصوبة نظرها أمام حسوبها تقرأ تقارير خاصة بعملها ومن ثم نهضت من على الكرسي القابل للطي، طوته وادخلته في مكانه المخصص، ثم أخذث تتمطى كي تفك عضلات ظهرها، فهي لها زمن جالسة أمام الحاسوب تنتظر تقرير ومعلومات من الاستخبارات ومعاونيها تلك المرة ليست كلها خاصة بالمنظمة السوداء بل متنوعه لها علاقة بالشؤون الخارجية للانجلترا، تثأبت فقد أحمر مقلتيها من قلة اليوم، اغلقت حاسوبها المحمول ومن ثم وضعته في مكانه المخصص، الدرج الثاني المتواجد في الاريكة و طوت المكتب وارجعته على الحائط المجاور لأحدى ضفتي الشرفة، ليتحول لدولاب به ارفف صغيره تكفي لوضع تلك الانتيكات الصغيرة، أطلت نظرة على الشرفة ودلفتها مازالت تراقب تلك الشقة التي تقع على مرمى بصرها، لقد علمت من تحقيقاتها ان تلك الشقة أهلها مهاجرين ولم يسكنها احد إلا شاب من قرابة سنة أو أقل، لكن يبدو ان الشاب لا يجلس في البيت كثيرًا حيث أن أغلب الوقت شرفتها لم يفتح قط، شعرت ميري بأن النوم يداهمها فتثأبت وتوجهت للحمام كي تأخذ دوشًا تزيل عن نفسها وجسدها تعب اليوم بأكمله، اليوم عيد ميلاد صغيرتها، سوف تسعدها.. فتحت صنبور الماء ليبدأ صوت الوش النابع عن نزول قطرات الماء بل خطوط متقطعه تضرب على الأرض فتصدر صوت اشبه بالطقطة السريعة، نزعت عن جسدها الثياب ودلفت تحت الماء الدافئ، هي خلاف ابنتها التي تحب الاستحمام بماء بارد مثلج، كبرت أبنتها كبرت أتمت الثامنة عشر، كبرت بسرعة أمام عينيها وكلما كبرت تخاف عليها وذلك بسبب تهورها واندفاعها، دائما تدعو الله ام يبعدها عن عيون المنظمة تحشى أن تعلم أي شيء بخصوص المنظمة فتندفع ان تبحث وتفعل مثل ما فعل أخيها وأبيها، فهنا وربما ستنهار لعدم رغبتها بتكرار السيناريو و رغم ذلك لن تمنعها عن الأختيار لذلك تتمنى ان ابنتها لا تعرف إلا بقدر يسير لا يعينها على الالتحاق بهم.  المهم أنها ستحتفل بعيد ميلاد صغيرتها التي أكملت ثمانية عشر عامًا.. أقفلت صنبور الماد لقد تعبق الحمام بالبخار، جففت جسدها الصغير المتقلص ومن ثم لفته ببشكير.. توجهت لغرفتها التي تشاركها مع ماسومي حيث كل منهما على سرير، لقت نظرة على ابنتها وهي ترطب شعرها الأشقر المموج كموج البحر الهادئ، لتجدها تغوص في النوم وثوبها يكشف عن بطنها، نائمة بعشوائية وكأنها تتعارك مع شخص ما فوق كل هذا تجدها تنام بعرض السرير رغم أن وقت نومها نامت بشكل معتدل لكن يبدو أنها تلف السرير كلها، تدرك أن الصباح سينتهي الأمر بسقوط ابنتها على رأسها عقب رنين الهاتف لقد اعتادت على ذلك الأمر، تنهدت وهي تمشط شعرها، فكم رغبت أن ترى صغيرتها أنثى ولديها حبيب ومع ذلك لاحظت أن هناك فترات ترها أنثى وترتدي ثياب كفساتين رقيقة تبرز جمالها و أنوثتها و تلمحها شاردة بعض الأحيان، تارك تجدها ساهمه والابتسامة تملذ شدقيها وتارة تجد الحزن يحط على وجهها فقد تلاحظ وتشاهد، فهل ابنتها وجدت شابًا تحبه، بالتأكيد لن تسألها فهي ترغب أن أبنتها تأتي لتحكي لها، ترجو ان يكون شابًا أهلًا لها ولا يكون خطيرًا... أرتدت ثيابها بعدما فكت البشكير من حول جسدها ومن ثم توجهت لفراشها لكن قبل التوجه ألقت نظره على صغيرتها تتأمل ملامح وجهها و تطبع قبلة جانية على جبينها.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن