الفصل الخامس والثامنون الجزء الأول

213 9 25
                                    

أحدى فنادق طوكيو- الساعة الثالثة فجرًا

ما هي إلا سويعات قليلة ويتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.. ولم تنم بلموت سوى ساعتين فقط طوال الليل إذ كانت تنهي بعض مهمات المنظمة بالإضافة لكونها ممثلة امريكية لديها معجبين يرسلونها وينبغي أن ترد على رسائلهم.. كانت متكئة على ظهر سريرها ممدة ساق و ساقها الأخر مثني.. تأففت من وضعها فقد حاولت أن تستأنف النوم.. لم تكن إضاءة الغرفة قوية بل كان برتقالية بشكل حالم كأنها إضاءة شمعة، أنزلت ساقيها من على حافة السرير لتتلمس قدميها نعومة السجاد لتعبث بها بصابع قدميها، تحب شعور تدغدغة أصابعها وهي تفركها في السجاد طويل التيلة، أدارت رأسها نحو الكوميدينو الكامن بجوار السرير إذ عليه ثلاثة كوؤس من الويسكي تجرعتهم على فترات، تنهاضت بتكاسل وهي تجمع خصلات شعرها الأشقر المتمواج الذي تراه مشعًا تحت أثر الضوء الخافت في كعكة فوضاوية.. لتسير نحو براد صغير خاص بالمشروبات الكحولية. جثت بلموت على ركبتيها وفتحت باب الثلاجة وأخذت تنظر بتمعن لزجاجات الخمر يوجد خمس أنواع منها جين، فودكا، شيري، باربون، راي.. تناولت زجاجة شيري وتفحصتها بعيني ضائقتين ولاح على شفتيها ابتسامة خاصة واردفت
- هل يعقل
تذكرت ذاك اليوم الذي مضى والذي على إثره ضمت شيهو ضمن مقتنايتها أو ما تطلق عليهم كنزها.. صارت شيهو ضمن ذلك الكنز و أوصت باربون بحميتها مقابل حماية سيرا الفتاة الصبانية التي حين أحبت أحبت رجلًا خطيرًا وأيضًا عدو أخيها، لم تعلم بلموت إلا ألان أن الأمور بين باربون وعميل الاف بي أي تحسنت وصارت كالسمن والعسل وإن كان هناك بعض الشوائب.. تمعنت مرة أخرى لزجاجة لكن بعقل شارد وبدت كلام الزجاجة تمور إذ بها شردت لذلك اليوم الذي اطلق عليها رصاصات من مكان خفي في الغابة.. عقدت بلموت ما بين حاجبيها وهي تعيد زجاجة شيري مكانها وهي تحاول تتذكر من أطلق عليها الرصاص للأسف لم تره بشكل واضح بل رأت ظله فلم تتبين هيئته وملامحه رغم ذلك تدرك أنه رجل بسبب الصوت، ذاك الصوت الذي لم يكن غريبًا لكن صاحبه لم يكن حاضرًا ذهنها قط.. عادت تفكر بصاحبه الشعر المموج كموج البحر ذات الشعر البني المحمر وحول كيف أمكن لها معالجتها دون أن يساورها ذاك الشعور المقيت حين يكون أحدى أعضاء المنظمة قريبون منها.. سحبت زجاجة جين و استقامت لتردف قائلك وهي تحمل الزجاجة :
- هل يعقل أن تلك الفتاة لم تعد خائفة من المنظمة ام ذلك الشعور تلاشى.
تمنت ألا يتلاشى ذلك الأحساس منها فجين يشك بأن هناك مؤامرة حيكت من قبلها هي وباربون وأنهما عملا فيلم لينقذا شيري، صبت كأسًا وأطلت لنافذه لترى طوكيو ليًا فبدت هادئة كطفل نائم بعد يومًا من المرح واللعب.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن