الفصل الواحد الخمسين

389 13 45
                                    

فتح سوبارو باب غرفته التي يشاركه مع شيهو المتنكرة بهيئة ساكورا ليجدها تجلس على طرف السرير بثياب فضفاضة قطنية، ضامة ركبتيها و ساندة ظهرها على ظهر السرير، يفصل بين ظهرها وظهر السرير خُديدتين، واضعة كتاب على حجرها تقرأه بعينيها الخضراء لم تكن ترتدي القناع فهي تريد أن تريح وجهها من التنكر، وما أن تنهي من قراءة الصفحة تقلبه لصفحة جديدة، لم تكترث بوجوده ولم تلتفت له بطرفة عين، بل مشت بطرف أناملها على حافة الورقة الحادة لدرجة أنه تسبب لها بجرح جديد، ذلك لان ورق الكتاب جديد، حافته حادة كنصل السكين، وضعته في فمها لتمتص الدم، بينما كان سوبارو ينزع ساعته من معصم يده وهو يعطيها ظهره، ثم خلع جاكته وأخرج ثياب له وبالطبع هو لم ينسى أن يخرج تي شيرت قطنيًا باللياقة تغضي العنق، أخذ ملابسه ودلف الحمام ليلغق الباب، وترفع هي عينيها وتنظر نحو باب الحمام، ثم تعود للقراءة، تبدأ ساقيها يتأرجحان يمينة و يسرى هما مثنيتان بزاوية منفرجة تشكل مع سطح السرير الأفقي مثلث بزاوية أزيد من ٩٠ درجة، تهز ساقيها في حيرة هل تقوم لترك السرير لذلك الرجل أم تظل و تتمسك بالسرير كحق لها سبقته هي فيه ولا يجوز التنازل عليه له، وعليه هو أن يجد مكانًا آخر. عشر دقائق مرت وخرج سوبارو و المنشفة على رأسه، مرتديًا تيشيرت بلون السماوي و بنطال فضفاض لونه كافيه له رباط في منطقة الحزام، كان يولي له ظهره، لكنه حين يحرك عينه لزاوية يرها، فحرك عينه لزاوية اليسرى فوجدها منكسة الرأس تنظر للكتاب، أنهى تجفيف شعره، وتحرك نحو الفراش، جلس على طرفه ثم رفع ساق و وضعه على السرير و كاد يرفع الأخرى مثل سبقتها لكن شيهو نزلت ساقيها على الأرض بعدما وضعت الكتاب على الكوميدينو الذي بجوارها، وهمت أن تنهض تاركة السرير له، لكنه أمسك بعصمها بقوة، مانعة إياها بالنزوح والرحيل، حاولت تفلت يدها من يده بمحاولات لاجدوى منها، آمارات الامتعاض بدت على وجهها، ظلت تشد بقوة و هو يزيد في الضغط والوثاق على معصمها
- أترك يدي
صرخت بتلك الجملة هي تجذب يدها بقوة، ولو أنه أفلت يدها لرتمت و ارتطم مؤخرة رأسها بزاوية الطاولة الصغيرة والتي تبدو ثقيلة حقًا ربما مصنوعة من الرخام، لتستسلم وتجلس نصف جلسه على حافة السرير و تتسطح، حيث ساقيها على الأرض و نصف ظهرها بالطول على حافة السرير و النصف الأخر خارجه عالق في الهواء وهو يمسك بمعصمها أم هو فساق ممدوة على السرير و أخري على الأرض، وظهره بالكامل على السرير.

لم يستطع النوم على فراشه الأرضي، اخذ يتقلب حتى أنه افترش الأرض وتوسد الفراش، تلك الجملة التي قالتها باربون ترن في ذهنه كالناقوس.. استلقى على ظهره و وضع ذراعه فوق جبينه وشرد في تلك اللحظة.
- تلك الفتاة مازالت تقابلها أليس كذلك
قالتها بلموت و هي تمص عود سيجار رفيع للغاية وتنظر له بتفرس، ليقبض على المقود كأنه يقبض على زمام نفسه و يصطنع الجهل والغباء.. ليقول وهو يحرك زاوية عينيه جهتها دون أن يحيد رأسه عن الطريق
- عن أي فتاة تقصدين
اطلقت بلموت ضحكة خرجت من النافذة و صدحت حتى أن الهواء كرر ضحكتها كصدى صوت
- باربون
ألتفت له باربون نصف ألتفاته لها ونظر باستفهام لتقول
- هل تحسبني غبية
صمتت برهة وهي تضيق عينيها وتنفث دخان سيجارتها في وجهه مما جعله ينفض بيده دخان السيجار ويقول:
- لا أحب رائحة السيجار
- اووو أسفه
قالتها وهي تطفئ السيجار وتضعه تلقيه في المكان المخصص.. وقالت :
-ماسومي
انتبهت جل فرائسه و تأهبت لتبتسم هي وتقول بثقة:
- كما توقعت
قبض على المقود بقوة وزاد في السرعة لدرجة ان إذ سرعة درجة لحلقت السيارة بدل من ان تصير وينتهي الأمر بهما أن يرشقا بعمود نور أو مبنى او يصطدما بشاحنة عملاقة لكنه توقف فجأه وعلى حين غرة وشرعت السيارة تصنع حلقات دائرية إلا إنها توقفت بالكاد قرب الرصيف.. فزعت بلموت لتقول بحدة:
- ما بك
لم يجبها بل ألتقط أنفاسه المتبعثرة، كأنه كان يجري في المارثون بكل قوته، ذراعيه ممتدوتان ورأسه منكس بينهما وهو مازال يتنفس بقوة والعرق يقطر من جبينه
- ماذا بعد، هل هذا يعني أنك تراقبيني
لم تجيبه بل استكفت بمراقبته في صمت.. رفع وجهه ببطء ونظر لها وهو يتنفس بقوة..كان ينظر لها بوجه مائل.. فتحت بلموت النافذة على آخرها واسندت كوعها عليها ثم وضعت رأسه على باطن يدها، وارتسم على شفتيها بسمة ظفر مع سحب دخان من السيجار وتنفثها ببطء.. وقالت
- أنت تحبها أليس كذلك
هدأ تنفسه وانضبط اغمض عينيها وعاد ليقود السيارة بتروي، ومعه أعاد لنفسه ضبط أعصابها ليقول بهدوء
- وماذا في ذلك
- انت تعرف انها اخت أكاي شويتشي اتعرف ماذا يعني ذلك
- أليست المنظمة أنهت حياة ذلك المدعو أكاي، فما شأنه بأخته
- الأمر ليس متعلق بها بل بك أنت، سيظنك جين خائن
ليبتسم بمكر ويقلب كلامها ضدها.. فيقول :
- إذن انت أيضا خائنة
نظرت له بذهول وانطقت:
- أه
لتنزوي البسمة لزاوية الفم ويردف قائلًا:
- تحمين ذلك الفتى سينشي كودو وتتسترين عليه، كما أنك تتسترين على الخائنة شيري، برأيك ما رد فعل المنظمة
أخرجت مسدس صغير فضي من حقيبة يدها الصغير وصوبته نحو رأسه وألصقت فوهته في جبينه من الجانب
- أزيلي هذا السلاح، قلت لك من قبل، ستحتاجين لتنظيف خلفي
أزالت المسدس وأعادته، باربون رجل ليس سهلًا ابدًا، رجلًا يملك قدر من المكر و الخبث الكافيان بإسقاط منظمة او تطوير المنظمة نقلها لنقطة أبعد، رجل داهية.. قالت بلموت
- حسنًا ما رأيك نعقد أتفاقًا
نظر له بتسأول.. لتقول :
- أنا سوف أقوم بالتغطية عليك و حمايتك، بشرط أن تترك تلك الفتاة بدل من ان يأتي جين ويحرمك منها للأبد.
استفاق آمورو من شروده على رنين منبه هاتفه الذي يعلن الساعة الخامسة فجرًا، وهو لم ينم أبدًا

الساعة العاشرة - طوكيو

كانت ماسومي تجلس مع الدكتور اغاسا بحجة السؤال عنه وعن الصغيرة هايبرا ولم يستطع الدكتور توزيعها والتخلص منها حيث باسلوبها الخاص دخلت وتساعده في أعمال المنزل، فهي اقترحت عليه أن تبقى معه وتعينه إلى أن تأتي هايبرا، مُدعية الجهل أنها لا تعرف بأمر عودتها لطبيعتها، وأخذا يتبادلان الأحاديث المتنوعة.. توجه أغاسا للمطبخ وقال
- سوف أصنع لك الفطار.. فأنت بالتأكيد لم تفطري بعد
لتضع يدها على بطنها وتحركه في حركة دائرية وتخبط عليه وتقول بمرح:
- نعم عصافير بطني تزقزق
بعد برهة أنهمك أغاسا بصنع الطعام بينما هي أخذت تسير علي أطراف أصابعها وتتسلل كاللص، وبخطوات سريعة ونفس الوقت لا يصدر لها صوت وصلت لباب غرفة وسوبارو مدت يدها للمقبض ونفس ذات الوقت تراقب الدكتور أغاسا، لتجد أن الباب مغلق، فتلجأ لأحد الحيل لفتح الباب، وبعد محاولة منها وخوفًا بأن يلتفت إغاسا لها فتضيع ما خططت له هباءً منثورًا، اليوم عليها البدء في معرفة من ذلك السوبارو، دلفت الغرفة واغلقته خلفها ببطء صادرِا صوت أزيز أو صرير، تنفست الصعداء حين أغلقت الباب بشكل تام، أغلقت عينيها لتتذكر ذلك اليوم حين ضربت سوباروا بقدمها وتسببت له بخدش ولم ينسل منه دم، فتحت عينيها وهي ترسم رقم أحدى عشر بين حاجبيها، ويدور في خلدها سؤال "كيف لم ينزف دمًا من أثر الخدش إلا لو "، هذا ما أتت للبحث عن جواب له، فعلقها لا يصدق أن سوبارو هو سوبارو بل هو شخص آخر متنكر وقلبها يخبرها بأن ذلك الشخص يكون أخاها الأكبر شو، ظل تبحث في أرجاء الغرفة حتى صدمت بوجود قبعة سوداء تشبه قبعة أخيها الذي يرتديها دومًا كأنها علامة مميزة له، ظلت تنظر لتلك القبعة بحيرة أكبر، حيرة ممزوجة بالسعادة ان أخيها حي ونفس الوقت مخلوط بالخوف أن ذلك الرجل اشترى قبعة شبيه بقبعة أخيها، مشاعر متباينة و مختلطة أجتاحتها.. ما عساها أن تفعل. ضمت القبعة لصدرها ونزلت على ركبتيها تبكي بصمت وهي تهتف وسط أدمعه:
- أخي شو
أنهى الدكتور أغاسا طعامه ونادى عليها، لتمسح دموعها وتخبأ القبعة بين ثيابها، فتحت الباب فتحة صغيره لتراقب الدكتور أغاسا وتستغل الفرصة للخروج و حين سنحت لها الفرصة خرجت بسرعة متوجهة للحمام، فتحت صنبور المياه وغسلت وجهها، محاولة مسح أثر الدموع وإعادت المرح لنفسها لا ينبغي أن يشعر الدكتور بشئ حيالها.. خرجت ماسومي من الحمام وهي تهتف بحماس:
- أنا هنا يا دكتور
اندهش الدكتور فهو بحث عنها في دورة المياة لكنه أرجع ذلك لعامل السن حيث كلما كبر في السن نسى.. سارت ماسومي نحو الطاولة تنظر لطعام بإنبهار جلست في مقعدها والذي هو مقعد سوبارو ثم أخذت أول قطمة واتحمست بشدة وقالت:
- لذيييييذ.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن