الفصل التاسع و الخمسون

383 13 54
                                    

اسنشاط غيظ موري وحاول كظمه حين اخبرته صغيرته بأنها ستسافر وحدها مع سينشي فكان ذلك بالنسبة له المحال بعينه، فهو رفض سافرها برفقة طفل يبلغ السابعة عشر إلى آخر الدنيا كما يدعي وما هي إلا ست ساعات على الطائرة فربما كانت بالفعل طويلة للغاية... قالت ران وهي تستميته أن يوافق :
- لكنك وافقت على سافري لمانهاتن بنيويورك
مسح موري وجه المعرق المحمر من الغيظ بقوة عله يهدأ وقال بنبرة هادئة تكمن اسفلها غضبًا مكظومًا:
- لأن والدته كانت معكما فكنت مطمئن
امسك بيمناه كوب الماء الذي على الطاولة وأفرغها في جوفه ثم نهض من مجلسه واستدار نحو غرفته و قال بنبرة ينهي هذا الحديث فيه:
- ران أنا أرفض سفرك مع هذا الفتى.
لم تستطع ران الرد على كلام ابيها، فقط استكفت أن تقبض بقوة على ثيابها، تحبس دمعة تنذر بالهبوط، ترغب الانفجار و الصراخ لكنها حبستهم بين اضلعها وشدت على قبضتها، دلف موري غرفته وأغلق الباب خلفه، بدأت ران في سحب بعض الهواء من فمها وحبسه مع العد لأربعة ثم دفعه من أنفها ببطء مع العد لاربعه و هكذا حتى إنها هدأت تمامًا، سحبت نفسها وهي تجلس على مقعدها على الأرض للخلف حيث كانت تتناول العشاء برفقة والدها الساعة العاشرة مساءًا، أجمعت الأطباق وثم وضعتهم في المطبخ، و رتبت المكان وغسلت المواعين ومن حين لحين تلتفت لغرفة أبيها متمنية أن يخرج من غرفته يطيب بخاطرها و يوافق على سفرها مع سينشي لكن لم يخرج موري من غرفته، فشعرت أن حلم سفرها كطير يحال أن تمسكه أو ربما أمسكت به ولكنه مات بين يديك.. أنهت أخر طبق وجففته في الفوطه الخاصة بالطبخ، وجففت يديها بها وهي تشعر بغصة في حلقها، سحبت كأس ماء وملئته من الصنبور وشربت عل الغصة تزول مع الماء. خرجت من المطبخ وألقت آخر نظرة على غرفة أبيها ومن ثم دلفت لغرفتها.. تفكر فماذا تقول لسينشي الذي يملء اوراقها ويحجز لها غرفة في أحدى الفنادق.. أمسكت هاتفها وكادت ان تدق أرقام ذلك التي تسمية مهوس التحريات، لكن رأت رقمًا قد رن عليها حوالي ثلاث مرات وأكثر، مطت شفتها السفلية لأعلى حيث غطى على الشفة العلوية مستغربة ذلك الرقم الغريب الذي رن عليها، وأخذت تعسف ذهنها وتتذكر جميع الأرقام التي تعرفها لم تجد من بينهم هذا الرقم، جلست على حافة سريرها وهي تنظر لرقم الغريب و هي تتسأل :
- هل أرسل ذلك الرقم لسونكو فربما رقم تعرفه أم أرن عليه
لكن أتاه الجواب فالرقم عاود الإتصال مرة أخرى، لم ترد ران مباشرة بل انتظره عدة ثواني بترقب، وبعدها ضغطت على زر الفتح و وضعته على اذنها بدون أن تبس بكلمة، إلا أن سمعت صوت رجلًا ساحر، لكنته ليس يابانيًا:
- مرحبًا أنسة ران
رسمت رقم أحدى عشر ما بين حاجبيها، هذا الصوت ليس غريبًا لكنه ذات الوقت ليس مألوفًا لها، لا تعرف صاحبه...
- أنسه ران أين أنت
انتبهت ران أن المتصل يحدثها مذ زمن، فقالت معتذره
- أه، أعتذر لكن.. يبدو
قاطعها المتصل متنهدًا مبتسمًا:
- يبدو أنك لا تعرفنني
صمتت ران بخجل، فهي تشعر بحرج نحوه، تخشى أن يكون شخصًا مهمًا بالنسبة لها فشقط سهوًا من ذاكرتها، حكت ذقنها تفكر فما الذي تخبره، تهتهت قائلة:
- أنا..الحقيقة..
مع كل كلمة تقولها تعقبها بسكته وهي تحك ذقنها مع تحريك عينيها يمينى ويسرى، ابتسم الرجل الذي كان متسطحًا على ظهره في الهواء الطلق تحت ضود القمر الفضي و هو يمسك صورة لها ينظر لها بعيون تشع عشقًا. بين الفينة والآخر يضعها على شفتيه الحمراوتين التي تبدوان أنه يتغذي على ماء البشر و حينًا آخر يضع صورتها بالقرب من قلبه، فقد ملكت فؤاده منذ أن رأها بمنزل الدكتور آرايدي واشتهها ورغب بها، ومن نفسه بلمسة منها وقبلة ينسى العالم بأسره بها. اردف مبتسمًا:
- يبدو أنك لم تتذكريني
رمشت ران مستغربة، وفركت مؤخرة رأسها وقالت :
- أسفة حقًا، فذاكرتي كذاكرة السمك
قالتها لتخرج نفسها من تلك الورطة.. ليقول هو:
- انا الاستاذ هيرو و مدرب الكارتية الخاص بك
صرخت ران بكلمة آه مع ضرب جبينها، فقد تذكرت ذلك الرجل الأجنبي الذي كان بمنزل الطبيب آرايدي.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن