تسير بتمايل في غرفتها في أحدى فنادق طوكيو نحو البراد، تفتحه وتسحب زجاجة تيكلا وتصبه في كأس قائم على طاولة دائرية صغيرة يقبع بجوار ذلك البراد الصغير، امسكت الكأس بثلاث أصابع وتحركه يمينة ويسرى، وهي تتمخطر، مرتديًا ثياب مثيرة، وقفت أمام النافذة تراقب أضواء المدينة، و اضواء السيارات السابحة في الشوارع... ارتشفت رشفة من كأسها
- great
أبدت أعجبها بذلك المشروب العتيق وهي شاردة في أضواء المدينة، ألتقط أذنيها صوت رنين هاتفها الملقي على الكوميدينو، مررت اصابعها في شعرها الأشقر، تسحبه للخلف وهي تتنهد، ناظرة نحو جوالها وهي تتسأل بتعجب:
- ماذا يريد جين آلان
كان جين قد كلفها بمهمة البحث عن ريكا فهو متأكد بان شيري ألقت حتفها في ذلك القطار الذي أنفجر لإشلاء.. نظرت لشاشة الهاتف و قطبت بين حاجبيها في علامة استغراب و استنكار وهي تتسأل عن صاحب ذلك الرقم المجهول.. ضغطت على زر الرد لتأتيها صوت رجولي لم تخبره أو ربما لم تتذكره:
- اشتقت إليك كريس فيناراد لا بل شارون ام علي أن أقول فيرموث أفضل
في تلك اللحظة أجحظت عينها و انخلع قلبها من مكانها من إثر المفاجأة صمتت لثواني، ثواني كانت كصخرة عملاقة سقطت على رأسها، من ذلك الرجل الذي يعرف حقيقتها فقليلون للغاية يعرفون بل أن أفراد العصابة لا يعرفون ليس غير تلك الفتاة، تلك الفتاة التي بكل تأكيد قد ماتت فقد صفاها جين بطلقاته، مارجريتا هي الوحيدة من المنظمة تعرف حقيقتها وعرفته بمحض الصدفة، فمن ذلك الرجل.
- ألا تتذكريني
قالها و ابتسامة خبث يرتسم على شفتيه، أنه جلاد يتلذذ بتعذيب ضحاياه ولكنها ليست فريسة لتقول بثقتها المعهودة بعد أن سيطرت على توترها وابتسامة الثقة تعلو ثغرها
- عذريني ولكن ذاكرتي لا تخزن سوى ذو أهمية بالنسبة لي فإن لم يكن لك أهمية فأنت غير موجود على الهامش حتى
كادت تغلق الهاتف رغم ترغب بشدة في أن تعرف مين ذلك المتصل المجهول.. همت تضغط على الزر ليأتيها صوته الضاحك الساخر و هو يقول بثقة كأنه يعرف ردها:
- كما توقعت لم تتغيري، ولكن ما رأيك بلعبة
ارسل لها صورة وحين رأتها، صورة لابنتها كريس فيناراد الحقيقة وسط زملائها.. ليقول لها بنبرة تهديد:
- ما رأيك أن ارسل صورها لإعطاء المنظمة
استدرك ليقول بهمس أفعى
- لا سيظنونها أنت، أذن ما رأيك أرسلها ألك في ثلاجة موتى
تملك بلموت الرعب، واتسعت عينها على أخرتهما مسكت بقارورة ماء دفعتها مرة واحدة في جوفها عسى تزيل ذلك الهلع القابع على صدرها، تخللت اصابعها بين خصلات شعرها تجذبها بعنف للورها، فهي أخفت ابنتها عن عيون المنظمة و سعت على تزوير كل بياناتها بل اضطرت لتغير ملامحها فكيف عرف ذلك الرجل بأمرها.
- اعتقد انك تريدين معرفة الرجل الذي عرف عنك أكثر من لازم
لم يفلح حيلها في تهدئة نفسها و خاصة مع غريزة الامومة التي ظنت إنها دفنت من سنوات لتصرخ
- من أنت
اتسع ابتسامتها كصياد يرى فريستها تقع في مصيدته.. اخد يضحك وكل ضحكة يزيدها جنونًا و قال
- أن رغبتي في روؤيتي فتعال للعنوان المذكور في ذلك المكان، و سأرسل صورة المرأة التي سوف تتنكرين بها
امتثلت بلموت لأوامره ثم توجهت لمقصدها كما هو محدد في صباح اليوم التالي بعد أن اخذت ما يلزمها حتى انها اخذت بعد الاسعافات الأولية التي تحرص عليها و تنكرت على هيئة امرأة اربعنية وحين وصلت لمقصدها كانت حريصة على صيد الرجل قبل ان تصطاده..لكنها لم تعرف شكله فكيف لها بصيده والنيل منها ليفاجأها وهو متخفي بين الاشجار بأطلاق نار على فخذها لتستدير و تطلق نار لكنها لم تصيبه ثم يصيب كتفه.. ولولا صوت كلاب ضالة كان قضى عليه ليسحب نفسه و يرحل.. سقطت على الأرض و هي ترى بزوغ الشمس في السماء كان النهار في أوله، جرت نفسها جرًا فلحسن حظها كان هناك كوخ على مقربة منها، نزعت رصاصتيها و ضمدت جرحها لكنها شعرت بالأعياء لتسلم نفسها لسلطان النوم الذي ربما يخفف عنها.. لكنها سمعت صوتها صوت تلك الفتاة التي ترغب بشدة بقتلها لولا وعدًا قاطعته لهولمز العصر
- هل انت بخير
وبعدها أحست بيدها الصغيرة على جسدها تسعى لتطهير جرحيها.. لقد شعر يدها بتساقط أدمعها العاجزة... وهي في عقل بالها يقول
- هل تلك الفتاة شيري حقًا اين حدسها السادس هل لا تشعر بي
فتحت عينيها لترى نور يغمر الكوخ وتسمع صوت بابه يفتح فتبصر تلك الطفلة ذات الشعر البني وهي تمسح فمها بذراعها الأيمن بعد أن أرتوت من النهر الجاري القريب من ذلك الكوخ لتقول بسعاده غامرة وهي تتقرب من تلك المرأة :
- سيدتي الحمد لله انك أفقتي
- هل أنت من ساعدتني
ارتبكت هايبرا فهي لا تعرف كيف تجيب تخشى ان تقول نعم فتسألها المرأة عن كيف تعرف في أمور الطب وهي لا تتجاوز السبع سنوات، لذلك لجأت إلى حيلة التشويش لكن المرأة شكرتها قائلة:
- شكراً لك
اذهلت هايبرا مما تسمعه، تشكرها ببساطة.. لتستدرك المرأة قائلة
- كنت سبب إنقاذي لابد أن أحد والديكي قام بعلاجي
زفرت هايبرا الهواء المنحبس في صدرها ثم ابتسمت وأومأت برأسها و قالت:
- سيدتي ألا تريدين أن تبلغي الشرطة
- ليس هناك داعي
- لكن
اعتدلت المرأة لتجلس ثم في للحظة ضربت مؤخرة رأس هايبرا لتفقدها وعيها حتى سقطت في حجرها لتضمها لصدرها وهي تنظر لوجهها الطفولي و قالت:
- أنت كأمك شيهو، لقد انقذت امك ابنتي من الموت وها انت تنقذيني، لكن لولا ذلك العقار ما كنت سعيت لقتلك.
أنت تقرأ
آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا)
General Fictionتدور احداث القصة حول هيبارة التي تعاني من اضطراب نفسي وصراع نفسي حيث انها تعاني من انفصام شخصيا وتحمل شخصيتين شخصية شيهو الفتاة التي تولت المنظمة رعيتها وتعلميها والتي تخاف منهم والتي تفكر َتحسب خطواتها وتعمل على صنع العقار وشخصية ريكا التي لا تظهر...
