الفصل الخامس عشر

392 14 21
                                    

وأخيرًا مضى ليل ليحل محله الصباح، ليلًا ثقيلًا قضته تلك العالمة المتقلصة في القبو لإجراء تجارب لصنع العقار لكنها كانت تفشل كثيرًا ليس لعدم خبرتها أو نقص المعلومات بل لإنشغال ذهنها في أحداث ليلة أمس ومذ أخذها سوبارو لتشاركه روؤية المدينة ليلًا وكيف إن الأضواء تتراقص وعقدها إتفاق معه كمن تخبره ضمنيًا إنه ستعينه حارسها الشخصي ودخولهما فندق العاشقين والذي يحيك حوله أسطوره إن دخل ذلك الفندق رجل وأمرأة مهما بدا بينهما العداوة و البغضاء ستدور الأيام والليالي إلا وأن يصبحا عاشقين و روحًا واحدًا في جسدين يشعر كلا منهما بالأخر بل يصل لدرجة التضحية لأجل أن يحيًا الطرف الأخر الذي عشقه بصدق.. لتستيقظ تلك الصغيرة على حفل من المنبهات والأتصالات من الأطفال الصغار الذين ينتظرونها في حديقة بيكا لتنظر بعيني مجهدتين لهاتفها وتجيب بصوت ناعس:
- يوشيدا سان صباح الخير.
- اااه اي يتشان هل مازالتي نائمة.
- لا
ميتسيكو :- هايبرا سان نحن نتتظرك مذ الصباح الباكر لا تنسي ما اتفقنا عليه
جينتا بصوت عالي : هناك الكثير من القطط ستحبينها.. ارجو أن تخبري الدكتور اغاسا يعد لنا أرز بثعابين البحر.
كانت هايبرا تسمع أصواتهم بدون أن تعي أحاديثهم حيث إنها كانت تسقط منهم وتغفو لتجيب بصوت خافت :
- حاضر
لتغلق الهاتف وتجاهد نفسها لتنهض ولكنها لم تقدر أن تبرح النوم بل سارت كالسكارى مترنحة وهي مغمضة العينين، تستكفي بالتحسس.. بينما  قضيا آكاي الليل متأملاًا سقف غرفته في بيت الدكتور بعد أن نزع قناع وجه سوبارو الذي يرتديه قبل خروجه من تلك الغرفة و نزعه قبل النوم خاصة إنه وضع الكثير من الأقفال حتى لا تقتحمه تلك الصغيرة الفضولية.. ليخرج صورة صغيرة تحوي صورة أكيمي تلك الفتاة التي أحبته رغم علمه أن حبه هلاك لها، لكنها تحدت ذلك الخطر  وهو يقول :
- مازالت صادقًا معك و سأوفي بوعدي لك بأن أحمي اختك الصغرى شيهو ميانو.
لينهض من الفراش ويرتدي القتاع ثم يدلف للحمام وليأخذ حمامًا ساخنًا خلف ستار الباينو حيث أن الباينو محجوب ومن ثم بدء يفرش اسنانه هو واقف على الحوض بنصف جسده العاري المندي سمع صوت غلق باب الحمام لينظر خلفه ويجسدها تلك المتقلصة بشعرها الأشعث وهي تتخبط وتتحسس لتصل لكرسيها كي تقف عليه، كان ينظر لها وهو يكتم ضحكة حاول منعها لتضع هي الكرسي أمام الحوض وتحل بينه وبين الحوض، وهو واقف خلفها تمامًا وفرشاة الأسنان في فمه رغوة معجون الأسنان تنبق به، بعد أن وقفت على الكرسي فتحت صنبور المياه واغطست رأسها تحت شلال من المياه كي تطرد النوم ومن ثم تدفع رأسها للخلف وتهز رأسها يمينة ويسرى لتنفض قطران المياه، تلك القطرات التي أتت كثيرًا منها على وجه سوبارو، نظرت هايبرا للمرأة للتفاجئ بوجود سوبارو تلك المفاجئة التي جعلها في حالة من السكون كانها تحاولت لتمثال ليسند سوبارو ذقنه على رأسها لتستدير فجأةً و تترنح بشدة لدرجة كادت تسقط لولا إنه طوقها بذرعها وضمها لصدره العاري لتدع هي يديها لدفعه بينما هو وضعها أرضًا وسط خفقات قلبها لتقول صارخة في وجه :
- ماذا تفعل هنا وكيف دخلت؟!
كان سؤالا غريبًا عليه فهي من دخلت و اقتحمت دورة المياة عليه وليس هو، لكنه لم يجب خوفًا ان تسمع صوته الحقيقي ويكشف أمره بل أنه فرد كلتا يديه كمن يقول لها أقرأي الأحداث لتنظر لحال البخار المنتشر في الأجواء ولنص جسده العاري المندي و الرغوة التي في فمه لتعرف بأنها هي من اقتحمت عليه الحمام وليس هو ليمتلكها الخجل وتستدير لباب الحمام لتفتحه لكنه أبى أن يفتح حاولت هايبرا مرارًا وتكرارًا باستخدام كل قوتها لدرجة إنها تتسلق عليه كي يفتح لكن دون جدوى وأيضًا حاول سوبارو لكن الباب كان عاصيًا يرفض الطوع ويأبى الفتح مهما كان كأنه حكم عليهما بالسجن داخله حتى يأتي أحد من الخارج ليحررهما..ذلك الباب الذي اشتكى منه كونان وهايبرا لدكتور أغاسا بأن يجب أن يغيره لإنهما ينحبسان فيه كل منهما منفردًا وهذه المرة الأولى التي تنحبس فيها برفقة شخصًا آخر وذلك الشخص يكون سوبارو ذلك الشخص الذي هو آخر شخص تتمنى أن تسجن معه، بل سيكون الأمر أخف وطئًا بأن تسجن مع عدوًا أفضل من سوبارو ذلك رغم عقدها لإتفاق ضمني معه لكن أن مازالت تجهله وتجهل ماضيه فعليها الحذر منها.. لتقول وهي تكز على أسنانها من العصبية والغضب:
- دكتور أغاسا.
استدارت لتخرج تشيرت لسيد سوبارو ثم القته عليه وهي تقول :
- عليك أن ترتدي شيئَا بدل أن تظل هكذا
لم يبدي اي ردة فعل سوى الابتسامة على إحمرار وجنتيها اللتان صارتا كحبتي الطماطم.. ليميل بجذعه ويظلل عليها ليصبح انفاسه قريبة من أذنه وترفع عينيها لترى رقبته وصدره  وجانب وجهه بينما هو وضع التشيرت التي ألقته عليه ليأخذ غيره ويرتديه نظر لعينها مباشرة والإبتسامة على ثغرة و وجه قريبًا من وجهها لا يفصلها سوى بضعة إنشات كان يراقب قسمات ووجها التي ترتجف خجلا أو خوفًا و تحرك عينيها الخضرواتين اللتان تحاولا الفرار منها ليسقيم  وهو يرفع التشيرت الأسود أمامها كمن يخبرها بأنه كان يجلب التشيرت من خلفها ليس أكثر.
___________________________________

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن