الفصل الخامس والثلاثون

528 14 40
                                    

بدا على ملامح السيد هانزو هاتوري الحادة تعابير من الغضب مما وكذلك تواياما والد كازوها كان مثله كيف لذلك الرجل ينتحر من قبل أن يحصلوا على المعلومات حول عصابة الأفاعي البيضاء.. أخبره ميجوري بأن بالرجل الذي قاتل الفتاتين قد انتحر، أثناء ذهابه للحمام مسمومًا، فالسم كان متواجد في الخاتم الذي كان وعاء لسم الساينيد.. ذلك الرجل الذي التقط صورة لهايبرا و ران وارسلها لشخص مجهول.
- خسارة
قالها تواياما وهو يضرب بقبضة يده على سطح مكتب رئيس شرطة أوساكا.. بينما يقول هانزو بهدوء يواري غضبه به:
- ذلك الرجل كان سيكون لنا طرف خيط للوصول لتلك العصابة.
- لكن السؤال لماذا انتحر  وما سبب ألتقاط الصورة لتلك الفتاتين
نهض هانزو من مقعد وتحرك نحو النافذة بهدوء، أفسح بين أشرعتها بأصابعه السمراء وبنفس الهدوء والغموص اللذان يغلفانه بل أن ضوء الشمس الذي ترامى على وجهه مما زاد من حدتها.. قال :
- يبدو أنهم لا يريدوننا أن نعرف عنهم شيئا.
تنهد توياما الذي أسند بجذعه على سطح المكتب بمساعدة ساعده الذي يتكأ عليه.. قال مقترحًا:
- علينا مراقبة تلك الفتاتتين
عاد هانزو لمقعده الضخم خلف مكتبه الذي يغشاه الظلام إلا من بعض الضوء الخفيف الذي يشعرك برهبة المكان، جلس وأخذ يحك ذقنه مفكرًا هل عليه مراقبة فتاة في مرحلة الثانوية بعمر ابنه و ابنة مساعده وطفلة صغيرة لا تتجاوز السبع و الثمن سنوات.. قال كمن يفكر :
- ما لا أعرفه ما الهدف من تصور هاتتين الفتاتين
- يبدو أن تلك الفتاتين بهما ميزة خاصة
رفعا وجههما حيث صاحب نبرة الصوت الهادئة ليجدا رجلًا طويل القامة، متأنق، ذو خطوات رصينه وعيون يملئها التحدي والهدوء والرصانة.. ليقول الرجل في هدوء:
- هل لي أرى صورة تلك الفتاتين.
نهض توياما شاعرًا بالإنزعاج من ذلك الدخيل عليهم وقال:
- من أنت؟!
أنحنى كومي احترامًا وتقديرا.. وقال في هدوء :
- أدعى كومي موروفوشي من مقاطعة ناغويا.
___________________________________

مر أكثر من أسبوعين، تتماثل فيها ران لشفاء من أثر الرصاصة التي اخترقت انسجتها، تماثلث للعلاج تحت رعاية والديها إيري كيساكي و توجو موري اللذان دائم الشجار والمشحانة تحت نظر ران التي ترغب في أن يجتمعان كي تحيا بينهم مثل أي أسرة عادية، يؤلمها فراق والديها وشجارهما، ولكن أحيانًا ترى في مشاجرتهم ضربًا من ضروب الحب حين يصاحبها بعض العبارات العفوية النابعة من القلب والنظرات الفاضحة التي يحاول كل منهما أن يوريها، تلك النظرات القلقة حين يصيب خطرًا ما الأخر، لم تنسى ران شكل أبيها التي طبع قبلة على جبين والدتها بحنو وعشق بينما كانت أَمها تغط في نوم عميق، رأته وهو يطبع قبلتها وهي تمثل النوم.. لتسمعه يقول لوالدتها:
- لو تعلمين يا أيري كم الحياة صعبة بدونك
وما أن أنهى جملته حتى خلع معطفه ليغطي به طليقته التي يخلص قلبه بحبها..لتشعر ران الامتنان لتلك اللحظة التي جعلتها ترى أجمل منظر في حياتها وتعرف أن هناك أمل. وبجانب والديها كان هناك سينشي الذي يدرس لها ويحادثها عن القضايا بتفاصيلها الدقيقة ويقص عليها الماجريات ويهتم بصحتها وغذاؤها وفق اختيارات هايبرا
- ماذا هل هايبرا أرسلت لي تلك الأغذيه.
قالتها لتختم جملتها بابتسامة ونظرة يملئها الود والامتنان لصندوق الغذاء التي بين يديها
ليسير سينشي نحو النافذة ويجنب ستائره لينظر لغروب الشمس في الأفق.. ويقول معلقًا:
- تلك الفتاة لو كان لها القدرة أن تنظم غذاء سكان الأرض لفعلت دون تردد
قالها بنبرة ساخرة لعلمه بأن هايبرا هي أكثر فتاة تكره الأكلات الغير صحية ومسئولة عن غذاء الدكتور أغاسا، ضحكت ران على أسلوب سينشي وعلقت :
- أليس رائعًا أن تجد شخصًا يهتم بك
صمتت برهة وألتفت لها سينشي متكأ على سور النافذة.. وأكملت قائلك بحروف يملئها الدفء:
- الحقيقة أشعر إنها أخت لي
ابتسم سينشي ولمعت عيناه في نوع من السرور، فهو يعلم أن ران تمثل الجزء المشرق من هايبرا، ذلك الجزء الذي بُتر بموت أكيمي، لتأتي ران تحييه وتبعث فيه الحياة، يعلم أن روح هايبرا يكتمل بوجد ران الفتاة المرحة الحيوية.. ليهمس لها بدون وعي:
- بل أنت أكثر من أخت.
- ماذا ؟!
أنتبه سينشي لما تفوه به ليقول محاولًا التضليل:
- لا شيء..
نظر لعلبة الطعام وقال :
- أسمعي عليك أن تنهي طعامك، فأنا لا أريد أسمع محاضرات منها
لتضحك ران وتشرع في الأكل.
________________________________
تعلمت سيرا فن الاختباء والفر كلما رأت فيها آمورو التي تعلم فيها فن البحث أو بالأحرى تطور مهارات البحث لديه، فكانا كالقط الذي يبحث عن فأر، فماسومي لم تحاول أن تتجنب لقاء آمورو بعد أخر لقاء في الفندق، لقاء التي جعلتها تتعرى أمامه ويظهر خوفها فيه، وتتحطم صورة الفتاة القوية الصبيانية، لكنها اليوم سئمت من ذلك الوضع وقررت أن تصدر صورتها التي سلبت منها في ذلك الوقت.. وقفت أمام مقهى بوارو وسحبت نفسًا عميقًا لتهدأ من أنفاسها في ذلك الموقف التي تشعر بصعوبة وطئتها على صدرها، اليوم ستقاتله وسوف تُريه أنها ليست ضعيفه، دفعت الباب لترحب بها أزوسا لتشعر سيرا بأن دلوًا من الماء المثلج قد صب عليها مرة واحدة حينما لم ترى آمورو لترد على تحية أزوسا تحت وطأة المفاجأة :
- مرحبًا
لا يمكنها العودة مضت بخيبة أملها وجلست بالمقهى وطلبت عصير برتقال مع بعض الشطائر.
________________________________
- تلك الفتاة التي دائمًا تزورك كيف تعرفت عليها
ارتج جسدها من أثر المفاجأة أصابها الذهول رغم علمها إنها لا تسكن وحدها في ذلك المنزل إلا إنها كانت مشغولة في الأوراق والبحث الذي أمامها لدرجة إنها لم تنتبه لكم الساعات التي جالستها على ذلك الكرسي، ألتفتت هايبرا لصاحب الصوت الرزين الهادئ، بعد ما سحبت شهيقًا وثم أطلقته دفعة واحدة.. لتلومه بسخرية:
- ألا ترى الباب أم اعتد على الأقتحام
لتعود لمتابعة ابحاثها على ذلك العقار الذي دائم تجد فيه مادة ناقصة، وهناك بعض المعلومات التي تحتاجها.. ليأتيها صوت سوبارو الذي يتحرك ليقف خلفها ثم يقوم بغلق حاسوبها، لتنظر من مجلسها، رافعة وجهها لتجده يظلل عليها.. وعلى ثغره ابتسامة خاصة يقول لها :
- الحقيقة لقد طرقت الباب عدة مرات لكنك لم تسمعيني
ابتعدت عنه ونزلت على الكرسي ثم تنهدت.. ليقول لها:
- أنت تلك الأيام تعملين كثيرًا حتى باتت ساعات نومك قليلة
ابتسمت له لتردف بنبرة لاذعة:
- أوووه حقًا، أعتذر منك، لكني لم أطلب منك رعايتي.
تجاهل أسلوبها لاذع ومضى اتجاها ليضع يده على شعرها البني المحمر.. ليردف برق وحنو:
- لا تحتاجين لتطلبي، فقط أخشى أن يصيبك مكروه، فلن أسامح نفسي حقًا
لم تستطع أن تنبث بحرف، فقط تشعر بأن قلبها يرتج من وقع كلماته وعينيها ترتقصان والدموع تلوح منهما، لتشيح برأسها بعيدًا عنه ولتقول باقتضاب:
- شكرًا لك في ذلك اليوم
كانت هايبرا الأونة الأخيرة تعمل كل جهدها لإتمام العقار لأجل أن يعود سينشي أو بالأحرى حين تسمع من ران مدى تعلقها بذلك المتحري، رغبت هايبرا أن تمنح ران السعادة في عودة خطيبها للأبد ولكن ذلك أتى على صحتها فهي لا تنام سوى ساعة أو ساعتين ولولا وجود ماري أو بالأحرى ميري الفتاة التي تعرفت عليها وصدقائها الصغار لكانت أهملت غذائها، لينتهي بها الأمر أن يغشى عليها أمام الطلاب والمعلمة اوكاسا رومي، لترسل السيدة كوباشي إلى منزل أغاسا ليأخذوا هايبرا بعدما اهتموا بها في العيادة الخاصة بالمدرسة
- لم تجيبني على سؤالي
- سؤال ماذا
- كيف تعرفت على تلك الفتاة الشقراء
يعرف سوبارو ان الشقراء ما ليس سوى أمه المتقلصة لكن ما يحيره لماذا والدته تقترب من هايبرا، هل تعرف أن تلك المتقلصة هي مطورة العقار و هي وراء عودة كونان لسينشي بعض الأحيان، أم هناك أمور آخرى لا يعلمها.
- و ما شأنك أنت؟
ابتسم لها وقال وهو يهم بالمغادرة من القبو:
- لديك حق، أسف على تدخلي الفج
ليغادر القبو تحت نظراتها التي تشيعه وليبدأ قلبها بالخفقان، فقربه يجعلها غير متزنة، ويجعل دقات قلبها في تزايد واضطراب، وانفاسها التي تحاول التحكم فيها أثناء وجده ما أن يغادر حتى تنفرط كحبات عقد، ترغب في إظهار الفتاة الصلبة المتماسكة التي لا يهزها ريح ولا يشغلها حب، فتاة مصنوعة من الجليد الصلب، لكنها عكس كل ذلك.
________________________________
بدأت الحمرة تنتشر في الأفق روايدًا روايدًا وأخذت الشمس تودع ناضحات طوكيو في حفل عرس مهيب تُزف لخدرها.. وهي تسير في شوارع بيكا بيأس وتجهم بعد ما خاب أملها وتهشم على أبواب المقهى والهواء يعبث بحرية بخصلات شعرها الليل الذي يقف على حدود وجهها، ظلت تعاتب نفسها، لا تفهم لماذا رغبت أن تقابله، و ما الفائدة من مقابلته و روؤيته، ولِمَ تلعب معه لعبة الفر والكر، لماذا كل هذا، لا تفهم لكن ما تشعر به إنها رغبت في روؤيته فقط ومشاجرته أن شعرت لذلك. أكمدها حين دلفت للمقهى ولم تجده، لم تستطع بأن تبوح لتلك النادلة برغبتها بروؤية آمورو حتى من باب أنها تود مناقشته في أمر هام لأحد القضايا بصفتها متحرية ثانوية تيتان وبصفته تلميذ موروي الأول، لكنها لم تستطع كمن يخشى أن الناس تكشف أمره وأنه يكذب.. تسقط دمعة لتسمحها بأنملها وتفركها بين أنمُليها،  وهي تنظر له بتعجب وتسأول، متى أدمعت عينيها، لكنها لم تبالي فقط ابتسمت على حالها وامضت في طريقها تجر خيبة أملها وفشلها، وكأن اليوم هو دور آمورو في لعبة الفأر وهي دورها القط والأمس كان العكس.
- أنتِ لماذا تسيرين لوحدك.
لحظة جمدتها، و ببطء أدارت رأسها على كتفها لتنظر من فوقة وتراه قادم نحوها بشعره الأشقر و بشرته السمراء وبذلته الرمادية الأنيقة، ليبدو في عينيها كأحد النجوم الذين يحيط بهم حالة خاصة تجذب إليهم الأفئدة وتسلب نحوهم النظرات..وقف على مقربة منها
- لما أنت هنا
عادت وجهها لما كان ونظرت أمامها وحاولت ضبط نفسها والسيطرة عليها وقالت بنبرة تعالي استخفاف مصطنع:
- وما شأنك أنت
ابتسم على هيئتها، فهي تشيح بوجهها ورافعة أنفها لسماء، مغمضة العينين وبنبرة مرتجفة لمسها في صوتها رغم نبرة الغطرسة والتعالي، ليتجاوزها ويمر بجورها، محركًا كتفيه في إشارة اللامبالاة قائلًا:
- لا شأن لدي لكن أخشى أن يطلع عليكِ أحد الشباب قليلوا الأحترام
لتقاطعه بحدة وعناد:
- تعلم أني قوية و استطع التصدي لهم
ليتفحصها بنظرته الثاقبة.. ليردف قائلًا:
- أعلم فأنت تجيدين فن الجود كودو بفضل أخيك الأكبر
لوهلة شعرت بغصة في حلقها وتعتم الدنيا أمام عينيها ونكستهما لتنظر للأسفل وشعرت إن الدمع يتراقص في ترنح في مقلتيها، ليشعر هو أنه أرتكب جرمـًا لا يغتفر، ليقترب منها ويضع يد فوق كتفيها والأخرى مسك بذقنها ليرفع وجهها ونظر صوب زيتونية عينيها، قائلًا:
- أسف لم أقصد إيلامك..
دفعت يده عنها وابتعدت لتنظر له بعدوانية.. قائلة في تجهم:
- أرد أن أخبرك أني لست ضعيفة
أنهت جملتها وهي تستعد للعراك، ليبتسم هو ويضحك بصوت عالي، تلك الماسومي اذهلته فكانت له بحال وانتقلت لحال أخر معاكس.. لتتذمر هي وتعد ذلك أهانة لها.. لتصرخ في حنق:
- لماذا تضحك، أتستهزئُ بي؟!
- لا لا، لكن أنت رهيبة
وفي لمح البصر جذبها نحوه وطبع على شفتيها قبلة في غفلة منها ليعقبها صفعة على وجهها وتتركه في غضب وهي تمسح أثار قبلته من على شفتيها، بينما هو مذهولًا.
________________________________
بين الازقة أحضان عتمتها كان هناك بقعة حمراء مضيئة ودخان رمادي يتلوى ويتراقص في الظلام، وعيون زيتونية أشبه بعيون ثعلب أو ذئب متربص بفريسته، يقف هناك لكنه لن يصطاد بل ليحرس من يحب دون أن يشعروا بوجوده، لقد رأى كل شيء.
لم يستوعب آمورو الصفعة الذي تلقاها، لكن ما يعرفه أنه فعل ما أملاه عليه هواه ولا يفهم لماذا طوع الهوى وذلك الصوت الذي أتى من عماقه غي طبع قبله على شفاة فتاة من المفترض أن يعاديها أو أن يستغلها كي يصل لهدفة ويؤلم ذلك الأكاي الذي يعده غريمه وعدوه، لا يفهم لِمَ قلبه أصبح يتلهف على روؤية وجهها أو روؤيتها حتى وإن لم تنتبه له.. ظل يسير في الطريق بذهن شارد ويده على مكان الصفعة وابتسامة على وجه ابتسامة حيرة.
- لم يكن عليك الاقتراب منها
وقف على أثر الصوت الذي يعرفه دون الالتفات وقف أمام ذلك الزقاق ونظر لسماء دون بث كلمة، ليخرج ذلك الرجل ذو القبعة السوداء في هدوء، محاطًا بهالة من الغموض.. ليقول:
- أذ كنت تفكر في الأنتقام مني عن طريق أختي فأنا لن أسمح لك.
قالها أكاي بملامح حاده تنم عن شراسته وجديته، تنم عن أن من يمس من يخصه فلن يرحمه ولن يعطي اي اعتبارات له وأي كان من كان، لن يهتم بوضع أمورو كونه رجل يعمل في الشرطة السرية أو عضو منظمة، وقد يدرك تمام الإدراك أن لا حد سيفتح ملفه من الشرطة السرية لكونه جاسوس، فقد يتفهمون ان المنظمة هي من قضت عليه ولن يضحوا بباقي جواسسهم إن كان هناك أخرى بل لن يعطوا له أدنى اعتبار لكون الهدف أكبر من آمورو وباقي الجواسيس، فمن أجل الوصول للمنظمة والقضاء عليها لا مانع من أن يضحوا ببعض الجواسيس ورجال المخلصين مثل اللعبة الشطرنج التي فيها تضحي ببعض الجنود لأجل أسر وقتل ملك  خصمك.. رمقه أمورو من خلال زرقة عينيه بنظرة تفحصيه، وتلاقي زرقته من زيتونية أكاي في حدة وجمود، ثم أرخى جفنيه وعاد لنظر لنجوم المترصعة على صفح السماء... ليقول له:
- وأنا أيضًا لن أسمح لك بإيذاء تلك الصغيرة
عقد أكاي حاجبيه في تسأول، ما علاقته بها، لوهله شعر بالغيرة لكنه لم يستطع فعل شيئ، بينما آمورو عجز أن يخبره ان هناك أمورو تحدث معه كلما رأى اخته.. ليكمل آمورو قائلًا:
- ألا تعرف أنني أعرف أنك تحاول الاقتراب من تلك الصغيرة كي تستغلها
تجهمت ملامح آكاي من كلمات آمورو فهو لم يحاول الاقتراب منها واستغلالها بل هو يحميها والأكثر من ذلك أنه يشعر أن تلك الفتاة المتقلصة جزء من قلبه دمعة ثخينة من عينيها سهم يخترق قلبه يمزقه في بطء.. لتأتي كلمات آمورو الذي كالسوط الذي ينزل على الظهر :
- فأنت سبق لك وقد استغللت أختها الكبري كي تدلف للمنظمة
ليبتسم آكاي في وهن وحزن حين تذكرها و ترآت لها وجهها وملامحها البسيطة بضحكتها الرائعة.. ليقول:
- ألهذا تقترب من أختي كي تنتقم مني.
أغتاظ أمورو من جملته وشعر بالنيران في جسده وان دمه يغلي، أي انتقام هذا، وكيف يكون انتقامًا، أينتقم من نفسه، فهو يشعر ان ماسومي باتت جزء منه.. ليصرخ في وجه آكاي قائلًا:
-لست مثلك أكاي شويتشي
- وأنا لم استغل شخصًا البتة، وأنت تعلم ذلك، وتعلم أن تلك الصغيرة تعني لي الكثير
- تقصد المتقلصة
دهش أكاي من سماعه لتلك الكلمه تخرج من فيه آمورو، ليأتيه الجواب :
- أتظنني لا أعرف أن هايبرا هي شيري
تغير نبرة صوته وصارت نبرة خاصة نبرة تحن إلى الماضي وهو يتذكر تلك الطبيبة إيلينا التي كان يحب الذهاب إليها مرارًا وتكرارًا ليقول:
- وأنها الابنة الثانية لملاك الجحيم لا بل لتلك الطبيبة الجميلة التي كنت أحبها مذ كنت طفلًا.
عقد أكاي حاجبيه، ثم ضحك وهو ينظر لملامح آمورو التي يقطر منها الحب والحنية نحو ذكر الطبيبة الملقبة ليقول جملة سبق ان سمعها من السابق:
- يبدو أنك كنت مائل لطبيبات
ليقفز في عقله صوت ماتسودا بعد عراك بينهما عنيف ومحتدم.. حين سأله ماتسودا الذي أخبره سبب ألتحاقه بسلك الشرطة اليابانية.. ليسأله:
- وأنت لِمَ التحقت بالشرطة
- أبحث عن أمرأة اختفت من سنين
ليقول له ماتسودا في خبث:
- أتحبها
من ثم يفشي بين اصدقاءهم هيرو، أتارو، غيورا أن آمورو لا يميل للفتيات اللواتي في سنه بل يميل لطبيبات الكبيرات.
ليلتفت أمورو لأكاي في تذمر ويقول بحده:
- الأمر ليس كذلك
كأن بتلك الجملة يرد على ماتسودا أيضًا، ليفرط هو بدوره في الضحك مع اكاي ثم يأخذا استراحه و وقت مستقطع من نوبة الضحك، وكل منهما يفكر في حاله وكيف لهما أن يغرسا في أرض الحب والغرام وكل منهما من المفترض أن يكونا بمعزل عنه، وينبغي أن يكون الحب لديهم وسيلة لتحقيق هدف، انتهى الوقت المستقطع واكملا الضحك.. وفجأه تذكر آمورو أن أكاي ليست متنكرًا بل بهيئته الحقيقية:
- عجيب أنك تخرج هكذا
صمت أكاي عن الضحك وقال:
- اه اشتقت لذاتي ليس ألا وأيضًا أعلم ان المكان أمان
- دائمًا تحسب كل خطوة تخطوها، أكاي شويتشي
- لست أقل منك ري فوريا، فأنت يستحيل أن تفعل ما فعلته ألا وكنت حاسب خطواتك.
ليأتيه الرد الذي يخيب الأمال.. وهو يشيح بوجه الأسمر ويقول :
- الحقيقة لم أحسبها، ما فعلت إلا ما شعرت به
حل السكون برهه وتأمل آمورو لبرهة، هل سقط صريعًا في معركة الحب بهذه السرعة حتى من قبل البدء، وهل الحب يجعل الرجل أعمى ومتخبط بتلك الطريقة لدرجة ان رجل مثل آمورو يعمل كجاسوس في منظمة يعلم تمام العلم أنه تحت عيون المنظمة يقدم على فعل صغير مثل ذلك، فعل أن علموا به سيلحق الضرر بالفتاة التي يحبها.
- من الجيد ليسوا هنا
ليقول أمورو باندفاع:
- لن أسمح لحد بأن يمس شعرة منها
- بصفتك من؟!
ليرد عليه رد غير الرد:
وأنت بأي صفة تحمي شيهو؟!
رفع أكاي حاجبه في استغراب، ماهذا السؤال بل أين الرد على سؤاله لكنه أجاب:
- تنفيذًا لوصية اختها
ليقول له أمورو بأنفة:
- وأنا أيضًا أحمي الأنسه سيرا لهذا الأمر
- لكن أذكر لا أنا ولا أخي شوكيتشي طلبنا منك ذلك
- لكن أنا من قررت ذلك.
عقد أكاي ذراعيه خلف رأسه وقال:
- تلك الفتاة اختي لا تنسى وأيضًا هي قوية لا تحتاج للحماية
ثم سكت هنية وتابع في سخرية:
- أرجو أن تقلل من أغاني الحب والغرام كي يعمل عقلك
وتحولت نبرة أكاي من السخرية للجدية وقال:
- تلك المرة قد سُترت بفضل الله لكن المرة القادمة لا تدري ماذا يحدث، ولا تنسى أنك جاسوس في منظمة خطيرة
- الأمر لك أيضًا آكاي فأنت لا تنسى أنك ميت.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن