الفصل السادس والعشربن

402 14 29
                                    

تسلل أشعة الشمس من خلال تلك الفتحة الصغيرة من النافذة، لتنزعج تلك الصغيرة وتململ على الفراش، ساحبة الغطاء وتندثر أسفله كي تحجب أشعة الشمس، لكنها نهضت وقفزت من السرير بل إنها سقطت من عليها لتنظر بتذمر وحنق للغطاء الذي تسبب في سقوطها وتردف بحنق:
- مثل صاحبة.
أخذت تنظر للغرفة وتحاول أن تتذكر كيف وصلت لفوق سرير وهي كانت أسفله.
خرجت بعد برهة بشعرها الأشعث، تتماطي وهي تتثاوب وتحك جلدتها، كان مازال هناك أثار النوم في عينيها.
- صباح الخير أيتها الأميرة، أرجو تكوني أرتحتي على فراشي.
لتنظر له والنوم مازال متعلقًا في جفنيه، كان سوبارو يعد وجبة الفطار لها.. لتقل وهي تكمل سيرها نحو الحمام وتعبث في شعرها:
- لا أعلم لما تناديني با أميرة.. اسمي هايبرا سان.
اكتفى بابتسامة، ودلفت هي للحمام وبينما تغسل وجهها بالماء وتفرش أسنانها، إذ بها تصرخ حينما تذكرت إنها نامت على فراش سوبارو لتنطلق نحوه كالصاروخ وتركله بقدمها الصغير على قصبة رجله ليبتعد وينظر لتلك الغاضبة ويتسأل بحيرة :
- ما بك
- ألا تدري فعلتك
- ماذا؟ أي فعل؟
نظرت له بحنق بينما هو اكتفى بابتسامة لا يعلم سواه مغزها.. وقالت:
- لِمَ لم تعيدني لغرفتي.
ليردف بخبث وينزل لمستوها:
- ما سبب دخولك لغرفتي أيتها الأميرة.
لتقل بحنق :
- اسمي هايبرا، هايبرا
- هايبرا
نطقها كمن يتلذذ بطعم الأحرف، كمن يرى وقع موسيقها على أذنيه.. ليردف يقول:
- اسم جميل
لينظر لها كمن يجس نبض ويكمل:
- لكن أنا أحب اسم شيهو
قد أُجلفت لسماعه ينطق باسمها ليبتسم وهو يقول :
- هل تعرفين شخص بهذا الاسم
لتولي له ظهرها وتقول وقد أصابها بعد الريبة منه:
- لا أعلم أحد بهذا الاسم، لم يسبق لي.
- جيد هذا لان أرد أن اسمي ابنتي بهذا الاسم العذب.
قالها وهو يضع أمامها وجبت فطورها.. لتقول دون النظر إليه، بنبرة تحوي خيطًا رفيعًا من الغيرة :
- مبارك، أخبرني حين تقوم بذلك
جلس بجوارها وقال :
- هذا أكيد أمي.. أقصد أنسة هايبرا
وضعت أول لقمة وأخذت تلكها، شيئًا غريبًا يتسلل في قلبها كيوم أمس، حينما رأت الأقراط على سطح تسريحته.. ليقول هو:
- سوف أخبرك حين اتزوج هذا لأني أرغب بشدة أن تمسكي بذيل فستان عروسي.
لكنها لم تجبه، ولم تستطع أن تضع لقمة واحدة في فيها بل شعرت أن أي لقمة أضافية سيدفعها دفعًا لإفراغ ما في جوفها.. نهضت ونزلت من كرسيها وقالت دون ألتفاف له:
- شكرًا على الطعام
نظر لطبقها وجده كما هو:
- لكنك لم تأكلي شيئًا
- لقد أكلت حلوى قبل تلك الوجبة، شكرا لك
يدرك أنها كاذبة. ذهبت لغرفتها ومازال قلبها ينتفض كعصفور شارد ضل طريقه ودموعها تنساب من عينيها دون إذن منها، أخرجت ثوبها لكي تذهب للمدرسة، لتجده أمام غرفتها ينظر لها ويده اليسرى متوارية خلف ظهره.. خطى بعض الخطوات نحوها ولم تحرك ساكنة فقط كانت تمسك بتشيرت بني لون، سجى على ركبيتها مسح بأنمله دموعها المنسابة على وجنتيها:
- ما بال هذه الدموع
هزت رأسها نافية لتقول:
- لا شيء، فقط تذكرت اختي
حاول أن يبتلع كلامها الكاذب والذي يدرك جيدًا إنه مجرد كذبه.. ليقدم لها هديتها والتي عبارة عن تلك الأقراط التي رأتها:
- أسف لم أستطع أحضر عيد ميلادك، لكني أقدم لك تلك الأقراط
أمسكت العلبة بين يديها وليغمرها السعادة في تلك اللحظة وتردف:
- شكراً لك
تناول منها الأقراط ليزين بها أذنيها ويقول:
- ما رأيك
- رائعة
ليتركها ويخرج من غرفتها لكنه قبل أن يخطو خطوة للخارج.. قال بنبرة صارمة كمن يضع الحدود :
- انسي ما تفكرين فيه، أرجو لا تنسي المسافات بيننا
تركها لحيرتها تتخبط فيها، ماذا يقصد بكلامه، هل يعلم بحقيقتها، هل شعر بقلبها.
_________________________________
أمريكا- عند غروب الشمس - أحدى البارات.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن