الفصل الخامس والثامنون الجزء الثالث

211 9 27
                                    

عاد موري وبرفقة ران وكونان صباح اليوم من يوكاهاما الساعة العاشرة، فالمسافة بين طوكيو ويوكوهاما ماهي إلا ساعة وما أن عادوا لم يتمهل كونان ليأخذ قسطًا من الراحة بل بدل ثيابه على عجل وطار لمنزل الدكتور أغاسا بعد أن أخبره أغاسا بأمر تقلص شيهو لهايبرا أما ران فلم تعترض طريقه فهي تعرف مين يكون كونان بل بدلت ثيابها وأعدت بعض الوجبات الخفيفة وفي ظهر اليوم تهندمت وقالت مستأذنة أبيها :
- أبي سوف أذهب للمكتبة
- حسنًا أذهبي لكن لا تتأخري
- سأتي على العاشرة مساء
قضب موري جبينه وقال بصوت حازم :
- مستحيل معك لسابعة
لكنها اردفت بصوت مترجي:
- ستكون معي سونكو وسيرا
- أخبرتك لا
ظلت ران تترجوه إلى أن وافق بشرط بأن يذهب هو لأخذها. قد أرسلت سونكو لها بأن استاذ العلوم طلب منهما دراست بعض العنواين فهو قد يمتحنوهم فيها وقد انفقن على أن يتقابلن في أحدى المكتبات الكبرى بطوكيو بعد العصر وهما وسيرا، لكن ران أبكرت الذهاب لأمر خاص بها.. أوقفت ران سيارة أجرة وأخبرته عنوان المكتبة وما أن دلفت منها بعدما دفعت الأجرة رفعت رأسها تشخص المبنى الشاهق والهواء يتلاعب بخصلات شعرها الأسود ويطايرهم لتزيحه هي بيدها وترجعه للخلف.. متمنية أن تحصل على إجابات لأسئلتها، دلفت المكتبة وأملت استمارة الاستبيان وبالطبع جعلت هاتها في وضع الصامت ثم أخذت تتجول فيه باحثة عن قسم الكيمياء والعقاقير المكتبة شاسعة وتتكون من أدوار عدة.. ظلت تبحث عن القسم حتى أتتها أحدى العاملات وقالت بأدب:
- أنستي هل تبحثين عن شيء معين
ارتبكت ران بخفة فهي كانت مشغوله الذهن ومن ثم حييت العاملة وقالت:
- أبحث عن قسم الكيمياء
لتجيبها المرآة بسؤال حيرها:
- أي فرع من قسم الكيمياء
عقدت ما بين حاجبيها واردفت قائلة:
- هل هناك أقسام مختلفة منها
أومأت العاملة برأسها قائلة وهي تشرح لها:
- هناك كيمياء عضوية وللاعضوية وكيمياء فيزيائية وكيمياء تحليلية وكيمياء حيوية
- أخبريني مجال العقاقير والأدوية
- أعتقد الكيمياء الحيوية
دلتها العاملة لمبتغها.. وأتخذت ران مكانًا فيه ثم شرعت بجمع الكتب وصفتهم أمامها مما جعل العاملة تنظر لها بتعجب لكنها لم تبدى أي رد.. أخذت ران تتفحص الكتب وكأنها تعمل لهم مسح شامل فهي بالتأكيد لا تقرأ صفحات الكتاب بل تبحث عن عنواين يخبرها عن أي عقار او مادة يقلص الجسد، ظلت على هذا الحال قرابة الساعتين ولم تتفحص سوى اربع مجلدات وبدأ السأم على محياها مع الشعور بصداع طفيف ولم تحصل على أجبتها بل هناك معلومات لم تفهمها، ذلك بسبب التداخل ولم تسمح لعقلها بأخذ قسط من الراحة، فبالرغم إنها تقوم بعميلة مسح شامل إلا ان هناك صفحات يخبرها عن عملية موت الخلايا الذاتيه فكانت تتطلع عليها وعلى العقاقير التي تعمل على ذلك لكنها لم تحصل على أجبتها فتلك العقاقير لا تقوم بتقلص بذلك الشكل التي رأته بجانب انها تترك تدهورا في الصحة ومنها الخلايا المخ لكنها تدرك أن كونان سليم العقل.. فكلما استرجعت ذكرتها وجدت ان كونان هو من يخل القضايا في الخفاء وادركت أن والدها ما هو إلا عروس ماريونت يحركه كونان.. تأفأفت بملل وتثاوبت وهي تتمطى للخلف وقد ادمعت عينيها من كثرة التمحيص والتفحيص.. وبينما هي تقلب الصفحات تذكرت ذلك الصغير كونان التي ودعته وتسألت مين يكون كونان ذاك..بالتأكيد هو شخص أخر فمستحيل ان يكون اثنان كونان بالأخص هي عرفت أن كونان هو سينشي، إذن من كونان ذاك، أرهقها تفكير وقلبت الصفحة، ليداهم ذهنها اسم هايبرا. فقالت بتمهل وبتفكر:
- هايبرا.. هل يعقل
لوهلة أتتها فكرة أن هايبرا مثل كونان فالشبه بينها وبين تلك الفتاة المدعوة شيهو كبير لدرجة التطابق مثل كونان وسينشي وأيضًا تصرفات هايبرا على خلاف الصغار فهي تتصرف كالكبار عكس كونان الذي يجيد تمثيل دور الصغار ببراعة لكن سرعان ما طردت تلك الفكرة، فهناك اطفال يتحدثون كالكبار ويكرهون من يعاملهم كالأطفال لكنهم أيضًا أطفال هناك أمور تظهرهم أم هي فلا.. سحبت ران شهيقًا وكتمته لثواني ثم زفرته ببطء لقد تمكن منها السأم ولم يبقى سوى ساعة وتأتي صديقتيها بالطبع وضعت هاتفها أمام بصرها كي ترى اتصال أحدهن... قلبت الصفحة وقد اوشكت على انتهاء المجلد التي تخطف منه العنواين وإذ بها تتذكر حديث سينشي يوم أودعت كونان المزيف حين قال لها " أسمعيني يا ران، أعلم مدى حزنك، لكن يا ران أنا مثلك أتعذب بل أكثر، فأنا دائم قريب منك للغاية ورغم ذلك لا أستطيع أن أكون معك فالفضية التي أعمل عليها خطيرة جدًا يا ران ولا أدري هل سأعود منها أم"
لتحدث نفسها قائلة وهي تفرك جبينها كي تخفف ذاك الصداع الخفيف :
- كان علي أن أعلم ذلك سينشي كان علي أعرف أنك دائماً بقربي لكن كلما حاولت الوصول إليك ضللتني لكن لا أعلم لماذا فأمك لم تخبرني اي شيء حول قضيتك وكأن هناك اتفاق ألا تشاركني همك.. ماذا اكون بالنسبة لك يا سينشي"
أفاقت من شرودها على صوت رجولي تألفه حين قال:
- هل تسمحين لي بالجلوس
رفعت بصرها لتنصدم بمدربها السيد هيروكا.. فقالت مفاجأة :
- السيد هيروكا
ليرد بابتسامة عليها بينما هي تومأ له رأسها بنعم. ٠

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن