الفصل الرابع و الثامنون الجزء الرابع

236 11 10
                                        

باتت كازوها كثيرة الشرود فقد مر قرابة شهر على إتصال كبير الخدم الخاص بجدها الذي يعلمه بضروره ترحيل كازوها من اليابان لسويسرا كي تعيش مع جدها، لم تلتقي بجدها قط لم تراه وأن سبق لها رؤيته فهي لا تتذكر ملامحه كل ما تتذكره أنه السبب الذي جعل والدتها تتركها أمام ذاك المسرح وحيدة تحت زخات المطر، لا تدري أهي تكره أم ماذا لكن بالتأكيد هي لا تحمل له أي نوع من الود، أخبرها والدها بأن جدها صار رجلًا عجوزًا يحتاج لها لتؤنسه فهو رجل وحيد ولم يكن له اهل سوى ابنته وبعد موتها صارت هي أهله... لتسأله كازوها :
- هل هذا يعني علي أن ارحل كما رحلت أمي؟!
كان نبرة صوتها يشوبه الكمد، كانت تشعر بالاختناق كيف لها تترك ذكرياتها أباها و هيجي رفيق دربها، كيف تترك كل ما تعودت عليها وتذهب لبلد جديدة لأجل أن ترعى عجوز سلب منها أمها، كيف تترك أباها الذي خسر زوجته بسببه.. أحس توياما بذاك الذي ألم بصغيرته فقال وهو يضع يده على كتفها الأيمن لترفع عينيها اللتان يملأهما الحزن:
- كازوها أسمعني جيدًا يا ابنتي أنا رجلًا لا أخلف وعدي
صمت لبرهة بينما عي ظلت عينيها معلقتان بوجه أبيها... ليردف مكملًا حديثه:
- لكن أذ رغبتي بألا ترحلي سوف أخلف وعدي لأجلك
لوهله احست بنشوة ولذة والدها سيخلف وعده لجدها لأجلها ونفس ذات الوقت شعرت باللاسف فهي لا ترغب بأن تجعل أبيها يخالف وعده الذي قطعها.. لتقول وهي تحتضن ابيها:
- سوف أسافر أبي لكن لا أريد أن أسافر آلان فقط سمح لي بأن أخذ وقتي خاصة أريد أشبع من أصدقائي.
استفاقت كازوها من شرودها على صوت موميجي التي كانت تناديها بهوبا تشان.. لتستدير وجهها بعدما كانت تنظر من نافذة القطار.. تجيب بابتسامة غيظ :
- موميجي تشان، ما الذي جاء بك
لترد موميجي وهي تغمز لهيجي:
- لقد عرفت أنكما ستسافران لطوكيو فرغبت بمرافقة زوجي المستقبلي
لتجلس بجوار هيجي دون أذن وتكمل كلامها بخبث:
- لن تمانعي أليس كذلك
لتجيبها وهي تكز على أسنانها :
- وحتى أن مانعت هل سيفيد؟!

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن